الترشيحات تحصل في دمشق للانتخابات الرئاسية السورية، أما ختامها وبدايتها فسيكونان في لبنان، حيث بدأت أذرع النظام السوري من أحزاب ومنظّمات وجمعيّات بالعمل على حشد الناخبين لصالح الرئيس بشار الأسد. هؤلاء تسجّل 125 ألفاً منهم في الانتخابات السابقة، وفقاً للسفارة السورية. ومن ينسى طوابير السوريين أمام مبنى السفارة في اليرزة في 2014، حين صوّت 80 ألفاً منهم. في حين ليس محدّداً عدد الناخبين المقيمين في لبنان حالياً، ولا معروفاً عدد الذين سجّلوا أسماءهم هذه المرّة.
وقد بدأت “رابطة العمال السوريين في لبنان”، وهي جمعية مرخّصة في لبنان، الضغط على “مئات الآلاف من النازحين السوريين من المؤهّلين للتصويت في الانتخابات المقرّرة في 26 من أيّار الحالي”.
وقد نقل موقع “L’Orient Today”، الناطق باللغة الإنكليزية، عن نازحَيْن سوريَّيْن يقيمان في منطقة “المنية” شمال طرابلس، طلبا عدم الكشف عن هويّتيْهما، أنّ السوريين في المنطقة “استُدعوا بطريقة مخادعة إلى اجتماع عقدته الرابطة الآنفة الذكر في مكتب محمد مطر، رجل الأعمال اللبناني المقرّب من نظام الأسد”. وقد لجأ الداعون إلى الخداع، بإشاعة أنّ الاجتماع هدفه تقديم مساعدات “أمميّة”، فتجمّع 500 شخص أمام مكتب مطر في اليوم التالي، وحين تبيّن أنّ الدعوة مرتبطة بالانتخابات غادر معظمهم.
بدأت “رابطة العمال السوريين في لبنان”، وهي جمعية مرخّصة في لبنان، الضغط على “مئات الآلاف من النازحين السوريين من المؤهّلين للتصويت في الانتخابات المقرّرة في 26 من أيّار الحالي”
وبحسب الموقع، أجرى عدد من الأشخاص جولات في مخيمات المنطقة، وهدّدوا المشرفين عليها بأنّ “عصابات” قد تستهدف تجمعاتهم ما لم يقنعوا سكانها بالمشاركة في الانتخابات. وأوضح أنّ “الرابطة الموالية للأسد، التي تنسّق مع سفارة النظام في لبنان، أصدرت بياناً يحثّ السوريّين على التصويت في الانتخابات”. ونقل عن رئيس الرابطة مصطفى منصور قوله: “نعقد اجتماعات، سواء في البلدية أو في مركز أو مطعم، ونجمع السوريين، ونشرح لهم كلّ ما يتعلّق بالانتخابات، وما يجب عليهم فعله”، مستدركاً: “لكنّنا لا نملي عليهم لِمَنْ يجب أن يصوّتوا”.
تأليف لجان في المناطق
مصادر خاصة بـ”أساس” أفادت أنّ السفارة السورية في بيروت بدأت في تأليف لجان في مختلف المناطق اللبنانية، ومهمّتها توزيع استمارات على السوريين المقيمين في لبنان ممّن يحقّ لهم الانتخاب ليملأوها من أجل تنظيم مشاركتهم في انتخابات رئاسة الجمهورية في سوريا، وذلك وفق قوائم أمنيّة وصلت من دمشق. وعلى السوريين تعبئة هذه الاستمارات بمعلومات عن عدد أفراد عائلاتهم الذين يحقّ لهم الاقتراع، وتضمينها صوراً عن الهوية، وأرقام هواتفهم وعناوين سكنهم وأعمالهم، وطبيعة هذه الأعمال.
أجرى عدد من الأشخاص جولات في مخيمات المنطقة، وهدّدوا المشرفين عليها من “عصابات” قد تستهدف تجمعاتهم ما لم يقنعوا سكانها بالمشاركة في الانتخابات
وتضيف المصادر لـ”أساس” أنّ هذه اللجان تستند في تواصلها مع اللاجئين السوريين إلى نقطتين:
1- تأكيد ضرورة المشاركة في الانتخابات، وانتخاب بشار الأسد حصراً.
2- تهديد الممتنعين عن المشاركة بمنعهم من دخول الأراضي السورية، وتعريض ذويهم في الداخل السوري لمختلف أنواع التضييق، باعتبار الممتنعين في حكم الخونة لسوريا.
إقرأ أيضاً: أسماء الأسد رئيساً لسوريا؟
من جهته، الوزير السابق لشؤون النازحين معين المرعبي، في تصريح لـ”أساس” قال إنّ “نظام البراميل المتفجّرة، وأشدّد على عبارة “البراميل المتفجّرة”، لا يتوانى عن فعل أيّ شيء. وتحصل عمليات ترغيب وترهيب للنازحين السوريين في مناطق الشمال. وللأسف تشارك فيها بعض الأحزاب اللبنانية، ورجال أعمال لهم مصالح تجارية مع النظام السوري، وتهدف إلى حشد أكبر عدد ممكن من النازحين السوريين من أجل التصويت لبشّار الأسد”.
وأضاف المرعبي لـ”أساس”: “الحوادث المتنقّلة في الشمال التي تستهدف نازحين سوريين ليست بعيدة عن حملة الضغط التي تُمارس عليهم من أجل دفعهم إلى التصويت لبشّار الأسد. للأسف النازح السوري متروك لقدره في لبنان اقتصادياً وأمنيّاً وسياسياً”.