رأت مجلة فورين بوليسي أن لا قضية سياسية فرّقت القادة الإسرائيليين والأميركيين أكثر من الاتفاق النووي مع إيران.
وترى منظمة قادة أمن “CIS”، وهي حركة غير حزبية تضم أكثر من 300 من القادة السابقين للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنّ الاختلافات بين الحكومتين في هذه القضية يجب تجاوزها.
وأوصت الحكومة الإسرائيلية بضرورة دعم استراتيجية إدارة بايدن المكوّنة من مرحلتين، تركّز الأولى منهما على إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، بينما تهدف الثانية إلى الوصول إلى متابعة “أطول وأقوى” للاتفاق، والتعاون بشكل وثيق مع واشنطن في تصميم وتنفيذ كلتيهما.
كان الهدف من الاتفاق النووي ضمان عدم تمكّن إيران من الحصول على مواد انشطارية لسلاح نووي في أقلّ من عام، وهو الإجراء المعروف باسم وقت الاختراق.
ومع ذلك، فإنّ الإخفاق في تنفيذ البنود الأساسية، إلى جانب انتهاكات إيران منذ خروج الولايات المتحدة من الاتفاق، بما في ذلك سعيها للحصول على أجهزة طرد مركزي سريعة الدوران والمزيد من اليورانيوم عالي التخصيب، جعل إيران قريبة من حيازة المواد الانشطارية المستخدمة في صنع الأسلحة في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر.
لا يوجد برنامج بديل
وحثّت المنظمة حكومة إسرائيل على دعم جهود الولايات المتحدة للانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني وتخفيف العقوبات ذات الصلة مقابل استئناف إيران الامتثال الكامل للاتفاق النووي.
وأشارت إلى أنّه على الرغم من أوجه القصور في الصفقة، لا يوجد برنامج دبلوماسي بديل متاح للتعامل مع الأزمة. وأكّدت أنّ عودة الولايات المتحدة إلى وضعها السابق كطرف في خطة العمل الشاملة المشتركة ستعيد قدرتها على تحديد متى تُلغى العقوبات مرة أخرى، وعلى التأثير في القرارات المتعلقة بكفاية عمليات التفتيش وردود الفعل على الانتهاكات عند اكتشافها.
وأوضحت أنّ أوجه القصور في اتفاق 2015 تتطلّب استراتيجية جديدة لإنتاج اتفاق جديد “أطول وأقوى”، ومعالجة قضايا كبرنامج الصواريخ الإيرانية وسلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة.
وقالت المنظمة: “من المحتمل أن يكون هذا الجهد معقّداً وطويل الأمد. لا ينبغي السماح بتأخير السعي إلى تحقيق هذه الأهداف طويلة الأجل أو تعريض الأهداف المباشرة المتمثلة في تقليل وقت اختراق إيران واستعادة نظام مراقبة قويّ، وكلاهما يمكن تحقيقهما في المرحلة الأولى، من خلال الاتفاق النووي”.
وأضافت: “نظراً إلى أنّ الهدف من هذه المرحلة الثانية هو معالجة قيود الاتفاق النووي الإيراني والقضايا الإقليمية الملحّة الأخرى، التي استُبعدت من خطة العمل الشاملة المشتركة، فقد نصحنا حكومة إسرائيل بدعم جهود المتابعة التي تقودها الولايات المتحدة والعمل عن كثب مع إدارة بايدن على تصميمها وتنفيذها”.
إقرأ أيضاً: إحياء الاتفاق النووي مع إيران خلال أسابيع؟
اتفاق المرحلة الثانية
وأشارت إلى أنّه بسبب أسلوب التفاوض الإيراني، قد لا يُعقد في وقت قريب اتفاق المرحلة الثانية مع إيران، التي تعالج بشكل مناسب مخاوف التسليح ودعم الميليشيات الشيعية وغيرها.
وذكرت المنظمة أنّه لتحسين احتمالات نجاح المفاوضات الحالية والمستقبلية، يجب استكمال الدبلوماسية برسالة عاجلة وواضحة لإيران مضمونها أنه “ستظل الولايات المتحدة وحلفاؤها ملتزمين بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. ويجب أن يكون استخدام القوة دائماً خيار الملاذ الأخير”.
وتابعت أنّه “يجب إخطار طهران بأنّ واشنطن وشركاءها لن يكونوا متسامحين إذا استأنفت إيران برنامج أسلحتها النووية، أو واصلت جهودها لتزويد وكلائها الإقليميين بصواريخ دقيقة وأنظمة أسلحة متطورة أخرى أو نشرها خارج أراضيها”.