أثارت أزمة “كورونا” تكهّنات باحتمال إلغاء أولمبياد طوكيو 2021، بالتزامن مع تراجع الحماسة الشعبية لها في اليابان (أظهر استطلاع للرأي أنّ 80 % يعارضون و45% مع التأجيل و35% مع إلغاء كامل) حتى بعدما كشف المنظمون عن مجموعة الإجراءات لمكافحة الفيروس. الأمر الذي سيشكل ضربة لصورة الألعاب الأولمبية وللدولة اليابانية في آنٍ معًا.
فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “يوميوري” المحلية مؤخرًا، أنّ معظم اليابانيين يرفضون حضور الجماهير الأجنبية دورة الألعاب الأولمبية المقبلة، المقرر إقامتها في عاصمة بلادهم، الصيف المقبل، تخوّفًا من تفشّي العدوى بفيروس “كورونا” المستجد سريع الانتشار، ما أثار علامات استفهام عدة حول مصير الحدث الرياضي الأهم في العالم.
رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية بيار جلخ استبعد “تأجيلها”. وقال في حديث لـ”أساس”: “على الرغم من الاحتجاجات الشعبية التي ظهرت وتزايدت مؤخرًا في اليابان، فالسلطة لن تتراجع عن تنظيم حدث من هذا النوع، خوفًا من انعكاسه سلبيًّا على صورتها أملم العالم”.
وأضاف: “خلال الفترة المقبلة سيتلقّى عدد كبير من الرياضيين المشاركين في الألعاب اللقاح. وهذا ما سيقلّص المخاوف من نشر الوباء. ونحن كلجنة أولمبية محلية، لم تردنا أيّ مراسلة من الأولمبية الدولية تشير إلى التأجيل. والمشاركة اللبنانية مهمة لنثبت حضورنا في العالم خلال هذا الظرف العصيب”.
وأكد جلخ أنّ هيئة التنفيذية المنتخبة حديثًا “تعمل يدًا واحدة وبشكل مؤسّساتي، من أجل صالح الرياضة اللبنانية. وأولى خطواتنا تمثلت في تشكيل اللجان الفرعية التي سيكون لها شأن كبير في إعداد البرامج والخطط الهادفة لتطوير الرياضة اللبنانية”.
أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “يوميوري” المحلية مؤخرًا، أنّ معظم اليابانيين يرفضون حضور الجماهير الأجنبية دورة الألعاب الأولمبية المقبلة
الأمين العام للّجنة الأولمبية اللبنانية العميد المتقاعد حسان رستم قال لـ”أساس” إنّ “إصرار اللجنة الأولمبية الدولية كبير على إقامة الألعاب في الصيف، لأنّ تأجيلها مجددًا (كانت مقررة العام الماضي) سيشكّل معضلة كبيرة، إذ سيقترب موعدها من الأولمبياد التالي في باريس عام 2024. وهذا ما سيُربك حسابات الاتحادات الدولية والقاريّة، التي أرجأت بدورها مسابقاتها بسبب تأجيل أولمبياد طوكيو، كما سيكبّد اليابان خسائر اقتصادية كبيرة”.
وأشار رستم إلى أنّ المشاركة اللبنانية حتى الآن، تتمثّل بالرامية العالمية راي باسيل، التي ندعمها بالسبل كافة من أجل أن تحقق نتيجة إيجابية تُفرح اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة”.
المحاضر الأولمبي الزميل وديع عبد النور قال لـ”أساس” إنّ “صورة الألعاب ستتضح آخر الشهر الحالي، لا سيما إذا ما استُكملت مسيرة الشعلة الأولمبية في 25 الجاري من فوكوشيما إلى طوكيو، كما كان مقررًا”.
ولفت عبد النور إلى أنّ التنسيق قائم بين الحكومة اليابانية واللجنة الأولمبية الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، من أجل اتخاذ القرارات المناسبة بخصوص الألعاب. وهناك نقاط عدة يجري البحث فيها، لا سيما حول الحضور الجماهيري، إذ لن تشهد الألعاب حشودًا كما جرت العادة، بل سيكون حضور المتفرجين محدودًا، وربما لن يحضر الجمهور في الملاعب”.
وتابع: “أتوقّع صدور قرارات بتقييد أعداد الوافدين من اللاعبين والإداريين والمتفرجين والإعلاميين، إذ سيكون محددًا بأعداد معيّنه وعلى نطاق ضيّق”.
ولفت عبد النور إلى توجه الحكومة اليابانية لإقامة الألعاب، لا سيما أنّ الحزب الحاكم في اليابان مقبل على انتخابات نيابية في تشرين الأوّل المقبل، وفشله في إقامة الأولمبياد سيقلّص من حظوظه في الفوز، كما سيكبّد اليابان خسائر مادية تتخطى المليار دولار أميركي، فضلًا عن خسائر شركات الإعلان والعقود التلفزيونية والاتحادات الدولية المشاركة في الألعاب”.
المحاضر الأولمبي الزميل وديع عبد النور قال لـ”أساس” إنّ “صورة الألعاب ستتضح آخر الشهر الحالي، لا سيما إذا ما استُكملت مسيرة الشعلة الأولمبية في 25 الجاري من فوكوشيما إلى طوكيو، كما كان مقررًا”
وتحوّل التخبّط الياباني بشأن الأولمبياد مفاجأة لدى الكثير من المتابعين، في ظلّ الصورة المشرقة التي لطالما قدمتها اليابان عن نفسها خصوصًا في الشقّ التنظيمي، علمًا أنّ استقالة رئيس اللجنة المنظمة يوشيرو موري زاد في الطين بلة، وذلك بعد تعرّضه لانتقادات شعبية وإعلامية.
وفي ظل عدم اليقين والشكوك في إقامة الفعالية الدولية في اليابان، أبلغ حاكم ولاية فلوريدا اللجنة الأولمبية الدولية، استعداد الولاية الأميركية لاستضافة الألعاب الأولمبية، موجهًا رسالة إلى الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الدولية “لحثّكم على التفكير في نقل دورة الألعاب الأولمبية 2021 من طوكيو، اليابان، إلى الولايات المتحدة الأميركية، وتحديدًا إلى فلوريدا”.
إقرأ أيضاً: رياضة لبنان: “كورونا” أضعف اللاعبين.. وجعل المنشآت الرياضية “مخازن”
في المقابل، أكد رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، أنّه “مصمّم” على إقامة الألعاب الأولمبية في تموز، بينما رفض متحدث باسم الحكومة تقريرًا يشير إلى أنّ المسؤولين يرَوْن أنّ الإلغاء بسبب جائحة كورونا أمر لا مفرّ منه.
بدوره، شدد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ أن “ليس لدينا في هذه اللحظة أيّ سبب للاعتقاد بعدم انطلاق أولمبياد طوكيو في 23 تموز”، لكنه أقرّ في الوقت نفسه بعدم استبعاد فرضيّتَيْ تخفيض عدد المشجعين، أو حتّى إقامة الحدث خلف أبواب مغلقة.