(نيويورك تايمز)
وافقت أمس الأوّل لجنة من الخبراء تقدّم المشورة لإدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأميركية، على لقاح كورونا الذي طورته شركة “جونسون آند جونسون” (Johnson & Johnson). وبهذا يكون اللقاح قد تخطّى العقبة الأخيرة قبل حصوله على إذن رسمي يصدر في اليوم التالي، وفقًا لما ذكره شخصان مطّلعان على خطط الوكالة. وستنطلق أولى التلقيحات في الولايات خلال الأيام المقبلة.
وقد صوّتت بالإجماع لصالح الترخيص لجنة تضمّ خبراء أمراض معدية وإحصائيين وعلماء أوبئة مستقلّين.
هذا اللقاح، هو الثالث ضدّ كورونا الذي يخرج من الولايات المتحدة، منذ أن بدأت الموجة الأولى من فيروس كورونا في اجتياح البلاد، وسيكون اللقاح الأوّل الذي يتطلّب جرعة واحدة فقط بدلًا من اثنتين.
نجحت صياغة جونسون آند جونسون بشكل جيد في التجارب السريرية، لا سيما ضدّ الأمراض الشديدة والحالات الاستشفائية، على الرغم من أنّها لم تتطابق مع معدلات الفعالية المرتفعة للّقاحين الأولين اللذين صنعتهما فايزر-بيونتك وموديرنا.
يعمل لقاح جونسون آند جونسون بجرعة واحدة، ويستخدم نوعًا مختلفًا من التكنولوجيا عن اللقاحات المصرح بها. ومع حجم تجارب سريرية واسعة، امتدّت إلى ثماني دول وثلاث قارات و45000 مشارك
الدكتور جاي بورتنوي، المتخصّص بالحساسية في مستشفى ميرسي للأطفال في كانساس، وعضو مجلس الإدارة قال: “نتعامل مع جائحة في الوقت الحالي. إنّه لأمر رائع أن يكون لدينا هذا اللقاح”.
وخلال العرض الذي قدمته شركة جونسون آند جونسون أمام اللجنة، أكّد الدكتور غريغوري بولاند، عالم الفيروسات في مايو كلينيك، والمستشار الخارجي للشركة، أكّد فعالية اللقاح وسهولة استخدامه وانخفاض معدّل الآثار الجانبية: “بالنسبة لي، من الواضح أنّ الفوائد المعروفة تفوق إلى حدّ كبير المخاطر المعروفة”.
وبلغ معدل الفعالية الإجمالية للقاح %72 في الولايات المتحدة و 64% في جنوب أفريقيا، حيث ظهر نوع مقلق من الفيروس. وأظهرت اللقطة فاعلية بنسبة 86? ضد الأنواع الحادة للفيروس في الولايات المتحدة، و82? ضد الأمراض الشديدة في جنوب أفريقيا.
هذه أرقام قوية، لكنها أقل من معدلات الفعالية البالغة 95% تقريبًا لقاحات فايزر-بيونتك وموديرنا، ضدّ الحالات الخفيفة والمتوسطة والشديدة.
يعمل لقاح جونسون آند جونسون بجرعة واحدة، ويستخدم نوعًا مختلفًا من التكنولوجيا عن اللقاحات المصرح بها. ومع حجم تجارب سريرية واسعة، امتدّت إلى ثماني دول وثلاث قارات و45000 مشارك.
وعلى الرغم من أنّ اللقاح يعمل بجرعة واحدة، إلا أنّ الدراسات جارية لتحديد ما إذا كانت الجرعة الثانية ستزيد من آثاره الوقائية.
أشار الدكتور بول أوفيت، طبيب الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وأحد أعضاء اللجنة، إلى أنّ التجارب السريرية المبكّرة التي أُجريت خلال الصيف، أثبتت أنّ جرعة ثانية أدت إلى مستويات من الأجسام المضادة لفيروس كورونا، أعلى بثلاث مرات تقريبًا من تلك التي تنتجها جرعة واحدة فقط.
لكن، من غير المتوقع الحصول على نتائج التجربة السريرية من جونسون آند جونسون ذات الجرعتين، حتى شهر تموز على أقرب تقدير. وفيما تساءل الدكتور أوفيت ما إذا كانت هذه النتائج أفضل من تلك التي تأتي بها من جرعة واحدة: “هل سيصبح اللقاح من جرعتين؟”، قال الدكتور جوهان فان هوف، الرئيس العالمي لأبحاث اللقاحات وتطويرها في شركة Janssen Pharmaceuticals، وهي قطاع تطوير الأدوية في شركة جونسون آند جونسون، إنّ الشركة قررت متابعة استراتيجية اللقاح الواحد، بعد أن أظهرت دراساتها على القرود في الربيع الماضي أنّها كانت كافية لتوفير حماية قوية ضد المرض.
إقرأ أيضاً: دراسات لم تحسم الإجابة: انتقال العدوى بعد اللقاح؟
وتابع: “من الواضح أنّه في حالة تفشي وباء مستعر، فإنّ التحدي الأكبر هو السيطرة على الوباء. نظام اللقاح الحالي في وضع جيد للغاية لاستخدامه في حالات تفشّي المرض”.
لكنّ الدكتور فان هوف أشار أيضًا إلى أنه سيكون من المهم تتبع المتطوعين الذين تلقوا جرعة واحدة، لمعرفة ما إذا كانت مناعتهم ستتغير في الأشهر التالية. وقد يكون من الضروري إعطاء جرعة معزّزة لحماية طويلة الأمد: “ما تزال علامة الاستفهام الكبيرة: إلى متى تستمرّ الحماية؟”
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا