“الإسلام هو الاعتدال والإسلام يعاني آفة التطرّف، نحن في المقاصد رسالتنا هي تعليم الأجيال الإسلام الحقيقي المبني على التسامح والمحبة، في مختلف الاتجاهات التعليمية والمهنية والصحية، وصولًا إلى النشاطات الاجتماعية”. بهذه الكلمات يبدأ رئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنّو حديثه لـ”أساس” في الذكرى الـ143 لتاسيس الجمعية. ويواصل مؤكدًا أنّ “المقاصد حقّقت أحلام المؤسسين والرجالات الكبار الذين أرادوا لهذه الجمعية أن تكون فجرًا جديدًا عبر التطوّر والتقدّم الدائم، مقاصد اليوم هي مقاصد دخلت في القرن الـ21 عبر التعليم والاستشفاء”.
يدرك الدكتور سنّو هول المصاعب التي نواجهها في هذه المرحلة الخطرة التي يمرّ بها لبنان على الصعد كافة: “لبنان كله في دائرة الخطر، المؤسسات الخاصة أو الرسمية كافة تعاني اليوم بفعل الأزمة الاقتصادية والنقدية، لكن نحن بفضل أهل وأبناء المقاصد في الداخل والخارج صامدون، فهم يعملون على مدّ الجمعية بالدعم والمتطلبات الأساسية”.
سنّو وفي حديثه عن الدعم للمقاصد وجّه عبر “أساس” رسالة إلى الأشقاء العرب قائلًا: “المقاصد كانت داعمة للعرب في القرن الـ20 و”لبنان ما بينتسى”. لبنان مهم جدًّا للعرب وقضاياهم، وعلى أشقائنا عدم التقليل من أهمية لبنان ودوره”.
يدرك الدكتور سنّو هول المصاعب التي نواجهها في هذه المرحلة الخطرة التي يمرّ بها لبنان على الصعد كافة
ويشرح سنّو لـ”أساس” ما حققه منذ رئاسة الجمعية فيقول: “لقد عانيت صعوبة بنقلها من القرن الـ20 إلى القرن الـ21 لجهة التطور بالتعليم، وتطوير الخدمة الطبيّة بالمستشفى، إضافة إلى تنشيط العمل الاجتماعي. عندما وقع انفجار بيروت في 4 آب كان هناك 300 شخص على مدار الساعة يعملون على مساعدة أهالي المناطق المتضررة، كما كان هناك فريق يعمل على إصلاح المنازل لمدة 3 أشهر”.
ويتابع: “عندما بدأ الشباب المقاصديّ بالبحث عن نشاطات أخرى خارج نطاق المقاصد، ضاعوا وضاعت معهم المقاصد. لكن اليوم عادوا إلينا عندما وجدوا أنّ المقاصد هي ورشة دائمة للعمل الإنمائي وأنّه من واجب المقاصديين أن يحافظوا عليها”.
إقرأ أيضاً: صائب سلام والمقاصد.. حزب الأوادم…
ويكشف سنوّ أنّ “”ما يقارب 2200 إلى 2300 موظف يعملون حاليًا مع المقاصد، والميزانية التقريبيّة هي 55 مليون دولار سنويًّا، فيما تُسجل خسائر سنوية ما بين 7 و9 ملايين دولار. وها نحن نعمل على سدّها ووضع خطط لمعالجتها، وإحدى مسالك هذه المعالجة هي التبرعات”.
ويتابع: “الأزمة النقدية وضعتنا أمام مشكلة كبيرة جدًّا، إذ باتت مداخيل إيجار بعض المباني العائدة للجمعية منخفضة بفعل تدهور الليرة، وهناك صعوبات عند المستأجرين بالتسديد. هي أزمة تعصف بالجميع”.
ويختم سنو: “كل الرؤساء الذين تعاقبوا على المقاصد، من المؤسسين حتى يومنا الحالي، لهم فضل في ما أنجزته الجمعية. هنا ألفت إلى أنّ الاشخاص المفكرين الذين كانوا مع المؤسس عبد القادر قباني سنة 1878، كانوا مجموعة مميزة وما قاموا به من تأسيس هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم”.