متى سيحصل اللبنانيون على اللقاح ضدّ فيروس كورونا؟
هو السؤال الذي يتقدّم على كلّ الأسئلة الاقتصادية والسياسية والأمنية، فالناس قلقة على حياتها وصحتها، وهي تشاهد كيف يموت بعضهم عند أبواب المستشفيات، وكيف يبحث آخرون عن سريرِ أو جهاز أوكسيجين، على الرغم من إعلان وزير الصحة حمد حسن أمس أنّه وقّع العقد النهائي مع “فايزر” لتأمين أكثر من مليوني ومئة ألف لقاح تصل تدريجياً بدءاً من بداية شهر شباط. وأنّ وزارة الصحة، بالتعاون مع القطاع الخاص في صدد تأمين مليوني لقاح من شركتي Sinopharm وAstrazeneca بدءاً من شهر شباط.
خبران خلال الأسبوع الفائت خرقا صمت مسار اللقاح. الأوّل ما قيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري قد تمكّن من تأمين ما بين 500 ألف ومليون جرعة من لقاح كورونا هبة للبنان من دولة الإمارات العربية المتحدة، والثاني هو القانون الذي أقرّه مجلس النواب لاستيراد اللقاح عبر الدولة وعبر القطاع الخاص.
نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش، في تصريح لـ”أساس”، أكّد أنّ أيّ معلومة لا تصدر عن المكتب الإعلامي للرئيس المكلّف لا يكون لها أساس من الصحة.
وأشار علوش إلى أنه “رغم كلّ الأقاويل، هذا لا يعني أنّ الرئيس الحريري لا يسعى. لكن في النهاية إذا لم يصل المسعى إلى مبتغاه لن يتمّ الاعلان عنه”، مضيفاً: “لا أحد يعلم تفاصيل وصحة الأرقام التي انتشرت لأنّ القضية هي وجود سعي دائم لمساعدة لبنان من قبل الرئيس الحريري، لكن إذا لم تصل الأمور إلى نتيجة، فأيّ خبر سيصدر ستجد من يقف ويقول “شفتو ما حدا ردّ عليه”.
الاختصاصي في الأمراض الجرثومية وعضو “اللجنة العلمية لمتابعة كورونا” ورئيس “اللجنة العلمية لمتابعة اللقاح” الدكتور عبد الرحمن البزري أسف أن يصبح موضوع اللقاح شعبوياً، وأكّد لـ “أساس” الحرص على أن يدخل إلى البلد اللقاح الأفضل. وقال: “من الناحية العلمية والتنظيمية، اللبنانيون في أيادٍ أمينة رغم الإمكانات المتواضعة”.
أشار علوش إلى أنه “رغم كلّ الأقاويل، هذا لا يعني أنّ الرئيس الحريري لا يسعى. لكن في النهاية إذا لم يصل المسعى إلى مبتغاه لن يتمّ الاعلان عنه
وأضاف: “الدول التي سبقتنا في التلقيح لم تؤثر بعد على نسبة انتشار الفيروس، والعالم كله متأخر في عملية اللقاحات”، مؤكداً أنّ “مفتاح التصدّي الحقيقي حتىّ اليوم هو الوقاية الشخصية والمجتمعية، واللقاح سيصل وسيلعب دوراً كبيراً في الوقاية. وعندما نصل إلى 70% من مستوى التلقيح أو المناعة، يمكننا عندها العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية”.
وأشار البزري إلى أنّ وصول اللقاحات لا يعني أنّ الموضوع انتهى: “لأن أمامنا ما يقارب العام من المعاناة والالتزام، حتّى نستطيع أن نمرّر هذه المرحلة الصعبة”.
وعن التواصل مع القطاع الخاص، أكّد أنّ “الشركات الكبرى لا تريد أن تتواصل في الوقت الحالي مع أيّ قطاع خاص، إنما فقط مع الدول، فالأولوية اليوم هي القضاء على الوباء، لذا فإنّ تواصل الشركات سيكون مع الدول وليس مع الوكلاء والشركات الخاصة”.
وصول اللقاحات لا يعني أنّ الموضوع انتهى: “لأن أمامنا ما يقارب العام من المعاناة والالتزام، حتّى نستطيع أن نمرّر هذه المرحلة الصعبة
وختم كلامه مؤكداً أنّ “التلقيح سيبدأ مع العاملين الصحيين لأنهم العامود الفقري للدفاع عن لبنان في موضوع كورونا، ثم المسنين، ثم من يعاني من أمراض مزمنة”.
نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون كشف لـ”أساس” عن مباحثات قامت بها المستشفيات الجامعية مع شركات تصنيع اللقاح: “ليس بهذه السهولة تتم عملية الاستيراد. فهناك صعوبات إدارية وقانونية خاصة. وكلّ شركة أو مختبر، يقوم بتصنيع اللقاحات لديه ارتباطات واتفاقيات لها الأفضلية، ولم يتمّ التواصل مع شركة فايزر”.
إقرأ أيضاً: السيناريو اللبناني: علاج في “السيارات” وموت في “الطوارئ”
وجزم هارون أنّ “الأمور ليست بهذه السهولة بالنسبة للمستشفيات الخاصة. أما بالنسبة للوكلاء، فيمكن أن يدخلوا على خطّ عملية الاستيراد. ومن المتوقع أن تكون العملية أسهل بالنسبة إليهم”.