نتنياهو يستقبل بايدن بتصعيد عنيف في سوريا.. ماذا عن الاتفاق النووي الجديد؟

مدة القراءة 5 د

قالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وذلك قبل أيّام من استلامه السّلطة: “لا يعنينا من يجلس في المَكتب البيضاوي سنُكمِل ما بدأناه وليس هناك ما يمكن الحديث فيه عن سوريا “.

هذه هي الرّسالة التي أرادت تل أبيب إيصالها من الغارات التي شنّتها الأسبوع الماضي على مواقع للحرس الثّوري الإيراني في دير الزّور وقُرب معبر البوكمال الحدودي مع العراق، ووصل صداها إلى فريق عمل الرئيس الأميركي المُنتخَب جو بايدن الطّامح إلى إعادة العمل بالاتفاق النووي مع طهران.

للمرّة الرّابعة في أقل من شهر، هاجمت طائرات إسرائيليّة منشآت قالت وسائل إعلام عبريّة إنّها مُرتبطة بالبرنامج النووي. الغارات هذه المرّة لم تُشبه سابقاتها من جميع النّواحي، في الأسلوب أو في الكثافة أو الأهداف أو عدد الضحايا.

وبحسب معلومات خاصّة حصل عليها موقع “أساس” فإنّها طالت مستودعات لقطع طائرات من دون طيّار إيرانيّة كان يتمّ العمل على تجميعها في الأراضي السّوريّة، بالإضافة إلى قطع صواريخ دقيقة بعيدة المدى من طرازات عدّة لم تُعرَف وجهتها الأخيرة، يُرجّح أنّها كانت متّجهة لحزب الله.

عيّن بايدن مُهندس الاتفاق النووي جايك سوليفان مُستشارًا للأمن القومي، وهو خبر لا يريح نتنياهو. فإضافةً إلى دوره كأحد المفاوضين الرئيسيين في المحادثات الأولية التي فتحت الطريق لإبرام الاتفاق النووي النووي الإيراني ورفضه التشدّد فيه، لعب “جايك” دورًا محوريًا في المفاوضات التي أدت إلى وقف إطلاق النار في غزّة في العام 2012


وبحسب المعلومات الخاصّة لـ”أساس”، جاءَت هذه الضربات – التي شاركَ فيها للمرّة الأولى بالاستطلاع سلاح الجو الملكي البريطاني المُتواجد في جزيرة قبرص – بعد لقاء في واشنطن بين وزير الخارجيّة الأميركية مايك بومبيو ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، سلّمه خلاله بومبيو المعلومات الاستخباريّة الأميركية عن أهداف إيرانيّة في سوريا، وأخرى في غرب العراق نقلت إيران إليها صواريخ تصل إلى الأراضي المُحتلّة.

وفي الزّيارة نفسها للعاصمة الأميركية، سمع رئيس الموساد الإسرائيلي من فريق الرّئيس الأميركي جو بايدن أنّهم استأنفوا بالفعل المحادثات المباشرة مع طهران بشكلٍ سِرّي، وأنّ الرئيس المُنتخَب يسعى للعودة إلى اتفاق 2015 والذي شارك فيه أكثر أقطاب إدارته ممن كانوا على تواصل مع الإيرانيين.

يُدرِكُ نتنياهو، أنّه في حال خسر انتخابات الكنيست المقبلة قد يواجه مصير الرئيس المُغادِر دونالد ترامب بتهم الفساد التي تُلاحقه، أنّ أقطاب إدارة جو بايدن لا يستسيغون طموحه لحلّ عسكريّ ضد إيران. ولهذا السّبب يسعى نتنياهو لإبلاغهم بالطّرق كافّة أنّه لن يوقِفَ توجيه الضربات إلى الوجود الإيراني في سوريا مُستغلًا ضعف إيران في سوريا والعراق، وانشغالها بالتوتّرات في مياه الخليج العربي من جهة، والأيام الأخيرة لإدارة ترامب.

يرى سوليفان أن الثّنائي ترامب – بومبيو “قيّدا أيديهما في الملف الإيراني”. ويعتبر أنّ طلب الإدارة الأميركية من طهران سحب ميليشياتها من سوريا، وقطع الدعم عن حزب الله والقضاء بالكامل على برنامج الصواريخ الباليستية، هي مطالب “غير واقعية وغير معقولة”

التعيينات التي يطمح إليها بايدن لا تُرِيح نتنياهو، فترشيحه الدبلوماسي ويليام بيرنز لتولّي قيادة الـCIA لن يكون وقعه سهلًا على رئيس حزب الليكود. فبيرنز ليس من المُعجبين بنتنياهو، بل كان اتّهمه في كتابه “القناة الخلفيّة”، بأنّه حاول التحايل والمناورة على الرئيس السّابق باراك أوباما في الملف الإيراني. ويذكر بيرنز أيضًا في الكتاب عينه أنّ أوباما اكتشف محاولات نتنياهو “الخرقاء” للضغط عليه والتلاعب به كي يقصف الجيش الأميركي منشأة فوردو النوويّة.

ومن جهةٍ أخرى، عيّن بايدن مُهندس الاتفاق النووي جايك سوليفان مُستشارًا للأمن القومي، وهو خبر لا يريح نتنياهو. فإضافةً إلى دوره كأحد المفاوضين الرئيسيين في المحادثات الأولية التي فتحت الطريق لإبرام الاتفاق النووي النووي الإيراني ورفضه التشدّد فيه، لعب “جايك” دورًا محوريًا في المفاوضات التي أدت إلى وقف إطلاق النار في غزّة في العام 2012.

ويرى سوليفان أن الثّنائي ترامب – بومبيو “قيّدا أيديهما في الملف الإيراني”. ويعتبر أنّ طلب الإدارة الأميركية من طهران سحب ميليشياتها من سوريا، وقطع الدعم عن حزب الله والقضاء بالكامل على برنامج الصواريخ الباليستية، هي مطالب “غير واقعية وغير معقولة”. كما يرى سوليفان، الذي أدار ديوان مكتب هيلاري كلينتون سابقًا، أنّ على واشنطن إشراك إيران في القنوات الدبلوماسية غير المباشرة مع إسرائيل، وخصوصًا فيما يتعلق بتمرير الرسائل حول سوريا، باعتبار أنّه يمكن لإيران وإسرائيل أن تتفاهما بشكل أفضل حول مصالحهما هناك.

إقرأ أيضاً: رجل بايدن في الشرق الأوسط “بولدوزر”: يكره إيران والأسد وأردوغان.. ويحبّ السعودية

خشية الإسرائيليين لا تقف عند حدود تعيينات بايدن، بل يعتبرون أنّ أي عودة إلى اتفاق 2015 بين واشنطن وطهران قد يفهمه الإيرانيون ضوءًا أخضرًا لكلّ ما هو “غير نووي” كما حصل أيّام أوباما. ولهذا يُتوَقّع أن يلجأ نتنياهو، الذي يطمح لتلقيح 80% من الإسرائيليين قبل نهاية شباط المُقبل ضدّ فيروس كورونا، إلى التشدّد أكثر تجاه الوجود الإيراني في سوريا ورفع سقف المطالب أمام الرّئيس الأميركي الجديد لينال هامشًا للتحرّك في المنطقة كما كان حاله مع ترامب الذي يُغادر ومعه “غطاءه” لـ”بي.بي”.

مواضيع ذات صلة

خشية غربيّة من جولة تصعيد جديدة

إذا لم تُثبت التطوّرات عكس ذلك، فإنّ الأوساط الدبلوماسية الغربية لا ترى في مسوّدة الاتّفاق الذي صاغة الموفد الأميركي آموس هوكستين وقدّمته السفيرة الأميركية لدى…

قيس عبيد: شبحُ مغنيّة الذي حملَ الجنسيّة الإسرائيليّة

منذ أن افتتحَت إسرائيل سلسلة اغتيالات القيادات العسكريّة للحزبِ في شهرَيْ حزيْران وتمّوز الماضيَيْن باغتيال قائد “قوّة الرّضوان” في جنوب لبنان وسام الطّويل وبعده قائد…

بين لاريجاني وليزا: الحرب مكَمْلة!

دخلت المرحلة الثانية من التوغّل البرّي جنوباً، التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، شريكة أساسية في حياكة معالم تسوية وقف إطلاق النار التي لم تنضج بعد. “تكثيفٌ”…

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…