المشهد في مستشفيات لبنان أكثر من كارثي وسط الارتفاع الكبير في عداد كورونا الذي قفز عن الـ5000 إصابة يومياً. الأسرّة المخصّصة لمرضى كورونا باتت ممتلئة في بعض المستشفيات بالكامل، وباتت عاجزة عن استقبال المزيد من الإصابات، أو تضطرّ إلى متابعة المرضى في أقسام الطوارئ، أو في سيّاراتهم أحياناً. ووفق الأرقام الرسمية المعلنة، فإنّ نسبة أشغال أسرّة العناية الفائقة اليومية وصلت إلى 100%.
وفي وقت سابق نشرت وزارة الصحة العامة لائحة بالمستشفيات الخاصة في مختلف المحافظات اللبنانية، تظهر عدد أسرّة العناية الفائقة المخصّصة لمرضى كورونا (مرفق اللائحة). وقد ردّ نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون بأنّ أرقامها غير صحيحة، وأنّ المستشفيات طوّرت قدراتها الاستيعابية ولا تزال في مسار التطوير.
في المقابل تكشف اللائحة أسماء المستشفيات الخاصّة الـ67 الأخرى، وتُفند بالأسماء والأرقام المستشفيات الخاصة التي لا تستقبل مرضى كورونا ولم تستحدث أقساماً لهذا الغرض وعددها 44 من أصل 67. فيما 23 مستشفى أمّنت اعداداً خجولة من أسرّة العناية الفائقة والعادية. ليعود وزير الصحة حمد حسن ويكشف عن وصول العدد إلى 60 مستشفى غير متجاوبة مع الوزارة وأنّ جهاز أمن الدولة بدأ باستجواب أصحاب ومدراء المستشفيات التي لا تتعاون مع الوزارة والتي تخفي بياناتها عنها عن سابق تصوّر وتصميم.
المشهد في مستشفيات لبنان أكثر من كارثي وسط الارتفاع الكبير في عداد كورونا الذي قفز عن الـ5000 إصابة يومياً. الأسرّة المخصّصة لمرضى كورونا باتت ممتلئة في بعض المستشفيات بالكامل
“أساس” يرصد عدد أسرّة العناية الفائقة في المستشفيات التي تستقبل حالات كورونا بحسب ما كشفت مصادر طبية:
– مستشفى الجعيتاوي: 5 أسرّة بحسب اللائحة فيما هي 14 سريراً بعد التطوير.
– مستشفى رزق: 7 أسرّة بحسب اللائحة لكنّها في الواقع 20 سريراً بعد التطوير.
– مستشفى أوتيل ديو: 8 أسرّة فيما هي 12 بعد التطوير مخصّصة لمرضى كورونا و28 سريراً مخصّصاً للعزل، وسيصل العدد إلى 40 ما بين كورونا والعادي.
– مستشفى سيدة مارتين جبيل: 2، والعدد الحقيقي وصل إلى 10 بعد التطوير.
– مستشفى مار يوسف: ورد في اللائحة أنّ عدد الأسرّة 3، لكنّه 8 بعد التطوير.
– مستشفى بحنّس: 4، لكنّه ارتفع إلى 8 بعد التطوير.
– الجامعة الاميركية: 8 أسرّة للعناية الفائقة امتلأت، وهناك حالات داخل العناية بحاجة لمتابعة بعد إصابتها بكورونا. وتقوم المستشفى بالاعتناء بالمرضى داخل قسم الطوارئ بانتظار توفر أسرّة في العناية.
– مستشفى الروم: وزير الصحة حمد حسن وضع المستشفى اللبناني الكندي بتصرف المستشفى بكامل طاقمه الطبي والتمريضي والتجهيزات، لتخفيف الضغط على المستشفى.
– مستشفى جبل لبنان: بدأت المستشفى بـ10 أسرّة عناية وبعدها رفعته إلى ما بين 40 و50 سريراً للعناية الفائقة لكورونا و40 آخرين للعناية العادية.
– دار الأمل الجامعي – بعلبك: حالياً هناك 25 سريراً لمرضى كورونا (13 عناية مشدّدة مع أجهزة و 12 لمرضى عاديين) والعناية ممتلئة.
وبالانتقال إلى المستشفيات في الشمال كشفت مصادر طبية لـ”أساس” أنّ عدد أسرّة العناية الفائقة “فوّل” والمستشفيات بدأت تحوّل المريض الذي يحتاج إلى عناية فائقة باتجاه مستشفيات أخرى:
– مستشفى عبد الله الراسي الحكومي (مستشفى حلبا الحكومي): 8 أسرّة للعناية وجميعها ممتلئة.
– مستشفى طرابلس الحكومي: لا يوجد أماكن شاغرة في العناية الفائقة التي تحتوي ايضاً على 16 سريراً.
– مستشفى دار الشفاء: 5 أسرّة عناية فائقة وجميعها ممتلئة و6 أسرّة عناية عادية.
نقيب الأطباء شرف أبو شرف
أكد نقيب الأطباء شرف أبو شرف لـ”أساس” أنّ “نسبة إشغال الأسرّة وصلت إلى ما يقارب الـ95% وهذا يعني أن هناك 5% فقط ما زال شاغراً. ويفترض أن تُتخذ خطوات جديّة للتعامل مع هذه الكارثة”. أما المشكلة التي تعاني منها المستشفيات “فليست بعدد الأسرّة العادية بل بعدد أسرّة العناية الفائقة التي هي شبه ممتلئة، ووصلنا إلى مرحلة أصبح من الصعب جداً على المريض أن يجد سريراً في العناية الفائقة في القسم الكبير من المستشفيات وليس فقط في مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية”، بحسب الفيديو الذي انتشر قبل يومين ويظهر عشرات السيارات خارج المستشفى، ومن بينها سيارات للصليب الأحمر، لا تجد مكاناً لاستقبال المرضى أمام باب الطوارىء.
نسبة إشغال الأسرّة وصلت إلى ما يقارب الـ95% وهذا يعني أن هناك 5% فقط ما زال شاغراً
وأضاف النقيب: “من أجل ذلك طلبنا أوّلاً تجهيز مستشفيات ميدانية بأسرّة ومعدات متخصّصة بأقسى سرعة عن طريق وزارة الصحة. الكادر التمريضي والطبي جاهز والوزارة تستطيع خلال أيام تجهيز من 50 إلى 100 سرير للعناية الفائقة. لكن في الوقت نفسه نطالب أيضاً من الناس أن يتقيّدوا بإجراءات الوقاية والتباعد وعليهم أن يدركوا مدى خطورة ودقة الوضع في هذه المرحلة”.
إقرأ أيضاً: كورونا يضرب “دماغكم”.. وفيتامين “د” هو الحل
وكشف أنّ “وزير الصحة حمد حسن يؤيّد خطوة المستشفيات الميدانية ووصلت تبرعات ودعم خصّص لهذه المستشفيات من الصليب الأحمر الدولي ومنظمة الصحة العالمية”.
وتوجه أبو شرف إلى كل من يشعر بعوارض كالحرارة أو غيرها أن يراقبوا نسبة الأوكسجين في الجسم، من خلال التوجّه إلى الصيدليات، قبل اللجوء إلى المستشفيات المكتظة، وفي حال انخفضت النسبة تحت 93 عليهم أن يتوجّهوا إلى المراكز الاستشفائية لمراقبة وضعهم الصحي او استشارة طبيب، فهو قادر على توجهيهم ومتابعة حالتهم الصحية، والتقرير إن كانوا يحتاجون لدخول المستشفى أم لا”.