طرابلس تنتظر “دريان” لانتخاب مفتيها

مدة القراءة 7 د

“القويّ الأمين” هي المعادلة التي تسعى فعّاليّات مدينة طرابلس السياسية والدينية والمدنية إلى إرسائها ضمن تسويةٍ تجنِّب المدينة معركة انتخابية على منصب مفتي طرابلس والشمال، إذ ينظر الجميع باتجاه واحد معتبرين أنّ الوقت ليس وقت معارك انتخابية وأنّ المدينة ومعها الشمال بحاجة إلى الهدوء والوحدة والتماسك في هذه المرحلة المصيرية التي يمرّ بها لبنان.

أحد عشر يوماً تفصلنا عن موعد انتخاب مفتي المناطق، ومن بينهم مفتي مدينة طرابلس. وقد بلغ عدد المرشّحين لتبوّؤ مركز مفتي طرابلس سبعةً يتمتّعون بسجلّ ديني ودعوي وفقهي ناصع، تحترمهم المدينة وتحبّهم كما يحترمونها ويحبّونها. بين السبعة يبرز اسمان يتقدّمان السباق: الأوّل هو القائم بأعمال الإفتاء وأمين الفتوى في المدينة الشيخ محمد إمام، والثاني شيخ القرّاء فيها إمام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي. فيما تقلّ حظوظ كلّ من الشيخ سمير كمال الدين والشيخ مظهر الحموي والشيخ أحمد كمون والشيخ أحمد المير والشيخ وسام سمروط.

نقلت أوساط مقرّبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّه محرج تجاه كلّ المرشّحين، الذين تربطه بهم علاقة ممتازة، وستكون المفاضلة بينهم أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً، وينتظر موقف المفتي دريان ليكون خشبة خلاص له من الإحراج

ينطلق الشيخ إمام وفقاً للإحصاءات المتوافرة عند المرجعيّات المتابعة من 55 صوتاً يشكّل المشايخ النسبة الكبرى منهم، فيما ينطلق الشيخ بارودي من 40 صوتاً يمثّل الساعون إلى التغيير والداخلون الجدد إلى الهيئة الناخبة أكثريّتهم، فتكون الكلمة الفصل، كما يصف الأمر مرجع طرابلسي، بيد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي إن ميّز أحداً منهما على الآخر رجحت كفّته وبات منصب الإفتاء قريباً منه.

تشير مصادر خاصة بـ”أساس” إلى أنّ مساعي التسوية وُضعت على نار حامية، وأنّ نتائجها لا بدّ أن ترى النور خلال بضعة أيام، وسيكون حينئذٍ الإفتاء لأحد الشيخين لامتلاكه القدرة على شدّ عصب أهل المدينة وتمتين صفّهم وملء الفراغ الحاصل في المشورة والقرار، فيما يكون منصب أمين الفتوى للشيخ الآخر لثقة الجميع بأمانته على الفتوى وما تمثّله من مسؤوليّات تجاه المشايخ والدعاة ومدرّسي علوم الدين.

137 ناخباً هو عدد الهيئة الناخبة التي ستختار مفتياً في 18 كانون الأول الجاري. وما يميّز الانتخاب في عاصمة الشمال أنّ الهيئة الناخبة لا تمثّل طرابلس المدينة وحسب، بل والضنّية والمنية والقلمون والبترون وزغرتا أيضاً. وحظوظ الشيخين متقاربة كما علاقتهما الشخصية، إذ يكنّ أحدهما للآخر كلّ التقدير والودّ والاحترام.

أين المفتي دريان؟

“اختاروا من ترونه مناسباً في العلم والصلاح والحكمة والصلابة”، بهذه الكلمات أجاب مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مرجعية نيابية طرابلسية سألته رأيه في انتخاب مفتٍ لطرابلس.

أضافت المرجعية النيابية قائلة لـ”أساس”: “انتخابات الإفتاء في طرابلس ميزانها مفتي الجمهورية الشيخ دريان، ولا يمكن للطرابلسيّين أن يختاروا مفتيهم من خارج إرادة مفتي الجمهورية، لأنّ مفتي طرابلس هو اليد اليمنى والمُعين لمفتي لبنان. والمدينة تترقّب موقف دار الفتوى في بيروت ليكون البوصلة في يوم الانتخاب”.

أين ميقاتي في المعركة؟

ربطت أوساط طرابلسية أخرى بين معركة الإفتاء في طرابلس ومعركة الإفتاء في عكّار، ورأت أنّ الاسم الذي ستتقدّم حظوظه في عكار سينعكس حتماً على الاسم الذي سيتقدّم في طرابلس.

من جهة أخرى، نقلت أوساط مقرّبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنّه محرج تجاه كلّ المرشّحين، الذين تربطه بهم علاقة ممتازة، وستكون المفاضلة بينهم أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً، وينتظر موقف المفتي دريان ليكون خشبة خلاص له من الإحراج متسلّحاً بمقولة “أهل الفتوى أدرى بشعابها ونحن نقف مع وحدة الكلمة ومصلحة المدينة والمسلمين”.

على قاعدة “إذا أردت أن تعرف من هو مفتي طرابلس، فعليك أن تعرف من سيكون مفتي عكّار”، يمكن القول إنّ تقدّم الشيخ أسامة الرفاعي في عكار سيدفع الشيخ بلال بارودي إلى الأمام، فيما التأكّد من فوز الشيخ زيد بكار زكريا في عكار سيجعل أمراً محسوماً تولّي الشيخ محمد إمام مركز المفتي في طرابلس.

تشير مصادر خاصة بـ”أساس” إلى أنّ مساعي التسوية وُضعت على نار حامية، وأنّ نتائجها لا بدّ أن ترى النور خلال بضعة أيام، وسيكون حينئذٍ الإفتاء لأحد الشيخين لامتلاكه القدرة على شدّ عصب أهل المدينة

الهيئة الناخبة

تتألّف الهيئة الناخبة في طرابلس من 137 ناخباً هم على الشكل التالي:

– رئيس مجلس الوزراء العامل ورؤساء مجلس الوزراء السابقون: محمد نجيب ميقاتي.

– الهيئة التشريعية والتنفيذية والعاملون: أحمد محمود الخير، أشرف أحمد، إيهاب محمد مطر، بسام حسني مولوي، جهاد مرشد الصمد، رامي سعد الله فنج، طه عطفت ناجي، عبد العزيز إبراهيم الصمد، عبد الكريم محمد كبارة.

– أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى: أحمد عبد القادر الأمين، أسامة مصطفى كمال طراد، أمير أحمد برهان رعد، بلال راغب بركة، ربيع محمد دندشي، عمر كامل مسقاوي، فايز مصطفى سيف.

– أمين الفتوى ومدرّسو الفتوى وشيوخ وقرّاء: محمد محمد طارق إمام، أسامة محمد شحيدي، أسعد حسين عقل، بلال يحيى ملاذ بارودي، جهاد عزّ الدين الشفشق، زياد أحمد الحج، سامر فهمي شحود، سلمان محمد علي بارودي، شادي أحمد الشيخ، صفوان عبد الله نديم الشعار، فؤاد محمد إسماعيل، فراس حسين بلوط، مالك أحمد صفوح بارودي، نجيب رضوان دويدي، وائل محمد فيصل الحسن، يوسف مروان الديك.

– القضاة الشرعيون العاملون: حبيب حسن ديب الجاجية، سمير كمال الدين، عبد المنعم فؤاد غزاوي، غالب علي الأيوبي، نزيه أحمد خالد، وسام أحمد السمروط.

– اللجنة القائمة بمهامّ المجلس الإداري: بديع أحمد مطر، حسام محمد سعد سباط، حسين محمد زود، طارق مصباح كيال، غزوان محمد غزاوي، محمد علي علي ديب، نبيل عبد الله عبد الحيّ، وائل سهيل زمرلي.

– رئيس دائرة أوقاف طرابلس: بسام أحمد البستاني.

– الأئمّة المنفردون العاملون المثبتون والمتقاعدون والمكلّفون: أحمد محمد البستاني، بسام محمد أحمد المحسن، جمال حسن الصديق، الحبيب يحيى عبد الغني، رياض عبد الغني عبيد، زكريا عبد الرحيم الخالدي، سامي محمد بهاء الدين ملحم، شحادة عبد الواحد ناصر، طارق عبد الرحمن الخير، عامر عبد الرحمن الجندي، عبد اللطيف رشاد الدريعي، عثمان أحمد نجدة، عثمان حسن الأزاز، عمار سعيد جراد، عمر محمد إسماعيل، عمر مصطفى السيّد، محمد رضوان محمد الحاج علي، محمد عبد الرحيم الترك، محمد محمود هرموش، محمود خالد الأسمر، محمود سعيد هرموش، معين محمد إدريس، نصوح أحمد عبد الرحمن، وليد محمد علوش.

– القضاة المسلمون السنّيّون العدليّون والإداريون والماليّون العاملون وأعضاء المجلس الدستوري وموظّفو الفئة الأولى في الإدارات العامّة: أحمد محمد إسماعيل الأيوبي، باسل أحمد الأيوبي، جناح معن عبيد، خالد نزيه العكاري، رولا محمد المصري، زياد محمد نزيه المصري الشعراني، سهى رفيق الحسن، علي قاسم الصمد، ندى وليد غمرة، هانيا خالد الحلوة، هانيا طالب الحسن، وائل رفيق الحسن.

– رئيس وأعضاء المجلس البلدي من المسلمين السُنّة:

قضاء طرابلس: أحمد عبد الحميد القصير، أحمد عبد القادر قمر الدين، عبد الوهاب النرج، أحمد محمود البدوي، أحمد مصطفى حمزة، باسل أسعد الحاج، باسم عبد الوهاب بخاش، توفيق محمد أمين عتر، جميل أحمد جبلاوي، حسن أحمد معين غمراوي، خالد عمر تدمري، خالد وليد الولي، رشا محمد فائز سنكري، رياض عزت يمق، زاهر إبراهيم سلطان، سميح محمد حلواني، عبد الحميد وليد كريمة، محمد صفوح أحمد عصمت شريف يكن، محمد عدنان تامر، محمد نور أسعد الأيوبي، يحيى الدين علي البقار.

إقرأ أيضاً: ثقب الأوزون: غادة عون تستدعي جنبلاط ونجله للتحقيق

قضاء المنية-الضنّيّة: أحمد المغشوش، أحمد محمود حمود، أحمد محمود علم، نشأت شندب، خالد إبراهيم الدهيبي، خالد محمد الجزار، خضر الشرقاوي، محمد يوسف، بلال نافذ زود، طارق الشفشق، عامر عويك، عبد الفتّاح علام، غازي مصطفى عوّاد، محمد أحمد صافي، محمد عبد السلام سعدية، محمد عثمان، محمد محمود علّوش، محمود محمد إبراهيم، مدحت حسن حمدان، مصطفى خضر حسين وهبة، ناصر أحمد الشامي، نزيه محمد أحمد عبيد، علي خضر حسّون.

قضاء الكورة: جمال رشيد الأيّوبي، محمد نزار محمد نور عبد القادر، محمود سعيد يونس، ربيع مصطفى الأيّوبي.

قضاء زغرتا: حاتم نصر الدين ديب، معن أحمد العويك، محمد محمود العجاج.

قضاء البترون: جلال منير بو عمر.

مواضيع ذات صلة

من 8 آذار 1963… إلى 8 كانون 2024

مع فرار بشّار الأسد إلى موسكو، طُويت صفحة سوداء من تاريخ سوريا، بل طُويت صفحة حزب البعث الذي حكم سوريا والعراق سنوات طويلة، واستُخدمت شعاراته…

سوريا: عمامة المفتي تُسقط المشروع الإيرانيّ

عودة منصب المفتي العام للجمهورية السوريّة توازي بأهمّيتها سقوط نظام بشار الأسد. هو القرار الأوّل الذي يكرّس هذا السقوط، ليس للنظام وحسب، بل أيضاً للمشروع…

فرنسا على خط الشام: وساطة مع الأكراد ومؤتمر دعم في باريس

أنهت فرنسا فترة القطيعة التي استمرّت اثنتي عشرة سنة، مع وصول البعثة الفرنسية إلى العاصمة السورية، دمشق. رفعت العلم الفرنسي فوق مبنى سفارتها. لم تتأخر…

تركيا في الامتحان السّوريّ… كقوّة اعتدال؟

كان عام 2024 عام تغيّر خريطة الشرق الأوسط على أرض الواقع بعيداً عن الأوهام والرغبات التي روّج لها ما يسمّى “محور الممانعة” الذي قادته “الجمهوريّة…