عندما صرّح أحد أبرز المقرّبين من المرشد الإيراني علي خامنئي رجل الدين مهدي طائب في 13 تشرين الثاني 2016 لتلفزيون “أفق” الحكومي قائلاً: “وهب الله لكم نعمة اسمها اليمن. هل تعرفون أين يريدون اليمنيون أن يذهبوا؟ يريدون الاستيلاء على بيت الله الحرام ولديهم مليون مقاتل. لا أحد منهم يعود من الجبهة، فهُم دائماً يواصلون العمل ويستمرّون فيه..”.
سبقه وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد المدعوّ حيدر مصلحي إلى القول في 2 نيسان 2015 إنّ “إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية، والثورة الإيرانية لا تعرف الحدود، وهي لكلّ الشيعة، وجماعة الحوثيين في اليمن هي أحد نتاجات الثورة الإيرانية”. وما بين مصلحي وطائب كان إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس حالياً يصرّح حينما كان نائباً لسليماني قائلاً إنّ إيران مستمرّة بفتح بلدان المنطقة، وإنّ الجمهورية الإسلامية بدأت سيطرتها على كلّ من أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين، وإنّها تتقدّم اليوم في بسط نفوذها في بقيّة بلدان المنطقة.
تأكّد القلقون، ومعهم المتشكّكون في العواصم العربية، أنّ طهران ستلجأ إلى ما اعتادته من توظيف لأذرعها الميليشيوية بجنسيّاتها المتعدّدة، ولخلاياها النائمة الجاهزة للتفجير والاغتيال والخطف، وترافق كلّ ذلك مع خطّة للتأثير على المجتمع العربي، وتحديداً الشباب، ذات شقّين: الأول إعلامي، والثاني تعليمي ثقافي.
عام 1987 استفاق العالم على مجزرة كبرى ارتكبها الحرس الثوري الإيراني المتخفّي بلباس الحجّاج في مكّة المكرمة، أدّت إلى مصرع أكثر من 400 شخص بعدما عمد المخرّبون الإيرانيون إلى قطع الطرقات
لم نبذل جهداً كبيراً في هذه المقدمة. الحقيقة المثبتة لا تحتاج إلى جهدٍ كبير في الاثبات والاقناع، على عكس الفبركة الكبرى التي تحتاج إلى جهد غير اعتيادي. كل ما فعلناه، أنّنا اقتبسنا مقدمة تقرير لإحدى وسائل الاعلام المقرّبة من النظام الإيراني، تتهم فيه المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج بالتدخل في الشؤون الإيرانية. وقمنا بتصويب العبارة، بتوصيف دقيق قمنا بإسقاط الاسماء والمعلومات المختلقة التي تُجانب الحقيقة، وأسقطنا مكانها الأسماء الحقيقية المثبتة بالصوت والصورة، والمعلومات الدقيقة الموثّقة بشكل علمي.
المجتمع الدوليّ يؤكّد المؤكَّد
عام 1987 استفاق العالم على مجزرة كبرى ارتكبها الحرس الثوري الإيراني المتخفّي بلباس الحجّاج في مكّة المكرمة، أدّت إلى مصرع أكثر من 400 شخص بعدما عمد المخرّبون الإيرانيون إلى قطع الطرقات وإشعال النيران في المركبات الآليّة والممتلكات العامّة وقتل الحجّاج من جنسيّات عدّة بالسلاح الأبيض. وعُرِفت تلك الأحداث في حينه بأحداث مكّة 1987.
القناعة بكلّ هذه الوقائع العدوانية للنظام الإيراني تجاه العالم العربي، وبخاصة المملكة العربية السعودية، لم تقتصر على العرب وحسب، بل باتت قناعة دولية.
في مقالة للكاتب والمؤلّف الكندي روبرت فولفورد في صحيفة “ناشيونال بوست” الكندية عن سياسات إيران التوسّعية في منطقة الشرق الأوسط، قال إنّ “إيران تنتهج سياسة إمبريالية تدريجية تهدف إلى بسط نفوذها على دول المنطقة من خلال إقحام الشيعة في مواقع دينية في الدول العربية ذات الأغلبية السنّيّة، رافعة شعار “تقرير هويّة الشرق الأوسط من خلال الصحوة الشيعية من جهة، والاستجابة السنّيّة لها من جهة أخرى”. ونشر معهد “ميديل إيست إنستيتيوت” الأميركي للأبحاث السياسية والثقافية تحليلاً أشار فيه إلى “محاولات إيران التغلغل في المنطقة العربية لنشر الفكر الشيعي الإيراني في صفوف الشباب العربي باستخدام القوة الناعمة، ولا سيما الجامعات والمراكز الثقافية والدينية”.
توضح معلومات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أنّ هناك 14 مركزاً فرعيّاً للتدريب تتبع تلك القواعد حيث يتمّ التدريب على مرحلتين
القوّة الخشنة: 4 قواعد رئيسيّة لتدريب الأذرع
أنشأ الحرس الثوري الإيراني معسكرات لتدريب الميليشيات والأذرع العربية الموالية لطهران داخل الأراضي الإيرانية بإشراف مباشر من فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني الذي قُتل في عمليّة أميركية خاصّة قرب مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني 2020، وتكون مهمّة هذه المعسكرات تدريب العناصر بإشراف مستشارين عسكريين وأمنيين إيرانيين على تنفيذ عمليات إرهابية لصالح نظام طهران، وتدريبهم على حرب العصابات وقتال الشوارع. وأشهر هذه المعسكرات التي كانت بمنزلة مدارس حربية:
1- قاعدة أمير المؤمنين في كرج غرب طهران.
2- قاعدة الإمام علي العسكرية في شمال طهران.
3- قاعدة باهنر على أطراف العاصمة طهران، وهي متخصّصة في تدريب ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.
4- ثكنة مصطفى خميني المتخصّصة بالدعم اللوجستي.
توضح معلومات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أنّ هناك 14 مركزاً فرعيّاً للتدريب تتبع تلك القواعد حيث يتمّ التدريب على مرحلتين:
الأولى: 45 يوماً لتأهيل العناصر المختارة لتنفيذ المهمّات العسكرية القريبة من أنشطة قوات التعبئة الباسيج.
الثانية: 12 شهراً يتلقّى فيها العناصر دورات عسكرية ودورات متخصّصة قبل إلحاقهم بقوات فيلق القدس، وتقوم وحدات سرّية بهذه التدريبات لتأهيلهم لتنفيذ الأعمال السرّية وتوزيعهم لاحقاً على الدول المستهدَفة.
إقرأ أيضاً: إعلام الحزب: سنواجه الإعلام الخليجيّ.. بالقتل والدماء
أبرز هذه المراكز هي:
أ- مخيّم “مالك أشتر” المتخصّص بحرب العصابات.
ب- مركز “سمنان” الخاص بتدريب الوحدات الصاروخية.
ج- مركز “مشهد” المخصّص لتدريب الأفغان.
د- مركز “بازوكي” لتدريب العناصر المقاتلة في سوريا.
هـ- مركز “عبادان” للتدريبات البحرية والغوص.
غداً في الحلقة الثانية: هكذا اعتدت إيران على السعوديّة(2): فضائيات على مدّ النظر