يتمسّك حزب الله بسليمان فرنجية باعتباره مرشّحه لرئاسة الجمهورية. في حين تبدو اللعبة “مقفلة” في الداخل، بانتظار “وحي” خارجي يكسر الأقفال. لكن يبدو أنّ هناك نيّة لـ”زرك الحزب” من أجل دفعه للتخلّي عنه، من “التيار الوطني الحرّ”… وجُرّ.
على هذه النية، رصد “أساس” حركة يحاول بعض أطرافها حلحلة قفل من هنا أو هناك، نواتها حيوية مستجدّة على خطوط بكركي – عين التينة – كليمنصو – معراب – ميرنا الشالوحي، حول أسماء قد تبدو “غريبة”.
أسماء على خطّ بكركي
انتشر خلال الأيام الماضية أنّ البطريرك الراعي يناقش مع زوّاره في 3 أسماء:
– الوزير السابق روجيه ديب.
– العميد جورج خوري، مدير مخابرات الجيش السابق.
– قائد الجيش جوزف عون.
المعلومات تقول إنّ هذه الأسماء معروضة ضمن سلّة أسماء أخرى. وبحسب مصادر مقرّبة من البطريرك، لم يطرح الراعي وحده هذه الأسماء، بل طرحها أكثر من طرف سياسي.
بعض المصادر تؤكد أنّ توتّراً شديداً يحكم علاقة حزب الله بالتيار العوني حالياً، خصوصاً بعدما أكّدت مصادر متابعة استياء الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من باسيل بعد اجتماعهما الأخير
في المعلومات أنّ هذه الأسماء ناقشها الراعي مع المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي، الوزير السابق علي حسن خليل، خلال زيارته الصرح البطريركي منذ فترة، رغم تحفظ مصادر عين التينة عن هذه الرواية. وناقشها أيضاً الراعي مع رئيس التيار الوطني الحر وجبران باسيل خلال زيارة الأخير للصرح.
غير أنّ المصادر المتابعة لهذه المشاورات تؤكّد أنّ العميد جورج خوري والوزير السابق روجيه ديب، لا حظوظ لهما في الرئاسة. أمّا قائد الجيش فاسمه متروك جانباً في انتظار وضوح المشهد الرئاسي.
استكملت بورصة الأسماء جولتها مع اللقاء الذي جمع رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس برّي أخيراً في عين التينة، ثمّ زيارة النائب وائل أبو فاعور موفداً من جنبلاط إلى معراب للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
رغم تحفظ القوى السياسية عن الكلام عن أيّ اسم غير الأسماء المعلنة، إلا أنّ تغيير بعض المواقف، كموقف التيار الوطني الحرّ أو وليد جنبلاط تجاه فرنجية، يعني حصول هؤلاء على ضماناتٍ منه، إن كان في الملف اللبناني الداخلي والتعيينات التي يطلبها باسيل، أو في ملف العلاقة التي تجمعه مع الرئيس السوري بشار الأسد بالنسبة إلى الطرف الآخر. وفرنجية ليس مستعداً للقيام بهذا التعهّد على الإطلاق.
باسيل للحزب: فرنجية ليس عون
في اجتماع تكتّل لبنان القوي الأخير أجمع التكتّل على الاقتراع بورقة بيضاء والالتزام بموقف الحليف حتّى الساعة. فالتكتّل الغنيّ بالتناقضات الداخلية، يُجمع أعضاؤه على عدم جواز إبقاء الفراغ الرئاسي في البلد وعدم وجوب الإبقاء على التعطيل بانتظار تعبيد الحزب الطريق الرئاسية أمام سليمان فرنجية.
بعض المصادر تؤكد أنّ توتّراً شديداً يحكم علاقة حزب الله بالتيار العوني حالياً، خصوصاً بعدما أكّدت مصادر متابعة استياء الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من باسيل بعد اجتماعهما الأخير، يوم رفض باسيل دعم فرنجية للرئاسة.
حزب الله مأزوم أيضاً شأنه شأن القوى الأخرى، ولا سيّما أنّ حليفه الرئيس برّي، كما تشير مصادر تتابع مواقفه، لا يحبذ تعطيل الرئاسة طويلاً من أجل أيّ اسم، حتى لو كان فرنجية
بناءً على المواقف الرئاسية المتناقضة، حرص اجتماع تكتّل العونيين الأخير على القول للحليف إنّ سليمان فرنجية ليس ميشال عون لا في الحيثيّة الشعبية ولا في الحيثيّة السياسية، ولا يمكن تعطيل عملية الانتخاب لعامين بسبب عدم التوافق على فرنجية رئيساً.
وأشارت المصادر إلى أنّه “إذا أصرّ حزب الله على تبنّيه لخيار “فرنجية أو لا أحد”، فإنّ التيار سيذهب إلى التفاهم مع قوى أخرى للاتفاق على رئيس”.
من هذا المنطلق تزدحم بورصة الأسماء على الرغم من أنّ غالبيّتها تحوّلت إلى المحرقة. ولا يزال بعضها جديّاً لِما له من علاقات جيّدة مع القوى السياسية. من بينهات الوزير السابق جهاد أزعور الذي يرفض حزب الله اسمه حتى الآن.
هل “يزرك” جبران الحزب؟
فهل تمسُّك حزب الله بفرنجية يقود باسيل إلى زيارة معراب للاتفاق على رئيس؟ وهل هذا التمسُّك يقود جعجع إلى القبول بالحوار مع باسيل بعدما رفض ذلك أكثر من مرّة؟
مصادر متابعة لموقف باسيل التصعيدي تجاه حزب الله تشير إلى أن باسيل رغم الموقف المناور الذي يمكن أن يتبناه في سياق رفضه لفرنجية إلا أنه غير قادر على فك حلفه مع حزب الله لأنه غير قادر في السياسة على الاجتماع مع أحد من القوى السياسية الداخلية. وبالتالي فإنّ عزلته السياسية لم تسهل له مهمة رفع السقف تجاه الحزب لقطع الطريق على فرنجية.
إمكانية توافق القوى المتناقضة على اسم لا يقبل به حزب الله قد تؤدي إلى عقد جلسة نيابية وانتخاب رئيس. غير أنّ ذلك لن يحصل لأنّ الحزب يملك “حقّ الفيتو”. ولا قدرة لأحد، حتى الساعة على الأقلّ، على تخطّيه.
لكنّ حزب الله مأزوم أيضاً شأنه شأن القوى الأخرى، ولا سيّما أنّ حليفه الرئيس برّي، كما تشير مصادر تتابع مواقفه، لا يحبذ تعطيل الرئاسة طويلاً من أجل أيّ اسم، حتى لو كان فرنجية. بل يريد أن يكون للبنان رئيس يعيد فتح أبواب العلاقة مع العالم والمحيط. من هذا المنطلق، فإن حزب الله لا يمانع حصول تسوية إقليمية على رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة معاً في لبنان. وإذا لم يحصل ذلك فلا شي في الداخل يوحي بخرق جدّي.
إقرأ أيضاً: الحزب: فرنجية أو لا أحد
ماذا سيفعل حزب الله حينئذٍ؟ هل يواجه اصطفاف القوى الأخرى في لحظة تعاظم الأزمة السياسية؟ وماذا سيطلب من الرئاسة؟
يدرك الحزب أنّ أيّ تقاطع سياسي بين معراب وميرنا الشالوحي وكليمنصو والسُنّة، حتّى لو انضمّت إليه عين التينة سرّاً، لن يستطيع خرق قراره. غير أنّ تمسّكه بفرنجية يبقى أداة تعطيليّة وسياسة مواجهة قد تنتهي بقوله لفرنجية إنّنا فعلنا ما بوسعنا ولم يعد بإمكاننا القيام بشيء، وقد تنتهي بأزمة سياسية لا مثيل لها قد تطيح بالتوازنات السياسية التي نعرفها اليوم.
متى ينزل الجميع عن الشجرة؟