ساهم موقع “أساس” منتصف ليل الجمعة – السبت في تعطيل عبوة سويسرية كانت تُعدّ لتفجير ضمانة الدستور (اتفاق الطائف)، بدأتها جمعيّة “Centre for Humanitarian Dialogue”، ثمّ استكملتها الخارجية السويسرية عبر سفارتها في لبنان.
كان للزميلة جوزفين ديب السبق الأوّل حين فتحت في “أساس” ملفّ المساعي السويسرية لعقد مؤتمر لـ”الصفّ الثاني” من ممثّلي بعض الأحزاب السياسية اللبنانية في جنيف خلال تشرين الثاني المقبل، كان سيسبقه عشاء في السفارة السويسرية ببيروت ليل الثلاثاء المقبل (18 تشرين الأوّل 2022).
الخبر الذي كشفه “أساس” وتلقّفته التلفزيونات ليل الأحد في نشراتها الإخبارية، أثار أمس ارتباكاً أدّى إلى اعتذار النائب ملحم رياشي عن “القوات اللبنانية” وإعلانه على تويتر أنّه لن يحضر “بانتظار توضيحات تحدّد الخلفيّات إذا وُجدت خلفيّات”، شاكراً سفيرة سويسرا. ثمّ صدر بيان عن “القوات” اعتبر المؤتمر محاولة للقفز عن استحقاق رئاسة الجمهورية وحرف النظر عنه تمهيداً للفراغ.
وصدر ليل الأحد موقف حادّ من النائب عن كتلة التغييريّين وضاح الصادق، الذي أعلن أنّ “الطائف مرجعيّتي السياسية وضدّ أيّ مؤتمر دولي أو محلّي في ظلّ سلاح الأمر الواقع”، واعتبر أنّ “بعض مواقف الزملاء بالتكتّل في ما يتعلّق باتفاق الطائف وتحميل مسؤوليّات الانهيار المالي، وإصرار البعض على رفض أيّ آليّة للعمل أو لتشكيل أمانة سرّ أو مكتب دعم، والأسوأ قرارات اللحظة الأخيرة وغياب الاستراتيجية والتخطيط، تهدّد صمود التكتّل برمّته إذا لم نتحمّل المسؤولية الكبيرة بوعي ونضوج”.
إقرأ أيضاً: “مؤتمر جنيف”: حرب من الدرجة الثانية على “الطائف”؟
هكذا كان واضحاً لموقع “أساس” قبل غيره خطورة فتح النقاش في بنود اتفاق الطائف الذي صار دستوراً للبلاد. وقد أكّد ذلك البيان المشترك الأميركي – الفرنسي – السعودي الذي صدر في نيويورك قبل أسابيع، والحبل على الجرّار، دفاعاً عن الطائف والدستور، الحامي لوحدة الدولة والشعب.
والردّ الأهمّ بعد البيان الثلاثي كان من سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري عبر “تويتر”: “وثيقة الوفاق الوطني عقد مُلزم لإرساء ركائز الكيان اللبناني التعدّدي. والبديل عنها لن يكون ميثاقًا آخر، بل انفكاك لعقد العيش المشترك، وزوال الوطن الموحَّد واستبدالهُ بكيانات لا تُشبه لبنان الرسالة”.
وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ عقدٌ مُلزمٌ لإرساءِ ركائزِ الكيانِ اللبنانيِّ التعدديِّ، والبديلُ عنهُ لن يكونَ ميثاقًا آخر بل تفكيكًا لعقدِ العيشِ المُشتركِ، وزوالِ الوطنِ الموحَّد، واستبدالهُ بكيانات لا تُشبهُ لُبنانَ الرسالةَ.#اتفاق_الطائف
— Waleed A. Bukhari (@bukhariwaleeed) October 16, 2022
إقرأ أيضاً: المقعد السنّي “شاغر” على طاولة الحوار.. (نشر بتاريخ 2 أيلول 2022)