جبران باسيل مرشّح لرئاسة الجمهورية. هو قرار وجاهيّ أُبرم وصدر عن محكمة باسيل نفسه. الترشيح للرئاسة قائم مع وقف الإعلان والتنفيذ، ومستمرّ في هذه الدورة الانتخابية وبعدها. وهو موقف أبلغه باسيل لحزب الله رسميًا.
حزب الله وجبرانه
لم يكتفِ رئيس التيار الوطني الحرّ بالإعلان في إحدى المقابلات التلفزيونية أنّه مرشّح طبيعي للرئاسة، وأنّ من لديه عشرون نائبًا مسيحيًا يكون حكمًا مرشّحًا، والأحقّ بالترشّح من شخصية سياسية لديها نائب واحد في البرلمان، في ميزان التمثيل المسيحي… أمر شدّد عليه باسيل في كلّ إطلالاته، بما فيها مقابلته مع جريدة “الأخبار”، حيث اعتبر أنّه يمكن لأيّ طرف مسيحي أن يجيّر تمثيله لصالح مرشّح لا يتمتّع بالتمثيل الشعبي. وهذه خطوة يقدم عليها رئيس التيار ليبقى ممسكًا بغالبيّة الأوراق السياسية في أيّ مفاوضات رئاسية.
يرتكز باسيل على مجموعة من النقاط للاستمرار في ترشيح نفسه، أهمّها:
– أوّلًا، علاقته الاستراتيجية بحزب الله، ويقينه بأنّ الحزب عينه غير قادر على التخلّي عن التحالف معه.
– ثانيًا، امتلاكه كتلة مسيحية كبرى.
باسيل مرشّح لرئاسة الجمهورية. هو قرار وجاهيّ أُبرم وصدر عن محكمة باسيل نفسه. الترشيح للرئاسة قائم مع وقف الإعلان والتنفيذ، ومستمرّ في هذه الدورة الانتخابية وبعدها
الخلاص الشيعي من الطائف
لن يفرّط باسيل بأيّ قدرة على الاستثمار في هاتين النقطتين، لا بل سيشرع في افتتاح معركته بناءً على عناوين عدة ومعارك مختلفة. وهو قد بدأها في مجالات وردت في كلمته التي اعتبرها برنامج ترشّحه الرئاسي غير المعلن. فقدّم فيها رؤيته، ووجّه التهم إلى خصومه كلهم، معرّجًا على ملفّات المصرف المركزي، القضاء، تشكيل الحكومة، وقارب التفسيرات الدستورية المرتبطة باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية.
ثمّة من يعتبر أنّ الرجل هو المرشّح حزب الله المثالي، وليس فرنجية سواه، وذلك لأسباب عدة:
– أوّلًا، لأنّ الهدف الاستراتيجي هو الخلاص من الطائف والذهاب إلى صيغة جديدة. ففي الإطاحة بالطائف والدستور على يد المسيحيّين لا الشيعة، فائدةٌ كبرى للحزب، الذي يغسل يديه من قتل الطائف، ويحقّق طموحات الشيعية السياسية على المدى البعيد، ويبني صيغة جديدة تتواءم مع طروحاته.
– ثانيًا، قد يشكّل باسيل النوع المثالي للرئيس الذي يحافظ على الانقسام الحادّ في المجتمع المسيحي.
– ثالثًا، سيكون عنصرًا ممهّدًا لاستمرار استهداف السُنّة وشرذمتهم، بما يضمن التفوّق السياسي للشيعية السياسية المتمثّلة بالحزب.
– رابعًا، يمكن أن يكون رئيسًا مثاليًّا لإعادة لبنان إلى سوريا أو عودة سوريا إلى لبنان تحت سقف التحالف المشرقي.
– خامسًا، هو الوحيد الذي يضمن بقاء لبنان بعيدًا من أيّ تجدّد أو تطوّر أو التقاء مع العرب والغرب.
– سادسًا، لا يمكن إغفال قاعدة المنفعة السياسية والاقتصادية والشخصية للمسيحيين في المناصب والمواقع، مقابل استمرار سيطرة حزب الله على القرار الاستراتيجي في الدولة وسياستها.
– سابعًا، يمثّل باسيل فرصة إبقاء التوازن في مجلس النواب، وفي جعل كلّ القوى السياسية بحاجة إلى التقرّب من حزب الله أكثر لعدم خسارتها، ولعدم تفرد باسيل بدعم الحزب لتمديد الأمر الواقع وانعدام الحلول.
إقرأ أيضاً: باسيل يسدّد قرضه: في الأزمة رابحون أيضاً
بين باسيل وفرنجية
الحزب مقتنع بأنّ ظروف وصول باسيل للرئاسة حاليًا شبه معدومة. وهو لن يكون قادرًا على فرضه ولا على كسر العلاقة به بفرض فرنجية. هذا أشد ما يعانيه الحزب في هذه المرحلة. وهو يحاول تقريب وجهات النظر بين باسيل وفرنجية من جهة، وباسيل ونبيه برّي من جهة أخرى، ويسعى إلى إقناعه بأن يكون ناخبًا أوّل أو المقرّر في الاستحقاق الرئاسي. سيفرض هذا الواقع على أمين عام الحزب أن يعيد استقبال باسيل وحيدًا، أو مع فرنجية مجدّدًا، للوصول إلى مقاربة جديدة للملفّ الرئاسي.