ينتشر مرض جديد في الهند يسمع به العالم للمرّة الأولى، وأطلق عليه الخبراء “إنفلونزا الطماطم”. وعلى الرغم من أنّ الطماطم لا علاقة لها بالمرض، إلا أنّ البثور التي تظهر على الجسم تُسبب الإحمرار والألم وتشبه حبّة الطماطم. وما يزيد القلق تفاقماً أنّ العلماء لا يعرفون سبباً له بعد.
انتشار الفيروس وعوارضه
يؤكّد رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا لـ”أساس” أنّ هذا الفيروس ليس مستجدّاً، بل هو من الفيروسات الموجودة أصلاً ويعرفه جيّداً جميع أطبّاء الأطفال في العالم، مفضّلاً عدم تسميته بهذا الاسم بل باسمه المتعارف عليه علميّاً، وهو فيروس كوكساكي الذي يصيب أعضاء الجسم كاليد والقدم والموجود منذ القدم، تجنّباً للالتباس في أذهان الناس.
ويرجّح أبي حنا أنّ سبب الأعداد الكبيرة من الإصابات التي تظهر في ولايتين من الهند هو فيروس “كوكساكي”، أنهم لا يجرون أيّ تشخيصات مخبرية بل يفترضون ذلك، ولا معلومات جديدة حتى الساعة، ولم نسمع بإصابات أخرى حول العالم.
أبي حنا لـ”أساس”: هذا الفيروس ليس مستجدّاً، بل هو من الفيروسات الموجودة أصلاً ويعرفه جيّداً جميع أطبّاء الأطفال في العالم
كيفيّة الانتقال:
يُصاب الأطفال الصغار بهذا الفيروس من خلال الاحتكاك المباشر، ولمس الأسطح الملوّثة، وإدخال الأشياء في أفواههم.
الأعراض:
أبرز الأعراض التي يسبّبها الفيروس هي الحمّى والطفح الجلدي، خصوصاً على راحة الكفّ وأخمص القدم، مع التهاب الحلق وبالتالي ظهور البثور المؤلمة في الفم، إضافة إلى فقدان الشهيّة. لكن في حالات استثنائية، يمكن أن يؤدّي إلى التهاب في الدماغ أو في غشاء القلب، خصوصاً في حال وجود مشكلات في المناعة، لكنّها من الحالات النادرة لأنّه لا يتطوّر عادةً إلى حالة خطيرة.
يؤكّد أبي حنا أنّ “هذا الفيروس لم تصنّفه منظمة الصحة العالمية على أساس أنّه يشكّل تهديداً للصحّة العامّة، وأن لا داعي للقلق بشأنه “.
هل من علاج؟
لا علاج محدّداً ولا لقاح خاصّاً لهذا الفيروس. في الواقع، عند الإصابة به تُعالج الأعراض التي يسبّبها بهدف السيطرة على الحالة والحدّ من الانزعاج الذي يسبّبه، كاعتماد الأدوية المخفّضة للحرارة ومسكّنات الألم للحدّ من الألم في الفم والحلق. ويجب التركيز على الإكثار من السوائل لترطيب الجسم بمعدّلات كافية وتجنّباً لجفاف السوائل فيه. ولأنّ المريض قد يفقد الشهيّة عادةً، فهو لا يُعطى إلّا الأطعمة التي يمكن أن يتناولها كالسوائل بشكل خاصّ من حليب وحساء وغيرهما. هذا مع الحرص الشديد على تجنّب انتقال العدوى طوال أسبوع، وقد يكون من الأفضل استخدام الكمّامة، كما يوضح أبي حنا. أمّا بعد مرور الأسبوع، فيشفى المريض تلقائيّاً من دون الحاجة إلى علاج. وعلى المريض الذي يُشخّص لديه المرض أن يلتزم العزل مدّة 5 أو 7 أيام.
إقرأ أيضاً: حصّنوا أنفسكم.. جاء زمن الفيروسات الفتّاكة
هل نحن على وشك تفشّي جائحة جديدة؟
تؤكّد مصادر وزارة الصحة لـ”أساس” أنّ خطر انتشار جائحة أخرى منخفض تماماً، وإنفلونزا الطماطم لا علاقة لها بفيروس كورونا، حتى لو كانت بعض الأعراض متشابهة. والأهمّ هو أنّ هذا الفيروس لا يشكّل أيّ خطر على الحياة.