لم تنفع جميع مواقف النائب العونيّ ماريو عون “التجييشيّة” وخطابات رفع السقوف وشدّ العصب المسيحي في ثني رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن استبعاده من السباق الانتخابي، حتى مع إعلانه أكثر من مرّة أنّ التيار الوطني الحر ليس من الطبقة الحاكمة ولا يتحمّل مسؤولية الانهيار.
تَمرّدَ عون على قرار القيادة واستمرّ في ترشُّحه من دون أن يلتحق بأيّ لائحة، وهو ما يعني سقوط الترشُّح قانوناً. وأمس تشكّك في صوابية قرار باسيل بضمّ المرشّحَيْن المارونيَّين إلى لائحة التيار أنطوان عبود وفريد البستاني، وعبّر عن “مخاوفه من بقاء بلدة الدامور الأكبر مسيحياً في ساحل الشوف من دون تمثيل في الندوة البرلمانية المقبلة. فمن يكون المسؤول عن نتيجة كهذه؟”.
قصد بهذا الكلام جبران باسيل بالمباشر. سبق ذلك كشفه عبر صفحته على “تويتر” عن استبعاده “من قِبَل القيادة إفساحاً في المجال لإنجاح مُرشّحَين اثنين في دائرة الشوف ليس باستطاعتهما الفوز مع استمراري مرشّحاً لأنّي الأقوى شعبياً”. أتى ذلك بعد أيام من إعلان رغبته بعدم الترشّح، ثمّ تأكيده أنّه مستعدّ لقبول أيّ قرار يتّخذه الحزب.
شكّلت عقدة ماريو عون إحدى نقاط الخلاف مع حلفاء اللائحة طلال أرسلان ووئام وهّاب قبل أن ترى لائحة خلدة النور
يُذكر أنّ لائحة التحالف بين التيار وحزب الله وطلال أرسلان ووئام وهّاب في الشوف-عاليه تضمّ عن المقاعد المارونية الثلاثة: ناجي البستاني وفريد البستاني وأنطوان عبود، وعن المقعد الكاثوليكي غسان عطالله.
عقدة ماريو عون
عمليّاً شكّلت عقدة ماريو عون إحدى نقاط الخلاف مع حليفَيْ اللائحة طلال أرسلان ووئام وهّاب قبل أن ترى لائحة خلدة النور. إذ تبنّى أرسلان ووهّاب ترشيح ماريو إلى حدّ التلويح بضمّه إلى لائحتهما في حال الانفصال عن التيار الوطني الحر. وكان باسيل قد قرّر استبعاد عون لمصلحة أنطوان عبود غير الحزبي الذي فرض اسمه على اللائحة، وهو يطمح إلى الخروج من معركة الشوف بنائب كاثوليكي (غسان عطالله) وآخر ماروني (فريد البستاني)، ومن معركة عاليه بمقعد ماروني يعود لسيزار أبي خليل.
تبدو معركة باسيل للاحتفاظ بالمقاعد الثلاثة صعبةً بعد استبدال معركة المقعد الماروني الذي يشغله حالياً ماريو عون بمعركة غسان عطالله الكاثوليكي. وبالتأكيد سيكون فوز ناجي البستاني على حساب فريد البستاني سبباً لخسارة رئيس التيار نائباً لأنّ ناجي البستاني يرفض أن يكون في عداد تكتّل باسيل بعد انتهاء الانتخابات، إذ سينضوي تحت مسمّى “كتلة الجبل”.
قدرة ماريو التجييرية
كان ماريو عون قد حلّ سابعاً على لائحة الفائزين في دائرة الشوف-عاليه عام 2018 بعد تيمور جنبلاط ومحمد الحجار وجورج عدوان وبلال عبدالله ومروان حمادة ونعمة طعمة، ونال 5,124 صوتاً تفضيلياً، وتلاه في آخر لائحة الفائزين فريد البستاني بمجموع أصوات 2,557 صوتاً تفضيلياً.
يقدّر مراقبون قدرة ماريو عون التجييرية بنحو 1,500 صوت، جزء كبير منها طبعاً من بلوك التيار الوطني الحر، فيما المرشح عبود لا يتمتّع بهذه الحيثيّة في بلدته الدامور وجوارها.
ولا تُعرَف وجهة التصويت الحقيقية للبلوك الذي يمون عليه ماريو “الناقم” على جبران. هل يصبّ للائحة التحالف في الجبل أم للوائح أخرى، مع العلم أنّ لعون مؤيّدين في الدامور، مسقط رأسه، وبلدة الحرف وبعض مناطق الشوف.
إقرأ أيضاً: لِمَن المقعد المارونيّ الثالث في بعبدا؟
المرشّح إيلي القرداحي، رئيس إقليم الكتائب السابق في الشوف والمحسوب حالياً على القوات، على لائحة القوات-الاشتراكي قد ينال، وفق مطّلعين، جزءاً صغيراً من هذه الأصوات، أو تذهب للائحة التحالف في الجبل مع منح الصوت التفضيلي لحلفاء التيار على اللائحة.