في مقابل لائحة التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي وطلال أرسلان، ولائحة القوات والاشتراكي والأحرار في بعبدا، فرّخت خمس لوائح تحمل لواء المعارضة والمجتمع المدني.
يُظهِر تتبُّع حركة تشكيل اللوائح والمفاوضات التي رافقتها التالي:
– لائحة “بعبدا تنتفض” تتصدّر لوائح المعارضة بالنظر إلى مروحة الدعم لها من قوى ومرجعيّات بعبداويّة. وهي تضمّ نعيم عون وخليل الحلو وجان أبي يونس (موارنة) ورمزي كنج (شيعي). وتصف نفسها بـ”لائحة الخيار الثالث”، وهي مدعومة من حزب الكتائب. ويُفترض أن تصبّ أصوات تيار المردة و”حزب الوعد” لمصلحتها.
– لائحة “بعبدا التغيير” التي تضمّ واصف الحركة (شيعي) وميشال الحلو وزياد عقل وروبير خليفة (موارنة)، وعبير ناجي (درزيّة).
“لائحة “بعبدا تنتفض” تتصدّر لوائح المعارضة بالنظر إلى مروحة الدعم لها من قوى ومرجعيّات بعبداويّة
تسجّلت باقي اللوائح في الساعات الأخيرة قبل انتهاء المهلة، وبدت كأنّها لوائح “تنقير” على باقي اللوائح، ويظهر ذلك من خلال عدد مرشّحيها، وهي:
– “قادرين” التي تضمّ محمد صقر وعلي درويش (شيعة) وراني الرجي (ماروني)، والمدعومة من حركة “مواطنون ومواطنات في دولة”.
– “معاً نستطيع” التي تضمّ النائب السابق فادي الأعور المتحالف مع عبده سعادة رئيس نقابة أصحاب مولّدات الكهرباء. فبعد استبعاد النائب طلال أرسلان لفادي الأعور من لائحة تحالف التيار وحزب الله وحركة أمل أصرّ الأخير على المضيّ في ترشيحه من دون أن يكون هناك إمكانية للاحتفاظ بمقعده النيابي.
لكنّ المرشّح الدرزي على لائحة التيار والثنائي الشيعي فاروق الأعور، وعلى الرغم من تأكيد كثيرين أنّه يملك حيثيّة أكبر من حيثيّة فادي الأعور، فإنّ وضعه ليس أفضل حالاً، إذ أثار ترشيحه استفزاز شريحة من المسيحيين والشارع الدرزي، وتحديداً داخل عائلة الأعور، حيث هناك من يرى أنّ اسمه مرتبط بأحداث الحرب الأهلية الدامية يوم كان عنصراً في الحزب الاشتراكي، إضافة إلى انتقاله من “متراس” المختارة إلى “متراس” خلدة.
– “نحنا التغيير” المؤلّفة من أسامة الأعور (درزي) وبيار بعقليني وميشال شمعون (موارنة). ويُتوقَّع أن تنال هذه اللائحة بضعة أصوات، على قلّتها، من درب لائحة القوات-الاشتراكي.
المقعد الماروني الثالث
بات من المسلّم به أنّ المقعد الماروني الثالث في بعبدا يمكن أن تتصيّده إمّا لائحة التيار أو لائحة القوات أو لائحة “بعبدا تنتفض”. فالمقعدان المارونيّان الأوّل والثاني محجوزان للنائبين آلان عون وبيار بو عاصي. وخسارة التيار للمقعد الماروني الثاني الذي كان يشغله النائب حكمت ديب ستكون مكلفة في بقعة انتخابية هي عقر دار رئاسة الجمهورية وتُعتبر أحد معاقل العونيين، خصوصاً بلدة الحدت.
بات من المسلّم به أنّ المقعد الماروني الثالث في بعبدا يمكن أن تتصيّده إمّا لائحة التيار أو لائحة القوات أو لائحة “بعبدا تنتفض”
في هذه الدائرة تحديداً يُطرح السؤال عن مدى التزام حركة أمل بخطة توزيع الأصوات في حين أعلن جبران باسيل صراحة أنّ “تحالفاً انتخابياً يجمعنا مع حزب الله، ولم يحصل أيّ حديث سياسي أو انتخابي مع حركة أمل”.
عمليّاً، فوّتت عليها المعارضة في بعبدا فرصة ثمينة للـ”خرق” بمقعد أو مقعدين لو أنّها توحّدت في لائحة واحدة بمواجهة لائحتَيْ التيار والقوات، لكنّ المصالح الشخصية وحسابات الزواريب تحكّمت بقرار بعض المرشّحين. وهو واقع من شأنه أيضاً أن يؤدّي إلى خفض الحاصل الانتخابي الذي يُقدّر في بعبدا كحاصل انتخابي أوّل بأكثر من 13 ألف صوت.
رئيس بلدية الحدت
في مقابل جزّين والمتن اللتين “فوّلتا” بالمرشّحين الحزبيين للتيار الوطني الحر، “ضاعت الطاسة” في بعبدا. فبعد عملية بحث وتحرٍّ عن المرشّحين المارونيّين إلى جانب المرشح الثابت والمضمون فوزه آلان عون، رسا الخيار على شادي واكد الذي يخوض معركته رئيس بلدية الحدت جورج عون، وفادي أبو رحال الذي ينال دعم عونيّي الشيّاح. والنتيجة أنّ هذا التخبّط الحزبي قد يؤثّر على “سكور” الصوت التفضيلي للمرشّحين الموارنة الثلاثة.
من ناحية أخرى، يُتوقّع احتفاظ حزب الله وحركة أمل بالمقعدين الشيعيّين اللذين يشغلهما علي عمّار وفادي علامة إلا إذا حصلت مفاجأة غير متوقَّعة تُترجَم بخرق على مستوى المقعد الشيعي الثاني أو الدرزي، إضافة إلى المقعد الماروني الثالث الذي يكاد يختصر معركة القضاء.
يُرجَّح أن تحظى لائحة القوات- الاشتراكي بحاصل وكسر أعلى يمكّنانها من المحافظة على مقعدَيْ بيار بو عاصي وهادي أبو الحسن.
إقرأ أيضاً: الانتخابات “تفسّخ” الأحزاب والتغييريين.. في كلّ مكان
لا شكّ أنّ كلّ من التيار والقوات يتّكئان على دائرة جبل لبنان الثالثة لرفع عدد نواب كتلتَيْهما النيابيّتين، فيما تشير التوقّعات إلى إمكانية حصول خرق من جانب المجتمع المدني.
في المحصّلة يُرجَّح فوز لائحة تحالف التيار والثنائي الشيعي بثلاثة مقاعد (ماروني وشيعيان)، ولائحة القوات-الاشتراكي بمقعدين (ماروني ودرزي)، وبذلك تكون المعركة الفعليّة على المقعد الماروني الثالث، وسيكون لنسب التصويت وتشتّت الأصوات واقتراع المغتربين تأثير مباشر على نتائجها.