“برّي داعمنا في بعض المناطق فلا تقصّروا معه ولو كان مرشّحه مروان خير الدين”، بهذه العبارة أو هذا التوجّه الذي عمّمه رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي على محازبيه يمكن فهم كواليس الاتفاق الانتخابي بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه برّي: تبادل مصالح بين الدوائر من الجنوب إلى بيروت وصولاً إلى.. المتن.
على مدى ثلاثة اجتماعات بين النائبين علي حسن خليل ووائل أبو فاعور، بصفتهما ممثّلين عن برّي وجنبلاط، تبادل زعيما حركة أمل والإشتراكي رسائلهما وهواجسهما التي بقيت سرّية.
لكنّ ما رشح من معلومات يكشف أنّ أبرز الرسائل تناول حيثيّة المرشّح المصرفي مروان خيرالدين في دائرة الجنوب الثالثة. فالوضع غير مريح والتقارير المشتركة تؤكّد أنّ هناك تململاً شعبيّاً لترشيح خيرالدين قد يجعل منه حلقة ضعيفة في حال تمكّنت المعارضة من نيل حاصل انتخابي.
كان هاجس جنبلاط أن يضمن برّي مقعد بيروت للمرشّح فيصل الصايغ مقابل خيرالدين. وتؤكّد المعلومات أنّ الاتفاق بين الطرفين جرى تثبيته على خلفيّة وعد من برّي بضمان فوز الصايغ وإقناع حزب الله بهذا الأمر
وعلى الرغم من الجولات الشعبية التي بدأها خيرالدين وشملت زيارات لقيادات حزبيْ الثنائي الدرزي، الإشتراكي والديمقراطي، ولعدد من المخاتير والبلديات، إلا أنّ المناخ لا يزال على حاله والوعود الخدماتية لم تنفع في حلحلة واقع التململ الشعبي.
حين استفسر برّي أخيراً عن القوّة التجييرية للإشتراكي في حاصبيا في ظلّ الواقع الراهن، جاءه الجواب مرتبكاً. فالقاعدة الجنبلاطية وقسم من القاعدة الحزبية، لا يزالان على رفضهما للإملاءات ولترشيح خير الدين، وذلك لسببين:
– الأول: أنّ الغالبية الشعبية لا يمثّلها خيرالدين سياسياً، فالمقعد هو للإشتراكي، وقد جرى مقايضته مع برّي والديمقراطي.
– الثاني: الصفة المصرفية التي يحملها خير الدين.
في المقابل كان هاجس جنبلاط أن يضمن برّي مقعد بيروت للمرشّح فيصل الصايغ مقابل خيرالدين. وتؤكّد المعلومات أنّ الاتفاق بين الطرفين جرى تثبيته على خلفيّة وعد من برّي بضمان فوز الصايغ وإقناع حزب الله بهذا الأمر، وهو ما جدّد رئيس المجلس تأكيده في الآونة الأخيرة.
على مدى ثلاثة اجتماعات بين النائبين علي حسن خليل ووائل أبو فاعور، بصفتهما ممثّلين عن برّي وجنبلاط، تبادل زعيما حركة أمل والإشتراكي رسائلهما وهواجسهما التي بقيت سرّية
هناك 2500 صوت درزي في المتن، اقترع منهم 1041 في 2018، يفاوض عليهم جنبلاط القوات اللبنانية، لدعم ملحم الريشي، إلى جانب مئات الأصوات الإشتراكية في زحلة لجورج عقيص، مقابل أصوات قواتية لأبو فاعور في البقاع الغربي. وإلا فيمكن أن يجيّر جنبلاط الأصوات الألف لميشال الياس المرّ، في حال طلب منه برّي، ضمن التفاهم الذي يعمل عليه الطرفان في أكثر من منطقة.
أمّا في سائر الدوائر فلا التزام من قبل حزب الله بالمعادلة التي كرّسها برّي مع جنبلاط. ولذا لا يزال التصعيد السياسي قائماً في بعض الأماكن من قبل مرشّحي الاشتراكي تجاه حزب الله، ولا سيّما وائل أبو فاعور، الذي يتّهم حزب الله بمحاولة “الهيمنة” على المقاعد الدرزية، في مسعى شنّ معارك هدفها شدّ العصب الحزبي في المناطق غير المتّفق عليها .
غرفة عمليات مشتركة
جواباً على إحدى الرسائل التي أبلغها ممثّل برّي لأبو فاعور، وعد جنبلاط ببذل جهد استثنائي للتفاهم مع القاعدة الحزبية في حاصبيا لعدم الخروج على التفاهم بشأن خير الدين. ولتحقيق هذا الهدف يُتوقَّع أن يقوم وفد اشتراكي بزيارة دائرة الجنوب الثالثة الأسبوع المقبل لرفع مستوى التعبئة انتخابياً وللعمل بتوصية جنبلاطية تقول إنّ “برّي داعمنا في بعض المناطق فلا تقصّروا معه ولو كان مرشّحه خير الدين”.
إقرأ أيضاً: وهاب وأرسلان هزما باسيل: الداخلية للمعارضة الدرزية؟
استدعت حساسية الموقف، وحاجة جنبلاط وبرّي إلى تفاهم انتخابي يتجاوز الجنوب الثالثة الى دوائر انتخابية عدّة، غرفة عمليات مشتركة لتجاوز هذه المشكلة. خاصة في ضوء معطيات تفيد بوجود حركة معارضة لا بأس بها للتحشيد في دائرة حاصبيا. لأنّه مهما كان القرار فإنّه لا يبعث على الاطمئنان. فإذا شارك الناس على قاعدة رفض اللوائح المشكّلة فهذه مشكلة. وإذا أحجموا عن المشاركة فهذه مشكلة أيضاً لوجود حشد للاقتراع للائحة المعارضة. وعلى هذا الأساس اتّخذ خير الدين قراراً بالاستعانة بكلّ شخص تجاوز الـ18 من العمر، للعمل مندوباً لقاء بدل ماديّ.