التّحالف يقصف الحوثيّ في الأروقة الدّبلوماسيّة..

مدة القراءة 5 د

… هي حرب دّبلوماسيّة تواكب المعارك على جبهات شبوة والبيضاء ومأرب، وتُلحِق بالحوثيين هزائم في الأروقة الدّوليّة لا تقلّ شأناً عن تهاوي عناصرهم على مُختلف الجبهات أمام ضربات الشّرعيّة اليمنيّة والتّحالف العربيّ.

إذ يبدو أنّ المسار “الحازم”، الإماراتي – السعودي، لتصنيف الميليشيات الحوثيّة منظّمةً إرهابية، في الأمَم المُتّحدة، قد انطلق ولن يتوقف قبل تحقيق أهدافه. وهذا “الزخم الدبلوماسي” أثمر في بيان جامعة الدّول العربيّة، التي انعقَدت يوم الأحد الماضي على مستوى المندوبين، وتبنّت دعم “حقِّ دولة الإمارات في الدّفاع عن النّفس وردّ العدوان بموجب القانون الدوليّ”.

علمَ “أساس” أنّ الجهود التي تقودها الدّبلوماسيّة السّعوديّة والإماراتيّة أعادت تحريك ملفّ الحوثيّين في أروقة الكونغرس الأميركيّ

مناسبة هذا الكلام تجدّد العدوان الحوثي على جازان جنوبيّ المملكة العربيّة السّعوديّة وأبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتّحدة، فجر الإثنين، بصواريخ وطائرات مسيَّرة. دبلوماسيّ خليجي توعّد في حديث لـ”أساس” بـ”إجراءات جديدة” سيثمر عنها “التّنسيق الدّبلوماسيّ بين الرّياض وأبو ظبيّ”، والهدف دائماً هو “ردع الميليشيات الإيرانيّة، وإرغامها على الانصياع للحلّ السّياسيّ، ووقف عدوانها على دُول الجوار والشّعب اليمنيّ”.

وعلمَ “أساس” أنّ الجهود التي تقودها الدّبلوماسيّة السّعوديّة والإماراتيّة أعادت تحريك ملفّ الحوثيّين في أروقة الكونغرس الأميركيّ. فتقدّم السّيناتور الجمهوريّ تيد كروز، مع ائتلاف من قادة السّياسة الخارجيّة من الجمهوريين، بتشريعات جديدة من شأنها إعادة تصنيف الحوثيين وجميع الكيانات التّابعة لها كـ”منظمة إرهابيّة”، في غضون شهرٍ واحدٍ من إقرار القانون. وسريعاً استجاب الرّئيس الأميركيّ فقالَ قبل أيّام إنّ “طلب إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابيّة قيد الدّرس”.

الفرس وكراهية العرب

العدوان الحوثي المستمرّ على المملكة والإمارات أطلق حملة التفاف واسعة حول القيادتين في البلدين. فقد وصَف سفير خادم الحرميْن الشّريفيْن السّابق لدى لبنان علي عوّاض عسيري الاعتداءات الحوثيّة بـ”الجبانة”. وقال لـ”أساس” إنّها “تعبّر عن كره الفرسِ وعدائهم التاريخيّ للعرب.. وقد لا تكون الأخيرة”. وذكّر بأنّ “الحوثيّين قاتلوا شعبهم ويحاولون بعجزٍ أن ينالوا من دول التّحالف العربيّ، وخصوصاً المملكة والإمارات، عبر إرسال أسلحةٍ بدائيّة تفشل في تحقيق أهدافها”. وأرجع سبب تصاعد “المحاولات اليائسة” على الأهداف المدنية في الداخل، إلى “التّراجع الذي أصابَ إيران وعملاءها في اليمن بعدما تلقّوا ضرباتٍ موجعة من التّحالف”. وختم بالقول إنّ “إيران تتخفّى خلفَ عملائها الحوثيين وتدعمهم بالمال والأسلحة البدائيّة، ولن تحقّق أهدافها إن شاء الله”.

يبدو أنّ المسار “الحازم”، الإماراتي – السعودي، لتصنيف الميليشيات الحوثيّة منظّمةً إرهابية، في الأمَم المُتّحدة، قد انطلق ولن يتوقف قبل تحقيق أهدافه

أما الكاتب الإماراتيّ الدّكتور راشد العريمي فقد وصف الهجمات بأنّها “محاولات من إيران وذيولها لزعزعة أمن المنطقة العربيّة، كي تصرف الأنظار عن الهزائم التي مُنيَ بها الحوثيّون أمام قوّات العمالقة، بعدما تقدّمت لتحرير قطاعات مأرب وشبوة وألحقت بهم هزائم نكراء”. واعتبرَ أنّ “الهجمات لم تحقّق أيّ هدفٍ يُذكر، فالإمارات مستمرّة في تحييد الخطر الواقع عليها من قبل هذه الشراذم من ميليشيات إيران. وقوّات العمالقة ماضيةٌ في تحرير وطنِها اليمن من عملاء طهران. وهذه الهجمات قوبلت باستنكار وإدانة 166 دولة، في استفتاءٍ حول مدى التأييد والتقدير اللذين تحظى بهما الإمارات من دول العالم قاطبة، إضافة إلى إدانة واضحة وصريحة من مجلس الأمن الدولي، والعديد من المنظمات الدولية الأخرى”.

ولفت العريمي إلى أنّ “الإمارات أثبتت، من خلال تعاملها مع إطلاق الحوثيين للطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية عليها، أنّها قادرة على الفعل وردّ الفعل والوقوف بصلابة في وجه التحدّيات التي تواجهها والردّ الحازم القويّ المنضبط، الذي يراعي القوانين الدولية والإنسانية، وهو ما أذهل أعداءها وأفسد مخطّطاتهم ودعاويهم الزائفة بأنّ الإمارات بيت من زجاج قد يتهاوى مع أوّل صاروخ. وكان تجاوب المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات الطيّبة، وتعاطيهم مع الأحداث، مثالاً ولا أروع لروح المسؤولية والواجب اتجاه الوطن والمجتمع”.

إقرأ أيضاً: حرب اليمن والموقف العربي الواضح

الفال: الحوثيّ أفسدَ على نفسه..

وفي السياق نفسه يقرأ المحلّل السياسيّ والكاتب السعوديّ محمد المختار الفال: “ميليشيا الحوثي واجهت انتكاسات في الفترة الماضية، وخسرت مناطق، ولم تحقّق أهدافها من هجماتها المتكرّرة على المدنيين والمنشآت المدنية في السعودية. وتزايدت المواقف الإقليمية والدولية الرافضة لتعنّت هذا الفصيل الانقلابيّ ورفضه مشاريع إنهاء الحرب والعودة إلى طاولة المُحادثات، الأمر الذي زاد من عزلته وقلُّص مساحات تحرّكه”. وسخر في حديث لـ”أساس” من ظنّ “الحوثيين أنّ هجماتهم ستغيّر الواقع أو ستحرّك الخطوط التي تحاصرهم”. وطمأن إلى أنّ “الهجوم على جبهة أبو ظبي المستقرّة، والحاضنة للكثير من الاستثمارات الدولية، لن يدفع الدول العربيّة والدول الكبرى إلى التراجع عن رفضها لموقفهم”، مستدلاً على ذلك بـ”ردّة الفعل العربية والإقليميّة والدوليّة على الهجوم، التي جاءت على  كانت عكس ما توقّعه الحوثيون، وأثبتت لهم أنّهم ارتكبوا “خطأ تكتيكيّاً” سيفسد عليهم حساباتهم الاستراتيجية”.

مواضيع ذات صلة

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…