جاء فوز الكاتب والمفكّر محمد السماك بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لعام 2024 ليكرّس شراكة إبداع بين لبنان والجائزة بما تحمله من قيمة ورمزية علمية وبحثية كبرى.
الكاتب محمد السماك الزميل، في موقع “أساس”، ليس أوّل لبناني يحصد الجائزة. ومن المتوقّع أن لا يكون الأخير. الشراكة الإبداعية بين لبنان والجائزة مكّنت المبدعين اللبنانيين بتصدّر لائحة الفائزين بالجائزة عند العرب والتساوي مع المبدعين الأميركيين غربيّاً.
قصّة لبنان مع الجائزة
مسار لبنان مع جائزة الملك فيصل جاء عبر محطّات خمس:
1- محمد يوسف نجم: أديب وأستاذ جامعي فلسطيني لبناني. حصل على جائزة الملك فيصل باللغة العربية والأدب عام 1992. وذلك لتميُّزه في خدمة الأدب العربي ونقده. ومن ذلك ترجمته عدداً من الأعمال من أبرزها كتاب د. ديتشز “مناهج النقد الأدبي”، وهو كتاب مرموق في تاريخ النقد الأدبي الحديث، في فترة شهدت نهاية حقبة كاملة من تاريخ النقد الأدبي في القرن العشرين، وبدايَة أفول نجم ما يسمّى بالنقد الجديد.
2– وداد عفيف القاضي: حصلت على جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب عام 1994. وهي باحثة وبروفيسورة لبنانية أميركية. عملت في مجال التعليم الجامعي حوالي أربعين سنة، وذلك في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة هارفرد وجامعة كولومبيا وجامعة ييل.
3- رمزي منير البعلبكي: حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب عام 2010. وهو باحث في علم النحو وعلم الساميات المقارن، وقد عمل في الحقل الأكاديمي أكثر من ثلاثين سنة. رأس تحرير مجلة “الأبحاث” الصادرة عن كلية الآداب في الجامعة الأميركية ببيروت لأكثر من عشر سـنوات، وكان رئيسـاً لمركز الدراسـات العربيـة ودراسات الشرق الأوسط، وعميداً مناوباً لكلية الآداب والعلوم لسبع سنوات.
4- الدكتور رضوان السيد: اللبناني الوحيد الذي حصل على الجائزة منفرداً بقسم الدراسات الإسلامية لعام 2017، فيما تقاسم الآخرون الجائزة مع مؤسسات وجمعيات فكرية وثقافية، حيث تسلّم الجائزة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. وذلك على نتاجه في عالم الفكر الإسلامي ورؤيته الخاصة في إصلاح الفكر الإسلامي لمواكبة تطوّرات العصر.
5- محمد السماك: حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام لعام 2024. وذلك نظراً لإسهاماته المبكرة والمتواصلة في تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي وعمله الدؤوب في تعزيز علاقات الحوار والتواصل بين شعوب الأرض. هو مفكّر وكاتب، ويشغل منصب الأمين العام للّجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار، وعضو مجلس إدارة مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
إقرأ أيضاً: جائزة الملك فيصل العالميّة لمحمّد السمّاك
بالمقابل، لم يقتصر الإبداع اللبناني على مستوى الأفراد في جائزة الملك فيصل. بل شمل المؤسسات المدنية عبر فوز مؤسسة الحريري بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لعام 2005، وذلك بسبب تبنّي المؤسسة تدريب وتعليم 38 ألف طالب، منهم 400 ماجستير و300 دكتوراه، وكلّه في سبيل العلم والمعرفة وخدمة الإنسان.