يلقبه العرب بـ”البرغوت”، أما الإسبان يطلقون عليه اسم “البولغا” وهي المفردة الإسبانية لترجمة “البرغوت”، فيما الأرجنتينيون يسمونه goat وهي اختصار لجملة “gray taste of all time”. إنه ليونيل ميسي شاغل الملاعب الكروية ومالئ صفحات وشاشات الإعلام بأخباره.
في الـ 36 من عمره تمكّن ليونيل ميسي من اختصار هذه الالقاب الثلاثة بلقب واحد “الأسطورة” بعدما تمكّن من الحصول على الكرة الذهبية للمرّة الثامنة، وهو أمر لم يسبقه عليه أحد من نجوم كرة القدم بكافة الجنسيات من الجوهرة السوداء “بيليه”، مروراً بمواطنه “مارادونا” وانتهاء بمنافسه الدائم والمستمر البرتغالي “كريستيانو رونالدو”.
ليونيل ميسي القصير القامة بعد معاناته مع مرض نقص النمو وتكفل نادي برشلونة الاسباني بعلاجه وهو طفلاً عبر الأدوية والهرمونات المطلوبة ليوقع على كشوف النادي الإسباني وهو لم يتجاوز الـ14 عاماً.
بعد تعافيه قرّر مدرب الفريق أن يشركه في الدقائق العشر الأخيرة من إحدى المباريات في سبيل إضاعة الوقت، فإذا بالفتى صاحب السنوات 15 يبدع ويتألق ويسجل هدفاً يثبت فيها عن مهاراته الفردية العالية فأطلق عليه لقب “البرغوت”، أي الحشرة الصغيرة التي تلسع في لمحة وهو اللاعب الصغير الذي يخطف الكرة ويسجل الأهداف دون أن ينتبه له المدافعون.
المرض الذي عانى منه ميسي دفعه لإنشاء مؤسّسة خيرية تحت اسم مؤسّسة “ليو ميسي” لتأمين التعليم والرعاية الصحية للأطفال حيث تدعم المؤسّسة معالجة الاطفال الأرجنتيين الذين يعانون من نقص النمو في مستشفيات إسبانيا، وهو أمر دفع اليونيسيف لتعيينه سفيراً للنوايا الحسنة بهدف دعم حقوق الطفل.
“البرغوت” الذي أصبح أسطورة سيجلس مرتاحاً أن أسطورته لن تحمل صورة غيره قبل سنوات طويلة وطويلة جداً
كل الألقاب مع برشلونة
حقق ليونيل ميسي مع برشلونة الاسباني كل ما يمكن للاعب كرة أن يطمح به في أول موسم له كأساسي في 2008–09 ساعد برشلونة على تحقيق أول ثلاثية في كرة القدم الإسبانية. في ذلك العام، وحينما كان يبلغ من العمر 22 عاماً، فاز ميسي بأول كرة ذهبية له. تبع ذلك ثلاثة مواسم ناجحة، حيث فاز ميسي بأربعة كرات ذهبية متتالية، مما جعله أول لاعب يفوز بالجائزة أربع مرات متتالية. خلال موسم 2011–12، حقق رقم قياسي في الدوري الإسباني وأوروبا لأكثر عدد من الأهداف في موسم واحد، بينما وضع نفسه كأفضل هدّاف لبرشلونة في التاريخ. في الموسمين التاليين، احتل ميسي المركز الثاني في جائزة الكرة الذهبية خلف كريستيانو رونالدو(منافسه الأول)، قبل أن يستعيد أفضل مستوياته خلال موسم 2014–15، ليصبح هدّاف الدوري الإسباني التاريخي ويقود برشلونة إلى ثلاثية تاريخية آخرى، وبعد ذلك حصل على جائزة الكرة الذهبية الخامسة في عام 2015. تولى ميسي شارة قيادة برشلونة في عام 2018، وفي عام 2019 حصل على الكرة الذهبية السادسة.
الحلم مع المنتخب الأرجنتيني
أما على مستوى المنتخب الأرجنتيني فميسي هو الهدّاف التاريخي لمنتخب بلاده. فاز ببطولة العالم للشباب لعام 2005، وأنهى البطولة بحصوله على كل من الكرة الذهبية والحذاء الذهبي، وفاز بالميدالية الذهبية الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2008. جعل أسلوبه في اللعب كمراوغ قصير بالقدم اليسرى مقارنات مع مواطنه دييغو مارادونا، الذي وصف ميسي بأنه خليفته. بعد مشاركته الأولى في آب (أغسطس) 2005، أصبح ميسي أصغر أرجنتيني يلعب ويسجل في كأس العالم خلال نسخة 2006، ووصل إلى نهائي كوبا أمريكا 2007، حيث تم اختياره أفضل لاعب شاب في البطولة. كقائد للفريق منذ أغسطس 2011، قاد الأرجنتين إلى ثلاث نهائيات متتالية: كأس العالم 2014، التي فاز فيها بالكرة الذهبية، وكوبا أمريكا 2015 و2016. بعد إعلانه اعتزاله دولياً في عام 2016، تراجع عن قراره وقاد منتخب بلاده للتأهل إلى كأس العالم 2018، والمركز الثالث في كوبا أمريكا 2019 ثم الى كأس العالم 2022 في قطر ليحقق حلم حياته وأمنية شعب بلاده باللقب العالمي ليكون ثاني أرجنتيني بعد ماردونا يرفع كأس العالم.
إقرأ أيضاً: FIFA World Cup: سعوديّة 2034.. مشروعيّة الحلم
ليونيل ميسي الذي يلعب حالياً مع فرق “إنتر ميامي” الأميركي بعد رحيله عن برشلونة العام الحالي يبدو قطاره في محطته الاخيرة كنجم فالرجل الصغير حجماً أُتخم بالألقاب والكؤوس والأرقام التي سجلها تبدو مستحيلة على غيره أن يدركها. “البرغوت” الذي أصبح أسطورة سيجلس مرتاحاً أنّ أسطورته لن تحمل صورة غيره قبل سنوات طويلة وطويلة جداً.