أُتيحت فرصة كي يعقد وزيرا خارجية روسيا والسعودية لقاء خاصاً على هامش الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا. هذا الاجتماع استضافته العاصمة الروسية في العاشر من تموز الجاري وتحضيراً للّقاء الروسي السعودي، أعدّ الوزير سيرغي لافروف جدول أعمال من أربعة بنود كي يبحثها مع نظيره الأمير فيصل بن فرحان.
البنود الأربعة هي التالية:
– العلاقات الثنائية.
– اليمن.
– سوريا.
– ولبنان.
وفق معلومات أوساط سياسية لبنانية قريبة من موسكو، فقد أمضى لافروف وبن فرحان القسم الأكبر من الوقت المخصّص للقاء في بحث البند الأوّل المتعلّق بالعلاقات الثنائية، وبخاصة ما يتّصل بالتعاون في المجال النفطي.
أُتيحت فرصة كي يعقد وزيرا خارجية روسيا والسعودية لقاء خاصاً على هامش الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا
في هذا الإطار، جرى التركيز على آخر مستجدّات منظمة “أوبك +” التي تضمّ الدول المنتجة للنفط إضافة إلى روسيا. وتعهّد الجانب الروسي التزام الاتفاق الذي يحدّد لروسيا حصّة من الإنتاج بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار. وجاء هذا التعهّد لكي يزيل التباساً حول خرق موسكو هذا الاتفاق بتجاوز الحصّة المعطاة لها. وانتهى الجانبان إلى الاتّفاق على مواصلة خفض الإنتاج بمقدار مليونَي برميل يومياً حتى نهاية عام 2023، واستمرار التعاون بينهما، في إطار المجموعة، لتعزيز استقرار السوق العالمية وتوازنها، كما كان مقرّراً سابقاً.
في بند اليمن، كرّر لافروف موقف روسيا الذي أعلنه في مؤتمر مشترك مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وهو تعزيز خطوات استعادة العلاقات بين دول الخليج وإيران، مشيداً “بجهود دول الخليج لإنهاء الأزمة في اليمن وإطلاق حوار وطني شامل”. وبدا الوزير بن فرحان مرتاحاً لما سمعه من لافروف حيال عزم موسكو أن تكون طرفاً نشيطاً في الوصول إلى نهاية للحرب في اليمن انطلاقاً من علاقاتها مع إيران.
في ما يتعلّق ببند سوريا في جدول لقاء لافروف وبن فرحان، قرأ الوزير الروسي مقدّمة هي صدى لِما أوردته وكالة أنباء “تاس” الروسية حول اللقاء الروسي الخليجي ومفادها: “لدينا موقف موحّد مع دول الخليج تجاه وحدة سوريا وسيادتها على أراضيها، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية كانت لها آثار إيجابية على المنطقة”. وتابع لافروف فتحدّث بـ”صراحة” عن الأعباء التي تتحمّلها روسيا في سوريا في ظروف صعبة بعد الحرب في أوكرانيا. وممّا قاله الوزير الروسي: “إنّنا نتحمّل أعباء الإنفاق على فرقتين في الجيش الروسي بالكامل. فرواتب أفراد الفرقتين على عاتقنا. ونعطي مجّاناً سوريا الحبوب والمشتقّات النفطية”. وكان الوزير السعودي منصتاً إلى نظيره الروسي طوال الوقت الذي تحدّث فيه عن سوريا، وآثر أن يُظهر الاهتمام بما يسمعه من دون الذهاب إلى إعلان أيّ التزام خارج ما ذهبت إليه العلاقات المستعادة حديثاً بين الرياض ودمشق.
وفق معلومات أوساط سياسية لبنانية قريبة من موسكو، فقد أمضى لافروف وبن فرحان القسم الأكبر من الوقت المخصّص للقاء في بحث البند الأوّل المتعلّق بالعلاقات الثنائية، وبخاصة ما يتّصل بالتعاون في المجال النفطي
لبنان: انتهى وقت اللقاء
أمّا عند الوصول إلى بند لبنان، وبعدما نظر لافروف وبن فرحان إلى ساعتَيْهما وتبيّن أنّ الوقت المخصّص للقاء قد انتهى، وقف الرجلان وتصافحا وغادرا معاً القاعة التي تمّ فيها اللقاء من أجل استكمال برنامج الأنشطة التي تضمّنها الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين الخليج العربي وروسيا.
ماذا تضمّن بند لبنان الذي لم يتّسع وقت لافروف وبن فرحان لبحثه؟
تجيب الأوساط السياسية التي أوردت المعلومات حول لقاء وزيرَيْ خارجية روسيا والسعودية أنّ النقطة الوحيدة تقريباً في هذا البند هي محاولة موسكو معرفة موقف الرياض من ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية في لبنان. وتضيف هذه الأوساط أنّ لافروف كان عازماً على إبلاغ بن فرحان أنّ روسيا تؤيّد ترشيح فرنجية وتطمح إلى أن تكون السعودية مؤيّدة لهذا الترشيح أيضاً. لكنّ وقت اللقاء لم يتّسع، وكان نصيب هذا البند أن يُطوى وكأنّه لم يكن مدرجاً على جدول الأعمال.
في تقدير الأوساط نفسها أنّ موسكو، من خلال وضع بند فرنجية في آخر جدول أعمالها، قصدت ذلك كي لا تفوتها فرصة متابعة أولويّاتها في الشرق الأوسط التي تضمّنتها البنود الثلاثة المشار إليها سابقاً. وهو ما يعني أنّ بند لبنان وعلى رأسه استحقاق رئاسة الجمهورية ليس بنداً مستعجلاً في الاهتمامات الروسية التي صارت في مكان آخر بعد اندلاع الحرب الأوكرانية.
إقرأ أيضاً: نوّاب سلامة: هل قرّروا “المغامرة” بالليرة؟
هذه المعلومات الواردة من موسكو ليست من حسن طالع لبنان الذي يبدو أنّه في آخر بنود جدول الأعمال في تطوّرات المنطقة.