إذا ما اكتفت الولايات المتحدة باعتماد النهج الروتيني حيال “حوادث” من هذا النوع ولم تذهب إلى اتّهام مباشر لطهران وصبّت نيرانها على فصائل تابعة لها، فما الذي أيقظ الولايات المتحدة فجأة على أخطار استراتيجيّة كبرى تُحضّر لها طهران استدعت الدفع بالحشود العسكرية البحرية إلى المنطقة، بما في ذلك إرسال غوّاصة “يو إس إس فلوريدا” الاستراتيجيّة النووية لدعم أسطولها الخامس تحت مسمّى حراك الردع؟
برّرت واشنطن قرارها بمعلومات استخبارية تتحدّث عن خطط إيرانية للقيام بهجمات. لم تفصح عن طبيعة هذه الخطط وماهيّة هذه الأخطار المستجدّة الداهمة التي لم تلحظها الإدارة الأميركية قبل ذلك. وحتّى ما ذكرته “نيويورك تايمز” عن اعتداءات كانت ستستهدف سفناً تجارية مملوكة لإسرائيليينن، فهو أمر ليس جديداً يبرّر هذا الهلع. ولم يسبق لواشنطن أن حشدت بحريّتها ضدّ “الهدف الإيراني”. حتى حين استهدفت طهران مصالحها بدءاً باحتجاز الدبلوماسيين في إيران (1979-1981)، مروراً بقصف ثكنة المارينز في بيروت (1984)، وليس انتهاء بمناوشات فصائل إيران ضدّ مواقع أميركية في سوريا والعراق.
التفاصيل في مقال الزميل محمد قواص: اضغط هنا