أكّد عضو مجلس المفتين في لبنان مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزّاوي أنّ “لكلّ حرّية حدوداً، ونحن نرى أنّ بعض الحرّيات ليست لها حدود حتى لو كانت تخالف عقلانية الإنسان وإنسانيّته. هناك حرّيات نرى أنّ البعض يضع لها القيود. والأصل بالحرّية أن تكون مقيّدة بقيد، والكلّ يعلم من خلال القانون أنّ حرّية المرء تنتهي عندما يصل الأمر إلى التعدّي على حقوق الآخرين”.
قال المفتي الغزّاوي في لقاء خاصّ مع “أساس” تعليقاً على قيام لاجئ عراقي في السويد سلوان موميكا (37 عاماً) بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد استوكهولم في أوّل أيام عيد الأضحى: “عندما تصل الحرّية إلى التعدّي على الآخر، فعندئذٍ يغلَق بابها. ومعلوم أنّ الأصل في الإنسان أن يدرأ المفسِد إذا كانت المفسدة تتعارض مع مصلحته. نحن نتساءل ما هي مصلحة الغرب ككلّ أو فرد من الأفراد أو مؤسّسة من المؤسّسات أن تتبنّى كلّ هذا؟ من هنا نحن نطالب الأفراد والمؤسّسات والدول أن تكون أكثر عقلنة في تحديد مسار الحرّية وتحديد قيودها حتى لا تؤدّي الحرّية إلى فساد في الأرض”.
أكّد عضو مجلس المفتين في لبنان مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزّاوي أنّ “لكلّ حرّية حدوداً، ونحن نرى أنّ بعض الحرّيات ليست لها حدود حتى لو كانت تخالف عقلانية الإنسان وإنسانيّته
تابع المفتي الغزّاوي كلامه فقال إنّ “إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرِّضة على العنف والإساءة للأديان، ولا يمكن اعتبارها شكلاً من أشكال حرّية التعبير مطلقاً، ويجب الكفّ عن ارتكاب الأفعال والممارسات التي تؤجّج الكراهية والتمييز”.
وبالنسبة إلى من أحرق المصحف الذي يحمل الجنسية العراقية، قال لـ”أساس”:
“حتى لو كان من أحرقه من أصول عراقية، فنحن لا ننظر إلى أصل الإنسان الذي أحرق. بلادنا فيها من ينتمي الى ديانات مختلفة. لا ننسب الفعل إلى البلد، بل ننسبه إلى الشخص. ولا نقول إنّ البلد كلّه قد أساء، لكن نقول إنّ المحكمة التي أقرّت هذا الفعل هي التي أساءت، وعندما يقول لسان الدولة هذا بكلّ يقين نقول أساءت الدولة بكلّيتها”.
الجدير بالذكر أنّ اللاجئ العراقي سلوان موميكا الذي أحرق المصحف فرّ من العراق إلى السويد قبل سنوات، وكان قد كتب للشرطة في الطلب الذي تلقّت وكالة “فرانس برس” نسخة منه: “أريد التعبير عن رأيي حيال القرآن”.
قبيل التظاهرة قال موميكا لوكالة الأنباء السويدية “تي تي” إنّه يريد أيضاً تسليط الضوء على أهمية حرّية التعبير، وأضاف قوله: “هذه ديمقراطية، وستكون في خطر إذا ما قالوا لنا إنّه ليس بإمكاننا القيام بذلك”.
إقرأ أيضاً: الوزير ياسين لـ”أساس”: مدن السنة وعكار والبقاع الشمالي الأكثر حرماناً…
وسط حراسة مشدّدة من الشرطة، خاطب موميكا حشداً ضمّ عشرات الأشخاص عبر مذياع، وفي بعض الأحيان داس على المصحف وأضرم النار في بضع صفحات، قبل أن يغلقه بقوّة ويركله مثل كرة قدم، ملوّحاً بأعلام سويدية، بحسب ما أفادت وكالة “فرانس برس”. وقد لاقى عمله إدانة واسعة من الدول العربية والإسلامية.