مي الصايغ

مدة القراءة 2 د

في حياتنا الوطنية نساء مبدعات في كلّ مجال من مجالات الحياة.

كاتبات مميّزات، سياسيّات مقتدرات، إداريّات كفوءات.

في مسيرتنا لم تكن المرأة لتتخلّف عن الرجل في ساحات القتال. وإذا ما استرجعنا من الذاكرة أسماء النساء المميّزات في المسيرة الملحميّة، فسنجد أنّهن عدداً ونوعاً يوازين بالحضور والفعّالية الرجال. من ينسى السيّدة عصام عبد الهادي الأمينة العامّة لاتحاد المرأة الفلسطينية، ومن ينسى كلثوم عودة الكاتبة، ومن ينسى مي زيادة الفلسطينية اللبنانية، وفدوى طوقان، وكثيرات غيرهنّ، وأخيراً الراحلة الشاعرة الغزيرة الفلسطينية العربية مي الصايغ.

بالأمس فارقتنا جميلة الجميلات مي، التي واكبت المسيرة من مركزها منذ بدايتها وعبر كلّ مراحلها.

مي الشخصيّة المتعدّدة المواهب والقدرات تركت وراءها تراثاً يجعل من اسمها أيقونة خالدة لا تغيب عن الذاكرة. مي الشاعرة هي التي أنتجت العديد من الدواوين، وهي النقابية التي رأست اتحاد المرأة الفلسطينية لفترة طويلة، وهي المناضلة التي لم تتخلّف يوماً عن ساحات الخطر من غزّة حيث وُلدت، إلى الأردن حيث الثورة، في صعودها وتحدّياتها، إلى دمشق فبيروت.

في زمن المنافي القريبة والبعيدة، لم تغِب شمسها المشرقة دائماً عن حياتنا.

مي الصايغ، رفيقة أخينا الذي ينتمي إلى جيل المؤسّسين محمد أبو ميزر، أبي حاتم، أسلمت روحها قبل أيام قليلة ، وهي تحلم بذلك اليوم الذي تعود فيه إلى غزّة، إلى رام الله، إلى بيت لحم، إلى القدس، إلى الخليل.

مي الوطنيّة الفلسطينية كانت عابرة للطوائف والأجندات، فهي نبتة من تربة الأرض الواحدة، أي أنّها من الجميع وإلى الجميع .

لن نقول وداعاً يا مي فأنت ستظلّين حاضرة في ذاكرة الأجيال.

مواضيع ذات صلة

فتح الله غولن: داعية… هزّ عرش إردوغان

ثمّة شخصيات إسلامية كثيرة في التاريخ توافَق الناس على تقديرها واحترامها، مع ظهور أصوات قليلة معترضة على نهجها أو سلوكها أو آرائها، لكنّها لم تتمكّن…

مصرع السنوار في مشهد لا يحبّه نتنياهو

مات يحيى السنوار، رئيس حركة حماس منذ اغتيال سلفه إسماعيل هنية في 31 تموز الماضي، وهو يقاتل الجيش الإسرائيلي، في إحدى أسخن جبهات القتال في…

الحزب بعد “السّيّد”: الرأي الآخر… ومشروع الدّولة

هنا محاولة لرسم بورتريه للأمين العامّ للحزب، بقلم كاتب عراقي، التقاه أكثر من مرّة، ويحاول في هذا النصّ أن يرسم عنه صورةً تبرز بعضاً من…

الياس خوري رحل إلى بيروته وتركنا لأشباحها

عن 76 عاماً، قضاها بين الورق والحبر والكتب والنضال من أجل تحرير فلسطين والإنسان العربي، غادرنا الروائي والقاصّ والناقد والأكاديمي الياس خوري، تاركاً فراغاً يصعب…