فريدريك هوف ودروس لبنان…”الجمهوريّة المتزعزعة” وبدايات حزب الله (1)

مدة القراءة 13 د

أن يكتب فريدريك هوف، الدبلوماسي الأميركي الذي شغل مناصب حسّاسة عدّة في وزارة الخارجية وفي سفارات بلاده في أكثر من دولة، فهذا يعني أنّه سيفصح عن معلومات مهمّة تتعلّق بما يتحدّث عنه، وبما يجري الآن في المنطقة والعالم. فكيف إذا كان يكتب عن تجربته في لبنان إبّان الحرب الأهلية اللبنانية، وقد واكب جلّ أحداثها؟ وكيف إذا كان ما يكتبه إنّما يكتبه لمجلّة “نيو لاينز” الأميركية التي تركّز على منطقة الشرق الأوسط، التي كانت لفترة طويلة مركز السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية، وفق المجلّة؟

أبعد من ذلك: لماذا يكتب الآن دبلوماسي عتيق عن تجربة مضت عليها أكثر من أربعة عقود؟ من المؤكّد أنّه يريد أن يقول شيئاً عمّا حدث في ذاك الزمن وآن وقت الإفصاح عنه، أو ربّما يعود إلى تلك الفترة وتلك التجربة ليقول شيئاً عمّا يحدث الآن. الآن هنا، أي في لبنان والشرق الأوسط، والآن هنا في كلّ العالم، وخصوصاً حيث المعارك مشتعلة، سواء في أوكرانيا أو في غيرها.

في مقال مطوّل ومفصّل في مجلّة “نيو لاينز” (New Lines) الأميركية، روى هوف بعض الذكريات عن فترة عمله في لبنان قبل أربعة عقود، من عام 1975 إلى عام 1990، لأنّ لهذه الروايات عن تحدّيات جمع المعلومات والإبلاغ عنها التي واجهته في الحرب الأهلية اللبنانية، وفق رأيه، ما يعادلها اليوم في مكاتب الملحقين العسكريّين الأميركيين في أوكرانيا وروسيا والعراق وجميع أنحاء العالم.

عن أوّل الدروس التي اكتسبها في لبنان وأهمّها، يقول هوف وهو يتذكّر الأيام المحفوفة بالمخاطر التي قضاها في بيروت في أوّل منصب دبلوماسي له إنّ الدبلوماسيين يخطئون، وإنّه يجب على الدبلوماسيين تنبيه حكوماتهم إلى الحقائق والآثار المترتّبة على هذه الحقائق

لقد أكّد هوف في مقاله أنّ الملحقين العسكريين في السفارات الأميركية يقدّمون أكبر مساهمة للدبلوماسية الأميركية، من خلال جمع المعلومات والإبلاغ عنها في الوقت المناسب، في ظلّ ظروف صعبة، ويلعبون دوراً حيويّاً في إبقاء واشنطن على اطّلاع دقيق على الأمور السياسية والعسكرية.

هوف الذي يجيد اللغة العربية، تحدّث في مقاله، من خلال تجربته في لبنان على مدى 12 عاماً، عن الظروف والتحدّيات الصعبة التي واجهته والممارسات التي كان يلجأ إليها لجمع المعلومات وتقديم التقارير إلى مسؤوليه، وعن علاقته بالجيش اللبناني وأجهزة المخابرات اللبنانية وقوّات الردع السورية في ذاك الحين.

اكتسب فريدريك هوف خبرةً، من خلال تجربته ملحقاً عسكرياً في السفارة الأميركية في لبنان خلال سنوات الحرب الأهلية، وتعلّم دروساً أوصلته إلى شغل منصب سفير بلاده في سوريا، ثمّ أصبح وسيطاً لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بين عامَيْ 2010 و2012، وهو صاحب ما يُعرف بـ”خطّ هوف” الشهير في أثناء المفاوضات.

 

الجمهوريّة المتزعزعة

عن أوّل الدروس التي اكتسبها في لبنان وأهمّها، يقول هوف وهو يتذكّر الأيام المحفوفة بالمخاطر التي قضاها في بيروت في أوّل منصب دبلوماسي له إنّ الدبلوماسيين يخطئون، وإنّه يجب على الدبلوماسيين تنبيه حكوماتهم إلى الحقائق والآثار المترتّبة على هذه الحقائق، حتى عندما لا ترغب حكومتهم بشكل واضح في أن يتمّ تنبيهها. يعترف بأخطاء ارتكبها في تقديره للواقع اللبناني والحساسيّات السياسية المحيطة، ولا سيّما استبعاده الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، ويقرّ بتغاضي حكومته عن الممارسات الإسرائيلية ضدّ أهداف على الأراضي اللبنانية، ويرى أنّ لبنان اليوم ليس بالضرورة أكثر أماناً لأنّه أكثر استقراراً أو لعدم غرقه في حرب أهلية، وأنّ الملحقين العسكريين الأميركيين وغيرهم من موظّفي السفارة يواجهون تحدّيات ومخاطر بالعمل فيه، ولا سيّما بسبب النفوذ السياسي والعسكري الكبير الذي يمارسه حزب الله على رفات جمهورية متزعزعة ساعد هو وحلفاؤه في الطبقة السياسية اللبنانية في قتلها.

يضيف هوف: “الدبلوماسية هي أكثر بكثير من ممارسة الناس لسياسة اللياقة والآداب حول طاولة مؤتمر. في الواقع، يقضي الدبلوماسيون وغيرهم ممّن ينخرطون في الدبلوماسية، أو الجهود ذات الصلة، وقتاً ويبذلون جهداً أكبر في جمع المعلومات والإبلاغ عنها أكثر ممّا يقضون ويبذلون في الأخذ والردّ في المفاوضات الرسمية. ومن بين أكثر جامعي المعلومات والمبلّغين عنها في السفارات الأميركية إنتاجاً، ضبّاط الجيش والقوات الجوّية والبحرية الذين يخدمون في الخارج في مركز دبلوماسي ملحقين عسكريين تحت إشراف السفير”.

يستعيد هوف مسيرته المهنية خلال خدمته في لبنان والدروس التي استخلصها منها، متسائلاً عن حالة العالم ومكانة الدبلوماسية فيه ووظيفة الدبلوماسيين وحياتهم اليوم وفي العقود المقبلة. يقول: “عملت دبلوماسياً عسكرياً أميركياً في بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990). لم تكن مهمّةً سهلةً. طوال الحرب، استهدفت قوى في لبنان العديد من الدبلوماسيين والمواطنين من دول عدّة. في أيلول 1984، على سبيل المثال، اخترق حزب الله اللبناني العميل لإيران المجمّع الجديد للسفارة الأميركية في عوكر، شمال بيروت، وفجّر سيّارةً مفخّخةً ضخمةً، فقُتل اثنان من أفراد طاقم الملحق الدفاعي في السفارة. جاء ذلك في أعقاب هجوم أكبر بكثير حدث قبل أقلّ من عام قصفت خلاله طهران وآخرون مقرّ فريق إنزال كتيبة مشاة البحرية الأميركية، المجاور لمطار بيروت، فقتلوا 241 جندياً أميركياً. أنذرت الفوضى التي كانت في لبنان بانهيار ما سمّاه مايكل هدسون، في عام 2019، ومنذ ذلك الحين، بـ”الجمهورية المتزعزعة”.

كان المرشّحون لمهمّة ملحقين عسكريين في لبنان، غالباً ما يوضعون لأغراض التدريب في ما يُسمّى درب “مسار البيئة المعادية”، المخصّص بشكل أساسي للضبّاط المتّجهين إلى الكتلة السوفيتية

لبنان “بيئة معادية

من منتصف السبعينيات إلى عام 1990، كان لبنان مكاناً استثنائياً لا يشبه أيّ مكان آخر على هذا الكوكب بالنسبة إلى أيّ فريق في أيّ سفارة (مدني وعسكري). وقد واجهت كليّة الدفاع لإعداد الملحقين العسكريين في واشنطن صعوبةً في تصميم برنامج تدريبي خاص بدولة تفتقر إلى سلطة الدولة، وإن على مستوى رجال شرطة المرور، ويبدو أنّ القانون والنظام في هذه الدولة موجودان فقط على أرض ومباني الجيش اللبناني، أحد العناصر المسلّحة العديدة التي تتنافس على السلطة والنفوذ تحت العين الساهرة لرئيس عاجز وسياسيين آخرين من مؤسّسات ضعيفة.

كان المرشّحون لمهمّة ملحقين عسكريين في لبنان، غالباً ما يوضعون لأغراض التدريب في ما يُسمّى درب “مسار البيئة المعادية”، المخصّص بشكل أساسي للضبّاط المتّجهين إلى الكتلة السوفيتية. لكنّ “العداء” من حيث بيئة العمل الصعبة كان مختلفاً تماماً في بودابست عنه في بيروت. في بودابست، كان العداء يتمّ بتنظيم وإشراف الدولة ويُطبَّق بمشاورات باردة، فيما في بيروت غالباً ما كان “العداء” مسألةً تتمّ بكاملها في جوّ من الفوضى العشوائية.

كانت المهامّ الرئيسية للملحق العسكري الذي خدم في لبنان في أثناء الحرب الأهلية مماثلةً لتلك التي يقوم بها الملحق العسكري في أيّ مكان: تقديم المشورة للسفير وفريق السفارة في الأمور العسكرية (التي كان هناك الكثير منها)، وتمثيل الجهاز العسكري لبلده عند الحكومة المضيفة وجيشها، وتقديم تقرير إلى وزارة الدفاع الأميركية عن التطوّرات السياسية والعسكرية في البلاد. وكان الإبلاغ عن العديد من جوانب الاضطرابات العنيفة في لبنان، إلى حدّ بعيد، الأكثر استهلاكاً للوقت والأكثر خطورةً من بين هذه المهامّ. فقد تطلّب مراقبةً دقيقةً فرضت في كثير من الأحيان سفراً مكثّفاً عبر بلد صغير منقسم عسكرياً لكن صعب طوبوغرافياً.

خلال الفترة التي خدمت فيها في لبنان، كانت هناك منطقتان محظورتان على موظّفي السفارة، بناءً على أوامر من السفير: المخيّمات الفلسطينية وتلك الأجزاء من جنوب لبنان الواقعة تحت سلطة سعد حداد، وهو ضابط سابق في الجيش اللبناني يتعاون مع إسرائيل لمقاومة الفلسطينيين المسلّحين. كلّ الأمكنة الأخرى، ومن ضمنها منطقة سهل البقاع التي توجد فيها وحدات من الجيش السوري وبطّاريات مضادّة للطائرات من طراز SA-6، كانت من المناطق التي تجب تغطيتها.

 

يوم خذلني دليل ميشلان

في لغة الملحقين العسكريين، كانت الرحلات بالسيارات التي تنطوي على مراقبة الوحدات العسكرية والأسلحة والمنشآت تُعرف باسم “استطلاع الطرق”. عندما شرعت في مثل هذه الرحلات، كان لديّ هدف محدّد ونسخة من طبعة الثلاثينيات من “دليل ميشلان الأزرق” للبنان على المقعد المجاور لي. اشتهرت هذه الطبعة باكتمالها من حيث قائمة المعالم التاريخية والمواقع السياحية الأخرى في جميع أنحاء لبنان، ومنها الأماكن التي تحتلّها القوات العسكرية. وكان توقيفك واستجوابك من قبل العناصر المسلّحة عند نقاط التفتيش أمراً روتينياً. وكان ينبغي أن تكون قادراً، عند استجوابك، على إظهار رسم توضيحي لمنطقة آثار قديمة قريبة والسؤال عن الطريق إليها، وهي طريقة عادةً ما تعمل، خاصةً عندما لا يتمكّن عناصر الحاجز من ربط لوحات الترخيص أو سائق سيارة كرايسلر “K” بالسفارة الأميركية.

حقّقنا نجاحاً ملحوظاً في شمال سهل البقاع، حيث ذكرنا أنّ قاموع الهرمل هو هدفنا السياحي. أتاح لنا مرور الحيلة على رقيب سوري عند نقطة التفتيش، القيادة ببطء على طول نهر العاصي عبر ما بدا أنّه معسكر بحجم فوج للجنود السوريين. لقي التقرير اللاحق عمّا تمّت ملاحظته استحساناً كبيراً من محلّلي المعارك في وكالة استخبارات الدفاع.

كلّما أُتيح لي الأمر كنت أتخلّى عن سيّارة كرايسلر اللافتة للنّظر تاركاً إيّاها في السفارة وأتنقّل مع الملحق العسكري لدولة حليفة. كان زميلي يقوم بالقيادة، وأقوم أنا بالمراقبة. كان رفيقي المفضّل في “استطلاع الطريق” هو نظيري البريطاني الرائد توني بوكس. لكن ذات مرّة خذلني “الدليل الأزرق” المعصوم من الخطأ. ذات يوم، توجّهت أنا وتوني شمالاً إلى زغرتا ثمّ شرقاً إلى منطقة الأرز اللبناني الشهير. كان هدفي وحدة سوريّة، قيل إنّها جزء من القوات الخاصة، تتمركز على طول طريق يربط بين بلدة حدث الجبّة الجبلية وتنّورين الفوقا (دخل الجيش السوري إلى لبنان عام 1976، بحجّة منع انتصار الفلسطينيين على الميليشيات المسيحية، وبقي هناك حتى عام 2005). كان مبرّرنا، كما أذكر، البحث عن دير ماروني قديم ذكره دليل ميشلان.

كان الفرسان الحمر (فرسان سرايا الدفاع)، موضوعاً لتقارير عدّة. كانوا تحت قيادة رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري

الاحتفال باغتيال السادات

لسوء الحظ، وفي أثناء مرورنا عبر معسكر سوري كبير منتشر على جانبَيْ الطريق إلى البلدة، أوقفنا الجنود الذين لم يبدوا أيّ اهتمام بهدفنا السياحي أو وضعنا الدبلوماسي. أمرونا بالخروج من السيارة، وهي سيارة فيات على ما أذكر، وتمّ فحصها إلى درجة أنّه تمّت إزالة المقاعد منها. عندما أُعيد تجميع السيارة، أمرونا تحت تهديد السلاح بالعودة إلى المقاعد الأمامية، وأمرنا جنديان سوريان جلسا خلفنا بالذهاب إلى مقرّ الوحدة. فيما كان توني يقود السيارة، أخفيت ملاحظات كتبتها على ورق الأرز. تمّ اصطحابنا إلى خيمة كبيرة وواجهنا ملازماً سورياً غاضباً، إذ تمّ إيقاظه من قيلولة منتصف النهار، بسبب تقرير عن أجانب غريبين يحاولون المرور عبر المعسكر. أمر الملازم بمصادرة وثائقنا. اعترضت متذرّعاً بالحصانة الدبلوماسية، لكنّني لم أترك أيّ انطباع لدى الضابط. في أثناء دراسة وثائق توني، أمر جندياً بإحضار سكّين له. كانت لغتي العربية جيّدةً في تلك الأيام، لذلك فهمت الأمر. سألني طوني، الذي كانت لغته العربية تقريبيّةً، عمّا قاله الملازم. عندما أخبرته، كانت إجابته: “أوه، اللعنة”. في الواقع، كان الملازم بحاجة فقط إلى السكّين لفصل المستندات (التي كانت ذات طبيعة طبّية) المدبّسة في جواز سفر توني. حاولت تخفيف حدّة التوتر بالاعتذار عن جهلنا بالحساسيّة العسكرية للمنطقة، والتأكيد على الطبيعة السياحية لرحلتنا، وسؤال الملازم هل من خدمة تتعلّق بالسفارة يمكنني تقديمها لشكره على إطلاق سراحنا الفوري، وهو ما يقتضيه القانون الدولي على أيّ حال. قال إنّ لديه ابن عم في هيوستن بتكساس، وسيكون سعيداً بالحصول على تأشيرة. أخبرته بأنّني سأتعامل مع الأمر شخصيّاً إذا كان بإمكانه تقديم تقرير إلى السفارة الأميركية في بيروت أو دمشق. بدا راضياً وأمرنا بالمغادرة على الفور.

استمتع جدّاً من تلقّى تقريري النهائي في واشنطن بالمأزق الذي أوجدته لنفسي ولزميلي البريطاني، ووجد أنّ من المضحك كون “الدليل الأزرق” لم يعد بطاقة “الخروج من الأسر مجّاناً” في كلّ لبنان. ولم أسمع أبداً عن طالب التأشيرة السوري.

 

“الفرسان الحمر” وإعلان الحرب

لم تكن جميع التقارير تتطلّب رحلات مكثّفةً، صعوداً ونزولاً، عبر تضاريس لبنان الجبلية الملتوية. تزامن وصولي ملحقاً للجيش الأميركي إلى بيروت مع وصول الميليشيا السوريّة، “الفرسان الحمر”، في اليوم نفسه، إلى ملعب كرة قدم سابق يقع مباشرةً قبالة الشارع الذي تطلّ شقّتي عليه في رأس بيروت. بعد 20 دقيقةً من دخول الشقّة مع رئيسي، الملحق العسكري الدفاعي، العقيد جون تولناي، ضابط كتيبة مشاة البحرية الديناميكي جدّاً، انفجر الوضع بما يشبه الجحيم. كان الفرسان، كما اتّضح، قد قرّروا إعلان وجودهم عن طريق رشّ الكورنيش في بيروت بنيران الرشّاشات الآليّة. أوقفوا حركة مرور المركبات، لكنّهم قتلوا وجرحوا بعض المشاة الذين كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ. تسلّلت زحفاً إلى الشرفة في الطابق السادس لمراقبة المشهد. بعد بضع دقائق، رآني أحد الفرسان الحمر، فأشار إليّ بقوة لدخول الشقّة. أخبرت تولناي، الذي كان يجلس بهدوء على أريكة بعيدة تماماً عن الشرفة، بما لاحظته. كان ردّه: “حسناً. سيكون هذا أول تقرير استخباراتي لك. فور توقّف إطلاق النار، دعنا نتوجّه إلى السفارة. يمكنك البدء بالكتابة”.

كان الفرسان الحمر (فرسان سرايا الدفاع)، موضوعاً لتقارير عدّة. كانوا تحت قيادة رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري. قبل انتهاء العام جاؤوا مرّةً أخرى، من دون سابق إنذار، ورشّوا الكورنيش بنيران رشّاشاتهم، فقتلوا جندياً بلجيكياً من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. في تشرين الأول 1981، أقلقوا سكّان رأس بيروت بساعة من إطلاق النار احتفالاً بخبر اغتيال الرئيس المصري أنور السادات (كان السادات قد وقّع اتفاقية سلام مع إسرائيل، الأمر الذي أثار استياء دمشق العميق).

إقرأ أيضاً: 

*السفير فريدريك سي هوف دبلوماسي مقيم في كليّة بارد، وباحث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن. خدم ملحقاً عسكرياً في سفارة بلاده في بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، ولاحقاً مدير مكتب وزير الدفاع الأميركي للأردن ولبنان وسوريا والشؤون الفلسطينية. يجيد اللغة العربية، وكان المبعوث الأميركي للمرحلة الانتقالية في سوريا عام 2012، بصفة سفير لواشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما، وتولّى الوساطة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بين عامَيْ 2010 و2012، وهو صاحب ما يُعرف بـ”خطّ هوف”. وهو مؤلّف كتاب “الوصول إلى المرتفعات: القصّة الداخلية لمحاولة سرّيّة للتوصّل إلى سلام سوري-إسرائيلي”.

*New Lines مجلّة أميركية للشؤون العالمية تركّز بشكل أساسي على منطقة الشرق الأوسط لأنّ هذه المنطقة، التي كانت لفترة طويلة مركز السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بحاجة، بحسب موقع المجلّة، إلى تغطية أكبر بكثير من الدبلوماسيين والموظّفين الأميركيين الذين عاشوا وعملوا هناك في ظروف الحروب والمخاطر، وليس فقط من أشخاص وُلدوا ونشأوا في الأماكن التي كانوا يقدّمون تقارير عنها.

 

*غداً في الحلقة الثانية: السفير هوف ودروس من لبنان… لو قرأت إسرائيل تقريري ما كان حزب الله!(2)

مواضيع ذات صلة

فريدريك هوف: خطوات ترسم مستقبل سوريا

حّدد الدبلوماسي والمبعوث الأميركي السابق إلى سوريا السفير فريدريك هوف عدّة خطوات تستطيع تركيا، بمساعدة واشنطن، إقناع رئيس هيئة تحرير الشام، أبي محمد الجولاني، باتّخاذها…

الرواية الإسرائيلية لتوقيت تفجير “البيجرز”

هل كان يمكن لتفجير “البيجرز” لو حدث عام 2023 انهاء الحرب في وقت أبكر؟ سؤال طرحته صحيفة “جيروزاليم بوست” التي كشفت أنّه كان يمكن لتفجير البيجرو…

فريدمان لفريق ترامب: ما حدث في سوريا لن يبقى في سوريا

تشكّل سوريا، في رأي الكاتب والمحلّل السياسي الأميركي توماس فريدمان، نموذجاً مصغّراً لمنطقة الشرق الأوسط بأكمله، وحجر الزاوية فيها. وبالتالي ستكون لانهيارها تأثيرات في كلّ…

ألكسندر دوغين: إسقاط الأسد فخّ نصبه بايدن لترامب

يزعم ألكسندر دوغين الباحث السياسي وعالم الفلسفة الروسي، الموصوف بأنّه “عقل بوتين”، أنّ سوريا كانت الحلقة الأضعف في خطّة أوسع نطاقاً لتقويض روسيا، وأنّ “سقوط…