“معظم ما يتداوله الإعلام يفتقر إلى الدّقّة والموضوعية”. بهذه الجملة اختصر مصدر قضائي كلامه لـ”أساس” عند سؤاله عن حقيقة ما يتمّ تداوله من أسماء لشهود ومشتبه بهم مطلوب الاستماع إليهم من قبل الوفد القضائي الأوروبي.
رافقت عدم الدقّة موعد وصول الوفد القضائي إلى بيروت، إذ أشارت مصادر وزارة العدل إلى أنّ “الوفد قد أكّد حتى يوم الخميس الفائت وصوله إلى بيروت على دفعتين. تصل الدفعة الأولى اليوم الإثنين في التاسع من كانون الثاني الجاري، والدفعة الثانية الإثنين المقبل في 16 الجاري”. بالمقابل لفتت مصادر قضائية، في حديث إلى “أساس”، إلى أنّ “الوفد القضائي الأوروبي قرّر لأسباب لوجستية تأجيل موعد زيارته إلى يوم الإثنين في 16 الجاري، وذلك لاستكمال تبليغ الأشخاص المطلوب الاستماع إليهم، بخاصة أنّ هذه التبليغات قد حُرّرت يوم الخميس الفائت، وقد تعذّر إبلاغ المعنيين في أيام العطلة الثلاث الجمعة والسبت والأحد”.
كذلك يعود سبب تأخر التبليغ إلى اجتماعات تنسيقية لبحث آليّات التحقيق والتبليغ بين المراجع القضائية اللبنانية والجانبيْن الفرنسي والألماني.
مصادر مستقلة لـ”أساس” إلى أنّ “المحققين الأوروبيين سيحقّقون مع مشتبه به “ن.ع”، وهو وسيط في مجال المصارف والأسهم الدولية. أمّا الباقون سيحقق معهم بصفتهم “شهوداً”
وأضافت المصادر القضائية أنّ “الأشخاص المطلوب الاستماع إليهم من قبل الوفد القضائي الأوروبي لهم حرّية قبول أو رفض الخضوع للتحقيق الذي إن حصل فسيكون بحضور قاضٍ لبناني”، مضيفة أنّ “الوفد قادر على أن يطّلع على الملفّات المقصودة الموجودة لدى القضاء اللبناني وتصوير بعض الأوراق منها، وهو ما لا يؤثّر على سرّيّة التحقيق وفقاً لتقدير القضاء اللبناني”.
وختمت المصادر لـ”أساس” أنّ “ما يتمّ ترويجه عن عمل الوفد وصلاحيّاته غير صحيح، بل يتضمّن في جزء منه رغبات البعض وفي الجزء الآخر محاولات للضغط على بعض الأشخاص لتحقيق أهداف ضيّقة”.
بالمقابل، تشير مصادر مستقلة لـ”أساس” إلى أنّ “المحققين الأوروبيين سيحقّقون مع المشتبه به “ن.ع”، وهو وسيط في مجال المصارف والأسهم الدولية. أمّا الباقون سيحقق معهم بصفتهم “شهوداً”، وقد أبلغوا عبر القنوات الرسمية ذلك، ومنهم رؤساء مجلس إدارة لـ6 مصارف و4 نواب سابقين لحاكم مصرف لبنان. كما تؤكد المعلومات أنّ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا لم يُبلّغا حتى الساعة أي موعد للتحقيق معهما”.
إقرأ أيضاً: “غارة أوروبية”: هل بدأ “الانتداب” القضائيّ لـ”تنظيف” البلد
إلى ذلك تُلفت معلومات “أساس” إلى أنّ “رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تدخّل لدى الفرنسيين لإبعاد الأخوين سلامة عن التحقيق. وسيرافق الوفد القضائي محقّق فرنسيّ سيلتقي المحقّق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار للاطّلاع على مجريات التحقيق في هذا الملفّ”.