في ذكرى تفجير السفارة الأميركية: 15 رصاصة للتذكير

مدة القراءة 3 د


أثار استهداف السفارة الأميركية في منطقة عوكر أمس الأول قلقاً أمنياً وسياسياً خاصة أنه جاء تزامناً مع الذكرى الـ 39 لتفجير السفارة المذكورة (استهدفت في 20 أيلول 1984). وسارعت الأجهزة الأمنية والقضائية الى فتح تحقيق بالحادث الذي لم يؤد الى وقوع إصابات مادية. 

وكشف مصدر مطلع لـ “أساس” الى أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي كلّف مديرية المخابرات في الجيش اللبناني إجراء تحقيقات فورية وتحريات دقيقة لمعرفة هوية مطلق النار وتوقيفه.

وعلمت “أساس” أنّه جرى ضبط الحقيبة التي رماها الجاني بالقرب من المكان، والتي كان يُخبّئ بها الرشاش الحربي فيها، والذي استخدمه في إطلاق 15 رصاصة على المبنى ، فاستهدفت إحداها سيارة رباعية الدفع مركونة داخل حرم السفارة كما أصابت بعض الرصاصات الجدار الأسمنتي والبوابة الحديدية للسفارة.

ورجح المصدر المطلع الى “ان توقيت المسلح لتنفيذ مخططه، جاء بناء على دراسة واستطلاع قام بهما، وهو أراد بفعله إيصال رسالة معينة دون إيقاع إصابات في الأرواح”، لكنّ ذلك، يضيف المصدر “لا يعني عدم التعامل مع الأمر بجدية كبيرة” معتبراً “أنّ ما حدث يُشكّل خطراً على الأمن في لبنان ولا يمكن وصفه إلا بجريمة خطيرة طالت إحدى السفارات الكبرى في لبنان وعرّض موظفيها للخطر”.

الى ذلك، ضربت الأجهزة الأمنية طوقاً حول مقرّ السفارة في عوكر وجرى تمشيط المكان، وعثر فيه على ممشطين عائدين لرشاش المسلّح، وفي حين تضاربت المعلومات حول الآلية التي كان يستقلّها الجاني سواء أكانت سيارة رباعية الدفع أو دراجة نارية، جرى تفريغ جميع كاميرات المراقبة المثبتة في محيط السفارة وعلى مداخلها من أجل الوصول الى إجابات على كل الأسئلة والهواجس، والتأكد من كيفية حصول الأمر، وصولاً الى تحديد هوية الشخص أو الأشخاص الذي أو الذين نفّذوا العملية، كذلك معرفة الطرقات التي سلكها مطلق النار قبل أن يفرّ الى جهة لا تزال مجهولة حتى الساعة.

وشدّد المصدر على “أن الجهات الأمنية والقضائية تعمل جاهدة من أجل منع حصول أي عمل أمني من شأنه أن يقلب الأمور رأساً على عقب في البلد، قائلا: “التحريات والاستقصاءات ستكون سريعة لمنع تكرار مثل هذا الأمر”.

وإزاء توجيه التحقيقات على كافة الاحتمالات، تستغرب بعض الأوساط أن يكون الحادث الذي وقع من النوع الفردي والمحدود، وتتساءل عمّا إذا كان ما حصل هو محاولة لتسجيل نقطة سلبية ضد الجيش اللبناني الممسك بأمن المنطقة التي تقع فيها السفارة الأميركية في عوكر.

مواضيع ذات صلة

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…

الليلة الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”..

تحملُ ليلة هروب رئيس النّظام السّوريّ المخلوع بشّار حافظ الأسد قصصاً وروايات مُتعدّدة عن تفاصيل السّاعات الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”، قبل أن يتركَ العاصمة السّوريّة دمشق…