قال مواطنون أمس إنّ سعر صرف الدولار صباح الخميس وصل في “السوق الموازية”، أي السوق السوداء، إلى 2400 ليرة لبنانية، ثم هبط مساءً إلى 1800 و1750 ليرة ليعود ويرتفع إلى 2100 ليرة.
لكن ما سرّ هذا التبدّل المفاجئ والسريع في سعر الصرف، وهبوطه دفعة واحدة أكثر من 600 ليرة، بحسب ما تداول مواطنون؟
بحسب الخبير الاقتصادي محمد وهبي فإنّ السبب العلمي هو “العرض والطلب”. وقال في حديث لموقع “أساس” أنّ “إقبال المواطنين بكثافة على بيع دولاراتهم أفقد الصيارفة الليرة، ما أدّى إلى انخفاض سعر الصرف”.
سعر صرف الليرة لا يعبّر تماماً عن وضع البلد. وولو كان الوضع سيئاً لبقي سعر الصرف 2300
يوافقه في التوصيف الخبير الاقتصادي الدكتور غازي وزني. ويضيف على هذا السبب، عوامل أخرى منها: “تسديد مصرف لبنان سندات اليوروبوندز، الأمر الذي أعاد الثقة بالواقع النقدي اللبناني وأدّى إلى ضخّ الدولارت في المصارف”. أما العامل الآخر الذي يشدّد عليه وزني فهو “النفسي”، واستفادة البعض من ارتفاع سعر الصرف ليتوجّهوا صوب بيع دولاراتهم.
الخبير الاقتصادي لويس حبيقة يذهب إلى منطق آخر: “سعر صرف الليرة لا يعبّر تماماً عن وضع البلد. وولو كان الوضع سيئاً لبقي سعر الصرف 2300”. وهو يحمّل المواطن اللبناني الذي يشتري الدولار بسعر مرتفع المسؤولية: “فالبعض يربح على ظهر لبناني آخر، متوسّط الحال، والفقير”. وبينما لا يستبعد تكرار هذا الأمر قريباً، يجزم أنّ ما يحدث في سوق الصيرفة هو “مضاربات، فالصيرفي هو تاجر”. ولا يرى خطورة كبيرة في ما يجري: “بل أراه أمراً مؤسفاً ومحزناً”.