وزني ووهبة وحبيقة: لا مؤامرة “نزّلت” الدولار

مدة القراءة 2 د


قال مواطنون أمس إنّ سعر صرف الدولار صباح الخميس وصل في “السوق الموازية”، أي السوق السوداء، إلى 2400 ليرة لبنانية، ثم هبط مساءً إلى 1800 و1750 ليرة ليعود ويرتفع إلى 2100 ليرة.

لكن ما سرّ هذا التبدّل المفاجئ والسريع في سعر الصرف، وهبوطه دفعة واحدة أكثر من 600 ليرة، بحسب ما تداول مواطنون؟

بحسب الخبير الاقتصادي محمد وهبي فإنّ السبب العلمي هو “العرض والطلب”. وقال في حديث لموقع “أساس” أنّ “إقبال المواطنين بكثافة على بيع دولاراتهم أفقد الصيارفة الليرة، ما أدّى إلى انخفاض سعر الصرف”.

سعر صرف الليرة لا يعبّر تماماً عن وضع البلد. وولو كان الوضع سيئاً لبقي سعر الصرف 2300

يوافقه في التوصيف الخبير الاقتصادي الدكتور غازي وزني. ويضيف على هذا السبب، عوامل أخرى منها: “تسديد مصرف لبنان سندات اليوروبوندز، الأمر الذي أعاد الثقة بالواقع النقدي اللبناني وأدّى إلى ضخّ الدولارت في المصارف”. أما العامل الآخر الذي يشدّد عليه وزني فهو “النفسي”، واستفادة البعض من ارتفاع سعر الصرف ليتوجّهوا صوب بيع دولاراتهم.

الخبير الاقتصادي لويس حبيقة يذهب إلى منطق آخر: “سعر صرف الليرة لا يعبّر تماماً عن وضع البلد. وولو كان الوضع سيئاً لبقي سعر الصرف 2300”. وهو يحمّل المواطن اللبناني الذي يشتري الدولار بسعر مرتفع المسؤولية: “فالبعض يربح على ظهر لبناني آخر، متوسّط الحال، والفقير”. وبينما لا يستبعد تكرار هذا الأمر قريباً، يجزم أنّ ما يحدث في سوق الصيرفة هو “مضاربات، فالصيرفي هو تاجر”. ولا يرى خطورة كبيرة في ما يجري: “بل أراه أمراً مؤسفاً ومحزناً”.

 

مواضيع ذات صلة

هذه هي الإصلاحات المطلوبة في القطاع المصرفيّ (2/2)

مع تعمّق الأزمة اللبنانية، يصبح من الضروري تحليل أوجه القصور في أداء المؤسّسات المصرفية والمالية، وطرح إصلاحات جذرية من شأنها استعادة الثقة المفقودة بين المصارف…

لا نهوض للاقتصاد… قبل إصلاح القطاع المصرفيّ (1/2)

لبنان، الذي كان يوماً يُعرف بأنّه “سويسرا الشرق” بفضل قطاعه المصرفي المتين واقتصاده الديناميكي، يعيش اليوم واحدة من أخطر الأزمات النقدية والاقتصادية في تاريخه. هذه…

مجموعة الـ20: قيود تمنع مواءمة المصالح

اختتمت أعمال قمّة مجموعة العشرين التي عقدت في ريو دي جانيرو يومي 18 و19 تشرين الثاني 2024، فيما يشهد العالم استقطاباً سياسياً متزايداً وعدم استقرار…

آثار النّزوح بالأرقام: كارثة بشريّة واقتصاديّة

لم تتسبّب الهجمات الإسرائيلية المستمرّة على لبنان في إلحاق أضرار مادّية واقتصادية مدمّرة فحسب، بل تسبّبت أيضاً في واحدة من أشدّ أزمات النزوح في تاريخ…