شهدت أسواق الصرافة الموازية (السوق السوداء) يوم أمس، ارتفاعاً في سعر صرف عملة الدولار الأميركي، بدأ منذ ساعات الصباح الأولى ولامس ظهراً 2400 ليرة لبنانية للدولار الواحد، ثم عاد وتراجع إلى ما يقارب 2000 ليرة لبنانية، لكنه لم يتخطَ هذه العتبة برغم شائعات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية على تطبيق “واتساب” مساءً تدّعي أن سعر صرف الدولار انحدر تحت 1800 ليرة، إلا أن هذه الأخبار بقيت في اطار الشائعات من دون أن يُلمس الأمر على أرض الواقع في محال الصيرفة.
الأسباب خلف هذا الارتفاع، وما اعقبه من تراجع لم يتعدّ حدود 250 الى 300 ليرة لبنانية، بقيت غامضة الى حد بعيد ولم تخلُ من التكهنات والأقاويل. إلا أنّ أحد الصرافين أكّدت أنّ هذا كلّه لا يخرج عن نطاق لعبة “العرض والطلب”، واضعاً الأمر بالمبدأ في إطار المعطيين التاليين:
- الجو المريح الذي أرخاه إيفاء مصرف لبنان بالتزامه المالي في استحقاق سندات اليوروبوند على سوق العملات قبل يومين.
- الكتلة النقدية التي وفرّها هذا الالتزام للسوق المحلي لأنّ جزءاً وفيراً من هذه السندات يملكه مصارف لبنانية.
[START2]رواتب عناصر “حزب الله” يُقدر حجمها الشهري بنحو 40 مليون دولار[END2]
تقاطع هذان السببان مع معلومات تحدثت عن دفع رواتب عناصر “حزب الله” أمس، بعملة الدولار الأميركي والتي بحسب موظف في “حزب الله” يُقدر حجمها الشهري بنحو 40 مليون دولار، تُدفع مطلع كل شهر “كاش” بسبب العقوبات الأميركية. فأوراق الـ”بنكنوت” تؤثر عادة في السوق بشكل مباشر وسريع، وذلك بخلاف تلك الخاصة بالحسابات المصرفية التي تتطلّب بعض الوقت حتى تُهضم وتظهر مفاعيلها في السوق.
أحد الصرافين فضّل عدم كشف اسمه، قال في اتصال هاتفي أيضاً، إنّ أوراق عملة الدولار انتشرت في السوق بشكل “مخيف” مساء أمس، وباتت خزانات محلّات الصرافة متخمة بها، وذلك بعكس الليرة اللبنانية التي “فُقدت”. وهذا يؤكّد أنّ السيولة ظهرت فعلاً اعتباراً من بعد ظهر أمس.
المصدر نفسه أضاف أنّ الأخبار عن انخفاض سعر صرف الدولار دون عتبة الألفين ليرة لبنانية، التي انتشرت مساءً عبر مواقع التواصل الاجتماعي “لم تكن إلاّ شائعات أطلقها بعض المضاربين من خلال تسجيلات صوتية على واتساب، وكان هدفها، وبأساليب احتيالية، حضّ حاملي الدولارات على بيع ما لديهم بدافع الخوف من انخفاض سعر الصرف مجدداً الى 1500 ليرة”، وذلك بعد أن وصل الى حدود 2400 ليرة لبنانية. وكشف أنّ الكثير ممّن وقعوا ضحية هذه اللعبة وباعوا دولاراتهم مساء أمس، قد “أكلوا الضرب”، “لأن السعر مرشح إلى الصعود أكثر للأسف”، خصوصاً بعد انتهاء هذه “الخضّة”، وكذلك بعد فكّ الإضراب الذي أطلقه الصرّافون، أمس، وسيستمر إلى يوم الاثنين المقبل.