منذ أن أعلن المجلس الأعلى للدفاع عن بدء الإقفال الشامل صباح اليوم الخميس وحتّى 25 منه، سادت في طرابلس، كما معظم المناطق اللبنانية، حالة من الزحمة الخانقة والفوضى في الشوارع وفي السوبرماركات.
لكنّ اللافت هذه المرّة بياناتٌ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صادرة عن أهالي أغلبية المناطق الطرابلسية، تعلن أنّها ترفض الالتزام بقرار الإقفال ومنع التجوّل. فهل تتجه الأمور إلى صدامات مع الأجهزة الأمنية والجهات البلدية المختصة؟
رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق توقّع “ألا تتجاوز نسبة الالتزام بقرار الإقفال التام في المناطق الشعبية 40 – 50 % كحدّ أقصى/ مقابل 100% في المناطق غير الشعبية”.
واستبعد في حديث لـ”أساس” أن تصل الأمور إلى مرحلة الصدامات والاشتباك مع القوى الأمنية وشرطة البلدية: “نتوقع حصول مناكفات بسيطة. فالشعب يدرك أنّ هذا القرار ليس ضدّ مصلحة المواطنين، لكنّ هذه المناطق تعتبر أنّ الدولة لم تقف إلى جانب طرابلس وأهلها يوماً. وبالتاكيد هذا لا يُبرّر ردّة الفعل بعدم الالتزام ومخالفة القرارات”.
وكشف يمق عن مساعدات كثيرة من جمعيات ستوزّع بالتعاون مع البلديات: “في بلدية طرابلس قلنا إنّه من الصعب الالتزام بقرار الإقفال التام في المناطق الشعبية لأنّ معظم السكان يحصّلون قوتهم يوماً بيوم”.
وعن دور شرطة البلدية في هذه المرحلة: “نحن والقوى الأمنية نتوقع عدم الالتزام لكنّ أيّ قرار تتّخذه وزارة الداخلية ووزارة الصحة العامة ويصبّ في خدمة مصلحة الأهالي، سنواكبه مع القوى الأمنية التي ستفرض تطبيقه، لأنّنا كبلدية غير قادرين على تحمّل هذه المسؤولية”.
وختم يمق كلامه مؤكداً وجود “تفلّت” في طرابلس: “قليلون جداً يضعون الكمامة، في شكل من أشكال التمرّد، ونحاول بشتى الوسائل أن نكون إلى جانب الناس”.
الشعب يدرك أنّ هذا القرار ليس ضدّ مصلحة المواطنين، لكنّ هذه المناطق تعتبر أنّ الدولة لم تقف إلى جانب طرابلس وأهلها يوماً. وبالتاكيد هذا لا يُبرّر ردّة الفعل بعدم الالتزام ومخالفة القرارات
محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا أًصدر بياناً شدّد على جدية تطبيق قرار الإقفال بشكل صارم: “سنكون صارمين في ما يخص الإقفال الشامل والعام بما في ذلك منع التجوّل، وخلال 10 أيّام لن يموت أحد جوعاً، ولكن يمكن أن يموت الكثيرون بسبب “كورونا”، خصوصاً بعد الوضع المزري الّذي وصلت إليه المستشفيات?. والخطط لن تفشل في المدينة على الرغم من الحالة الخاصّة، إن في ارتفاع نسبة الاكتظاظ السكاني، أو ارتفاع نسبة ?الفقر? بين أبنائها. لكن نطالب أهالي المنطقة بالتعاون معنا هذا الأسبوع على الأقل، لنتخطّى الأمر بأقل الأضرار، ونحن كمحافظة وبالتعاون مع القوى الأمنية والبلديّات، سنبذل أقصى جهودنا”.
وشدّد نهرا على أنّ “الوضع الصحّي يحتلّ الأولويّة المطلقة اليوم بالنسبة الينا، أقلّه خلال هذه الأيّام العشرة”، داعيًا أغنياء طرابلس إلى أن “يعينوا أخوتهم الفقراء”. وركّز على أنّه “في حالة الطوارئ العامة الّتي أعلنها المجلس الأعلى للدفاع، توضع القوى الأمنية في تصرّف ?الجيش اللبناني. ونحن نعلم أنّ الجيش حازم ومن الضروري أن يكون حازماً جدّاً، لأنّ عدم الحزم سيوصل إلى وضع أصعب بكثير، بل أكثر صعوبة ممّا نحن عليه اليوم”.
إقرأ أيضاً: كورونا يرعب غير المصابين: هجوم لشراء أجهزة تنفّس “احتياطاً”
من البيانات التي انتشرت على “الواتساب”:
– أهالي شباب القبة يعلنون أنهم غير ملتزمين بقرار الاقفال وقرار التجول لنهار الخميس الواقع في 14/1/2021.
– أهالي باب الرمل ومحيطها يعلنون أنهم غير ملتزمين بقرار الإقفال الشامل للبلد لنهار الخميس الواقع في 14/1/2021.
– شباب وأهالي السويقه والجسرين ومحيطها يعلنون أنهم غير ملتزمين بقرار الإقفال الشامل للبلد لنهار الخميس الواقع في 14/1/2021.
– شباب ضهر المغر يعلنون أنهم غير ملتزمين بقرار التسكير وقرار التجول لنهار الخميس الواقع في 14/1/2021.
– أهالي أبي سمراء ومحيطها يعلنون أنهم غير ملتزمين بقرار الإقفال الشامل للبلد لنهار الخميس الواقع في 14/1/2021.