يعتبر السفير الأميركي السابق لدى المملكة العربية السعودية ميكايل راتني أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان دخل الى البيت الأبيض قائداً لدولة شهدت تحولًا عميقًاً، يحمل اولويات مختلفة جذرياً عن تلك التي حملها في زيارته عام 2018 ما يعكس تطوراً في نهجه السياسي نفسه.
في مقال مطول له في صحيفة “نيويورك تايمز” يستعرض راتني اهم التحولات الجذرية التي شهدتها المملكة السعودية منذ تولي الأمير بن سلمان منصبه ففي حين كانت سياسته في بداياتها أكثر اندفاعاً وتدخلاً في الصراعات الإقليمية وترافقها تجارب سيئة دفعته الى الانتقال نحو نهج أكثر براغماتية وإعادة صياغة أولوياته. فأصبح يركز جهده على الداخل، واضعًا التنمية الاقتصادية والاجتماعية على رأس أجندته. وبدل الانخراط في صراعات إقليمية، أصبح هدفه إبقاء تلك الأزمات بعيدة عن حدود المملكة. فهي، من منظوره الجديد، لا تجلب سوى تهديد لما أصبح مشروعه الأكبر: تحديث الدولة السعودية.
بالنسبة لراتني الذي قضى العامين الأخيرين (2023-2025) سفيراً لبلاده لدى المملكة أجرى خلالهما محادثات عديدة مع السعوديين، أصبح واضحاً ان اولويات ولي العهد اليوم باتت تختلف عن أولوياته لدى زيارته الأولى لواشنطن عام 2018، فهو اليوم يفضل:
-التركيز على جذب الأعمال والاستثمارات الدولية إلى المملكة بدلاً من الانخراط في صراعات المنطقة الطويلة التي لا تنتهي.
– تقبّل قيادة سورية غير مُكتملة بدلًا من تأجيج حرب أهلية تزيد من معاناة المنطقة.
– التوصل إلى هدنة غير مستقرة مع إيران بدلاً من استفزازها ودفعها للرد بصواريخها.
-إنهاء حرب غزة بشروط غير مُرضية بدلًا من استمرارها كمصدر إلهام للمتطرفين.
– بناء مستقبل بلاده وتأمين اتفاقات سياسية وأمنية تضمن الاستقرار وتسهم في حماية المسار الإصلاحي.
– تحقيق توازن دقيق بين التحديث والانفتاح من جهة، والحسابات السياسية والإقليمية الحساسة من جهة أخرى.
رأى الأمير محمد في حفل عشاء في البيت الأبيض وهو بالنسبة للكثيرين، الرمز النهائي للقبول الدبلوماسي
– تطوير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تنويع مصادر الاقتصاد بعيداً عن النفط.
يرى السفير الأميركي السابق، ان ولي العهد لن يتوقف عن البحث عن سبل لحماية أمن بلاده وتحولها بعيداً عن النفط، وهذا كان محور اجتماعاته في واشنطن والتي تمّ فيها:
-مناقشة شيء أقل من معاهدة، مثل اتفاقية دفاعية تعزز الشراكة العسكرية الأميركية السعودية ولكنها لا تتطلب تصديق مجلس الشيوخ الأميركي.
– تأكيد دور المملكة كلاعب رائد – عالميًا، وليس إقليميًا فقط – في التكنولوجيا الناشئة والذكاء الاصطناعي، وهو مفتاح التنويع الناجح لاقتصادها.
– الحصول على ضمانات للوصول إلى أحدث الشرائح الإلكترونية الأميركية.
-دعم الطموحات السعودية لمستقبل ما بعد النفط يتضمن الطاقة النووية المدنية.
ويعتقد أخيراً ان العالم رأى الأمير محمد بن سلمان في حفل عشاء في البيت الأبيض وهو بالنسبة للكثيرين، الرمز النهائي للقبول الدبلوماسي أمر كان يبدو شبه مستحيل قبل سبع سنوات فقط.
لقراءة النص الأصلي: إضغط هنا
