مرشح وزارة الداخلية يدعو الحريري إلى الاعتذار… والراعي “يلطش” الحزب

مدة القراءة 5 د


لم يُعرف حتّى الآن إذا كان اسم الخبير القانوني والدستوري، عادل يمّين، الذي اقترحه رئيس الجمهورية ميشال عون على الرئيس المكلّف سعد الحريري لتولّي وزارة الداخلية، يأتي في إطارالمناورة أو الاستفزاز أو الاقتناع الرئاسي بأنّه “الرجل المناسب للحقيبة المناسبة”!

“بروفيل” يمّين يَعرفه العونيون جيّداً. هو ضيف دائم على محطة “otv” البرتقالية، وفتاويه الدستورية والسياسية تصبّ في خدمة الخطاب السياسي للعهد والتيار الوطني الحر، وآخرها دعوته إلى اعتذار الرئيس المكلّف “في حال عجز عن الاتفاق مع رئيس الجمهورية، أو جواز أن يعطي مجلس النواب رأيه باستمرار التكليف من عدمه، وصولاً إلى إصدار توصية بسحب التكليف من الحريري كون مجلس النواب هو مصدر السلطات”.

وفق المعلومات، فأنّ اسم يمّين رفضه الرئيس المكلّف في اللقاء الأخير مع عون. وكان من ضمن أسماء أخرى دفعت بيت الوسط، بعد مغادرة الرئيس المكلّف قصر بعبدا، إلى تسريب أجواء الحريري المستاءة من “محاولات فرض حكومة تتسلّل إليها التوجّهات الحزبية”، مؤكّدة أنّ “هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح

وهو اقتراح سبق لـ”مستشار القصر” وزير العدل السابق سليم جريصاتي أن أفتى به خلال التكليف الثاني للحريري في عهد ميشال عون، مسلّماً يومها بأنّ الرئيس المكلّف مقيّد بمهلة معقولة لا يستطيع تجاوزها تحت طائلة “سحب” التكليف منه. أمّا في مواقف يمّين السياسية  فقد اتهم الحريري بأنّه “لا يرغب بتشكيل حكومة قبل أن يتسلّم إدارة جو بايدن مقاليد السلطة، لأنّه يخاف من العقوبات الأميركية، وينقضّ على ما تبقّى من صلاحيات لرئيس الجمهورية بعد الطائف”. 

وفي أحاديث إعلامية قال يمّين: “لا أؤكّد طَرح رئيس الجمهورية اسمي لحقيبة الداخلية ولا أنفي هذا الأمر. لا أسعى لأيّ منصب، لكن إذا أوجبت الخدمة الوطنية تولّي مهمّة معيّنة لا أتهرّب من المسؤولية”،وقال: “أنا مستقلّ ولستُ حزبياً لكنّ موضوعيتي لا تمنع تأييدي لخطوات عون الإصلاحية”.  

وفق المعلومات، فأنّ اسم يمّين رفضه الرئيس المكلّف في اللقاء الأخير مع عون. وكان من ضمن أسماء أخرى دفعت بيت الوسط، بعد مغادرة الرئيس المكلّف قصر بعبدا، إلى تسريب أجواء الحريري المستاءة من “محاولات فرض حكومة تتسلّل إليها التوجّهات الحزبية”، مؤكّدة أنّ “هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح”.

في حسابات الحريري: لا عودة عن القرار ببقاء الداخلية من حصته بعدما أيقن خطأ إدخالها بازار التفاوض والمداورة “السياسية” مع رئيس الجمهورية.ن أما أقصى ما يمكن أن يقدّمه الرئيس المكلّف هو  إخراج السنّة من مدار الحقائب السيادية على أن يكون التعويض بحقيبة العدل ونيل موافقة ميشال عون على اسم النائب العام الاستئنافي في بيروت القاضي زياد أبو حيدر الذي اقترحه الحريري لتولّي حقيبة الداخلية. لكنّ أبو حيدر “لم يقطع” في بعبدا حيث يتمسّك عون بتسمية وزير الداخلية الأرثوذكسي في مقابل تسمية الحريري وزير العدل السنيّ الذي لم يأخذ الرئيس المكلّف رأي عون به، وهي دكتورة القانون لبنى مسقاوي.

في مقلب القصر الجمهوري لا تبدو الحال أفضل بكثير مع اتهامات صريحة للحريري بأنّه “سمّى أربعة وزراء سنّة محسوبين عليه بالكامل والتلاقي مع الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط على أسماء تمّ التوافق عليها مسبقاً، واجتهاد الحريري في طرح اسمين شيعيين من دون أخذ موافقة حزب الله، وتدخّل في الأسماء المسيحية المحسوبة من حصة رئيس الجمهورية وفريقه السياسي بالتنسيق مع الطرف الفرنسي ووضع اليدّ على حقائب وازنة”!

على هذا المشهد المتأزّم انتهى النقاش الحكومي وغادر الرئيس المكلّف إلى الإمارات ثم السعودية في زيارة ترتبط في جزء كبير منها بلقاء العائلة لمناسبة الأعياد.

وقد برز أمس الموقف عالي السقف من البطريرك بشاره الراعي الذي أنذر “معرقلي تأليف الحكومة من قريب أو بعيد”، محمّلاً إياهم  “مسؤولية وضع جميع المؤسّسات الدستورية على مسار التعطيل

لأسبابٍ أمنية لا تحديد لتاريخ العودة في ظل تكليفٍ عالق وأزمة انهيار شامل لا تحتمل حتّى “إحياء احتفالات بالأعياد” لا داخل لبنان ولا خارجه. لكنّ العودة، وفق العارفين، لن تقدّم أو تؤخّر في المسار الحكومي الذي بات يحتاج الى ما هو أبعد من الضغط الفرنسي أو مبادرة بطريركية أو وسطاء في الداخل يشتغلون على خطّ نزع ألغام الأسماء والحقائب!

وقد برز أمس الموقف عالي السقف من البطريرك بشاره الراعي الذي أنذر “معرقلي تأليف الحكومة من قريب أو بعيد”، محمّلاً إياهم  “مسؤولية وضع جميع المؤسّسات الدستورية على مسار التعطيل”.  واعتبر أنّ “ثمّة مَن يراهن على سقوط الدولة وليعلم أنّ هذا السقوط لن يُفيده ولن يفتح له طريق انتزاع الحكم، لأنّ الشعب لا يقبل اصطناع دولة لا تشبه هويته وتاريخه ومستقبله”. لكنه وعد بأن يستمرّ في مساعيه “مع المُخلصين من أبناء الوطن لتشكيل الحكومة سريعاً فيما البلاد تصارع الانهيار”.

وضمن مساعي إنعاش مبادرة الراعي حطّ النائب سيمون أبي رميا في بكركي أمس حيث حضر الحديث عن الملفّ الحكومي. وكشفت لـ”أساس” مصادر متابعة للمسعى البطريركي إنّ “الراعي مستمرّ ومصمّم على متابعة هذه المبادرة التي لم تنطلق كي تتوقّف عند أوّل مطبّ. وهي ستنتهي عند تأليف الحكومة فقط، وقد تأخذ أشكالاً جديدة وربما عبر اتصالات قد تصل إلى الخارج. وهناك سلسلة خيارات مطروحة وفق أولويات يضعها البطريرك الراعي أمامه”.

أقرأ أيضاً: بعبدا: الحريري يعمل لإنهاء العهد.. المستقبل: إنّه ولي العهد

أوساط قيادية في تيار المستقبل أشارت إلى أن لبّ رسالة الراعي أمس طالت حزب الله. وهذا ما تؤكّده المصادر المتابعة للمسعى البطريركي: “تلميحات الراعي على قياس حزب الله، خصوصاً إشارته إلى أنّ الحليف هو من حَالف على الخير لا على تفشيل الحليف وتعطيل المؤسّسات والصلاحيات ومنع قيام السلطة، وحديثه عن شعبٍ لا يقبل اصطناع دولة لا تشبه هويته وتاريخه، مع تأكيده أن تأليف الحكومة مسؤولية جماعية لتفادي كارثة الانهيار الكامل لركائز الدولة”.

مواضيع ذات صلة

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…

الليلة الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”..

تحملُ ليلة هروب رئيس النّظام السّوريّ المخلوع بشّار حافظ الأسد قصصاً وروايات مُتعدّدة عن تفاصيل السّاعات الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”، قبل أن يتركَ العاصمة السّوريّة دمشق…