محمد عطوي “الهدّاف الأنيق” ليس الأوّل.. هؤلاء غدرهم السلاح المتفلّت أيضاً

مدة القراءة 4 د


ليس محمد عطوي أول ضحايا السلاح المتفلّت والخارج عن القانون، ولن يكون الأخير في بلد تهدر فيه يومياً دماء شبابه على مذبح الفوضى والتسيّب وغياب الضمير الحيّ.

وليست المرة الأولى التي تدفع كرة القدم اللبنانية ثمن جرائم الموت المتنقل في شوارع بيروت، بعد استشهاد لاعبي النجمة حسين دقماق وحسين نعيم في انفجار استهدف النائب وليد عيدو في حزيران 2007 عند بوابة ملعب النجمة. فترك الأول طفلتيه نانسي وسيلين وزوجته ياسمين لقدرهم الأليم، فيما غادر الثاني أهله من دون وداع..

إقرأ أيضاً: هذه هي خسائر الرياضة اللبنانية من تفجير مرفأ بيروت

وليست المرة الأولى التي تنهي رصاصة طائشة حياة أحد أفراد العائلة الكروية، فوسام بليق المشجّع النجماوي المعروف وصاحب الأرشيف الأغنى في الوسط الكروي، ذهب ضحية رصاصة غدر طائشة في محلة برج أبو حيدر تاركاً خلفه ولدين بعمر الورود، تماماً كما ودّعنا صباح الجمعة محمد عطوي اللاعب الأنيق صاحب الأداء المتميّز والتسديدات الصاروخية التي ألهبت مراراً وتكراراً مدرّجات فريق الأنصار والإخاء الأهلي عاليه.

المباحث الجنائية كشفت على جثة عطوي عقب وفاته وأُخرجت الرصاصة من رأسه كدليل على الجريمة

ودّع محمد عطوي خطيبته بعد أيام من عقد قرانهما، هو الذي كان يستعد لدخول القفص الذهبي. وبدلاً من انتقاله إلى عش الزوجية ودّع من أمام مدخل مستشفى المقاصد حيث كان يرقد منذ أسابيع، أمه الثكلى، وأهله والمئات من محبّيه لاعبين وإداريين ومشجّعين في جو من الغضب والحزن والأسى..

وقبل نقل جثمان عطوي إلى بلدته الجنوبية حاروف حيث ووري في الثرى عصر أمس كان لـ “أساس” لقاء مع شقيقه علي الذي كشف بأنّ قضية شقيقه ستاخذ المنحى القانوني في الأتي من الأيام، معتبراً أنّ هذا الالتفاف المؤثر حول أخيه في فترة علاجه وبعد وفاته، ما هو إلا دليل على ما زرع محمد في الأسرة الكروية من احترام وتواضع وتعامل حسن مع رفاقه وإداريي الأندية التي ارتدى قميصها.

وفي حين كانت والدة اللاعب في حال صدمة وذهول، قال شقيق اللاعب: “إنها مشيئة الله بوفاة محمد اليوم ولا اعتراض عليها”، مؤكداً بأن الملف باكمله موضوع بعهدة المحامي حسن عادل بزي الذي يواصل تنسيقه مع الجهات المعنية حول الظروف والملابسات والوقائع التي أدت لاستشهاد أخيه.

وفيما رفض المحامي بزي الادلاء بأيّ تصريح تماشيا مع سرية التحقيقات علم “أساس” بأن المباحث الجنائية كشفت على جثة عطوي عقب وفاته وأُخرجت الرصاصة من رأسه كدليل على الجريمة، كما حضر الطبيب الشرعي إلى مستشفى المقاصد وتابع تفاصيل القضية مع المدعي العام.

مدير نادي الأنصار بلال فراج قال لـ”أساس” إنّ “محمد خاض مع الأنصار معظم مسيرته الكروية (من 2006 إلى 2017)، ولم نعرف عنه طوال هذه المدة سوى دماثة الخلق والتواضع والالتزام. كان مرحاً ومحباً للحياة، فضلاً عن كونه محفّزاً لرفاقه في الملاعب عبر روحه القتالية العالية. وهذا ما أهّله ليكون قائد فريق الأنصار في مباريات عدة”.

جهود الأطباء أخفقت في إنقاذ حياته نظراً لوجود الرصاصة في مكان دقيق وقريب من الدماغ

وتمتّع عطوي بحسّه التهديفي العالي وتسديداته الصاروخية من خارج منطقة الجزاء، فسجل العديد من الاهداف بحرفية عالية ومهارة كبيرة. وتعتبر خسارة عطوي كبيرة على الكرة اللبنانية، إذ إنه أحد افضل نجوم خط الوسط في السنوات الأخيرة.

وأضاف فراج انه لم يفاجأ بهذا الغضب الكبير والتعاطف اللافت مع عطوي إذ كان كثير من اللاعبين يتجمّعون يومياً امام المستشفى لمعرفة آخر تطوّرات حالته الصحية.

وكان لاعب منتخب لبنان محمد عطوي أصيب برصاصة مجهولة المصدر في رأسه منذ 3 أسابيع في منطقة الكولا ببيروت، وتمّ نقله إلى متشفى المقاصد حيث خضع لعملية جراحية دقيقة لانتزاع الرصاصة من رأسه، لكنّ جهود الأطباء أخفقت في إنقاذ حياته نظراً لوجود الرصاصة في مكان دقيق وقريب من الدماغ.

ليس الأوّل، الأمل أن يكون الأخير، فوداعاً أيّها الهدّاف “الأنيق”.

مواضيع ذات صلة

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…

الليلة الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”..

تحملُ ليلة هروب رئيس النّظام السّوريّ المخلوع بشّار حافظ الأسد قصصاً وروايات مُتعدّدة عن تفاصيل السّاعات الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”، قبل أن يتركَ العاصمة السّوريّة دمشق…