بعد عشرة أيام من توقيف مديرية المخابرات في الجيش عناصر خلية إرهابية مرتبطة بتنظيم “داعش” ضمن سلسلة عمليات أمنية في منطقتي الشمال والبقاع، نفّذت عناصر المديرية عملية مداهمة في جبل البداوي قادت بعد ساعات من حصولها إلى مقتل رأس هذه المجموعة خالد التلاوي، لكن كلفتها كانت عالية جداً باستشهاد أربعة عناصر من الجيش.
إقرأ أيضاً: نصرالله يفتتح الموسم الجديد من عروض “داعش”
تؤكد مصادر عسكرية أن “هناك رصداً دائماً للخلايا الارهابية وقد تكثّفت الجهود بعد جريمة كفتون، وألقي القبض على مجموعة مرتبطة بأعمال إرهابية والملاحقات لا تزال ناشطة تحسّباً لأي عمليات قد تستغل مناخات التوتر السياسي ودقة المرحلة”.
بعدها صعد عناصر المخابرات الى الشقة حيث يقطن الرز لتفتيشها ومسح محتوياتها، ومع دخول الشقة تبيّن وجود ثلاثة أشخاص فيها، بينهم المطلوب خالد التلاوي، الذي باغتهم برمي رمانة يدوية كانت بحوزته أدت الى استشهاد ثلاثة عسكريين فوراً وجرح رابع ما لبث ان استشهد
ووفق معلومات لـ”أساس” قادت اعترافات ثمانية عناصر من الخلية الإرهابية التي تمّ الإعلان عن توقيف أفرادها في 5 أيلول إلى تحديد مكان عبد الرزاق الرز (سجين سابق). ومساء أول من أمس، كان الهدف الأساس لدورية المخابرات في الجيش توقيف المطلوب الرز لمعرفته اللصيقة بالرأس المدبّر التلاوي ولتوفّر معلومات أنّه يؤمّن بعض المستلزمات اللوجستية للمطلوب المذكور. وهذا ما حصل إذ طوّق عناصر الدورية مدخل البناية حيث يقطن الرز في محلة البداوي وجرى توقيفه فور وصوله الى مدخل المبنى.
بعدها صعد عناصر المخابرات الى الشقة حيث يقطن الرز لتفتيشها ومسح محتوياتها، ومع دخول الشقة تبيّن وجود ثلاثة أشخاص فيها، بينهم المطلوب خالد التلاوي، الذي باغتهم برمي رمانة يدوية كانت بحوزته أدت الى استشهاد ثلاثة عسكريين فوراً وجرح رابع ما لبث ان استشهد.
ومع فرار المجموعة رموا رمانة يدوية أخرى خارج المبنى لتمويه عملية الهروب برفقة الرز المصاب بعدما قاموا بالاستيلاء على سيارة أحد المارة. وقد اصيبت امرأة وعسكري في نفس المبنى والأخير لا علاقة له بالمداهمة.
من ضمن مجموعة الثمانية التي أوقفها الجيش في 5 أيلول، يبرز اسم مصطفى مرعي الذي أمّن انتقال التلاوي من البداوي إلى المنية إثر جريمة كفتون
ثم قادت لاحقاً الملاحقات الى مقتل التلاوي، رأس المجموعة، في منطقة سهل دنحي في بلدة كفرحبو ـ الضنية، بعد فراره مع ثلاثة عناصر كانوا معه باتجاه الضنية من بينهم أحمد الشامي، إثر عدم امتثالهم لأوامر حاجز الجيش عند مدخل بلدة عشاش – قضاء زغرتا. ومع تمزّق إطارات سيارتهم بعد وضع حاجز (ممشط) نزلوا من السيارة وفرّوا هاربين الى أن تمكّن الجيش من قتل التلاوي بعدما بادر الأخير إلى إطلاق النار عليهم. وفي ساعات متأخرة من مساء أمس جرى توقيف الرز مجدداً بعدما تبيّن أنه كان مختبئاً على سطح أحد المنازل والأصفاد لا تزال في يديه، فيما استمرت الملاحقات لتوقيف باقي المجموعة.
وأظهرت التحقيقات، وفق المعلومات، أن الرز (مواليد 1990) كان يتعاون بشكل مباشر مع التلاوي ويحضّر ضمن مجموعة أكبر لعمليات إرهابية. وخالد التلاوي (أبو بكر) هو أحد عناصر خلية حبلص التي أوقفها الجيش إثر كمين بحنين عام 2014 ثم أطلق سراحه مع مجموعة أخرى، ليوقف لاحقاً عام 2017 أثناء تخطيطه للعودة إلى سوريا والالتحاق بداعش ثم أُعيد إطلاق سراحه.
ومن ضمن مجموعة الثمانية التي أوقفها الجيش في 5 أيلول، يبرز اسم مصطفى مرعي الذي أمّن انتقال التلاوي من البداوي إلى المنية إثر جريمة كفتون.
وهذه المجموعة، وفق مصادر الجيش، تلقت تدريبات عسكرية وجمعت أسلحة وذخائر حربية تمّ ضبطها، ونفذت سرقات عدة بهدف تمويل نشاطات الخلية المذكورة التي كانت في صدد تنفيذ أعمال أمنية في الداخل، وأظهرت التحقيقات أن أمير تلك الخلية هو الإرهابي خالد التلاوي الذي استخدمت سيارته من قبل منفذي جريمة كفتون التي وقعت بتاريخ 21 آب 2020.