مجلس الأمن اليوم… يناصر إسرائيل

مدة القراءة 4 د


سيكون الاجتماع الدوري لمجلس الأمن اليوم مرتفع التمثيل. لن يحضره المندوبون، بل سيشارك فيه وزراء خارجية الدول الأعضاء الذين وُجّهت إليهم الدعوة، وأبرزها مصر وفلسطين والإمارات، مع استثناء لبنان الذي سيتمثّل بالمندوب هادي هاشم، لمصادفة وجود وزير الخارجية عبد الله بوحبيب في سوريا.

ستحتلّ الحرب الإسرائيلية على غزّة صدارة البحث، في غياب أي إمكانية لإدانة إسرائيل وجرائمها، بحسب مصادر دبلوماسية رفيعة في نيويورك في حديثها إلى “أساس”. وهي كشفت عن استنفار دولي استعداداً لهذه الجلسة، خلافاً للمعتاد. وتوقفت عند نقطة لافتة، وهي تجنّب المندوب الإسرائيلي في مجلس الأمن التطرق إلى موضوع لبنان أو طلب ادانته، وتحييده لبنان عن سياق البحث، سياسياً وعسكرياً وحتى دبلوماسياً، وذلك في سياق حشد الجهود من أجل ضمان عدم دعم تدخل الحزب في صلب معركة إسرائيل الغزّية، ناقلة وجود “ما يشبه حالة من الرعب الذي يعتري هذه الدول من جبهة الشمال على الحدود مع لبنان”.

لقد جرت العادة أن تتم الدعوة الى الجلسة لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط وتطوّراته. لكن الحدث الفلسطيني فرض نفسه. وبدلاً من نصرة غزّة وأهلها، ستكون الجلسة مخصّصة للاستنفار إلى جانب إسرائيل، ودعمها في حربها على القطاع المُحاصر والمُهدّم بالقصف.

سقوط قرارات “الهدنة”

يأتي هذا بعد فشل مشروعَي قرار، واحد قدّمته روسيا والآخر قدّمته البرازيل، سقطا بالفيتو الأميركي، لأنّهما دعوا إلى وقف إطلاق النار. البرازيلي أيّده 12 عضواً وامتنعت روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت، ويطالب بهدنة إنسانية لدخول المساعدات “بشكل كامل وسريع وآمن دون عوائق”. أما الروسي فقد دعا إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وقد أيّدته 5 دول (بينها روسيا والصين) وعارضته 4 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان)، فيما امتنع 6 أعضاء عن التصويت (بينها البرازيل).

كما في مجلس الامن كذلك خارجه، تنقل مصادر سياسية عن دبلوماسي أميركي قوله أنّ أولوية بلاده راهناً “خوض إسرائيل حربها على غزة قبل أي ملف آخر في المنطقة”

في المقابل ستقدّم الولايات المتحدة الأميركية مشروع قرار عالي اللهجة يتضمّن إدانة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة ويؤيد إسرائيل في حربها على غزة والفلسطينيين دون أي ذكر للبنان أو للمواجهات التي تحصل على الحدود الجنوبية مع إسرائيل.

التهديد الإيرانيّ المستمرّ

نقلت المصادر الدبلوماسية الرسمية وجود “حرب نفسية اعلامية عالية الوتيرة” بين إيران والحزب من جهة، وإسرائيل والمجتمع الدولي من جهة أخرى، سواء على ألسنة المندوبين في نيويورك، أو على مستوى الوزراء. وكرّر الإيراني حديثه عن “نفاد وقت المهلة” التي أعطاها للحل، ثم هدّد برفع وتيرة المواجهات، فيما لم تتردد إسرائيل بالتوعّد بالدخول إلى غزة وهي تتهيّب الخطوة.

من المستبعد، بحسب المصادر، صدور بيان مشترك عن المجتمعين، بالنظر إلى شدة الخلافات وعمقها بين الدول الأعضاء. ولو أنّ الاجتماع سيشكل فرصة للدول كي تعبّر عن مواقفها تجاه ما يحصل في غزة، وسيبقى الاعتراض في إطار مواقف الشجب والاستنكار والهجوم السياسي والتهديد بخطوات تصعيدية سياسية ودبلوماسية. ذلك أنّ توقعات الدبلوماسيين المعنيين بشؤون مجلس الأمن تؤكّد أنّه سيبقى معطّلاً من ناحية صدور قرارات مهمة، بسبب إصرار أميركا على إعطاء إسرائيل الوقت الكافي لإنهاء جريمتها ضد الفلسطينيين ومحاولة تحقيق هدفها بتصفية حماس أو إضعافها.

إقرأ أيضاً: فرنسا تستعين بإيران على الحزب: حذار تدخّله في الحرب وإلاّ..

في هذا الوقت لم تستبعد مصادر دبلوماسية غربية أن “يطول أمد المواجهات في الداخل الفلسطيني لأشهر”، كاشفة عن أن إسرائيل ستدخل إلى أطراف غزّة، وهو ما سيوقع المزيد من الضحايا. وقالت أنّ سؤالاً أساسياً لم تتحدد الإجابة عليه بعد يتعلق بمدى تطور الوضع في الجنوب اللبناني وقرار الحزب بتوسيع رقعة المواجهات مع إسرائيل، وهو ما يضع الدول في حالة استنفار وضياع. لذا كان قرار الطلب من الرعايا الأجانب مغادرة لبنان فوراً ليس لتوافر معلومات مؤكدة عن توسع رقعة الحرب بل لأن هذه الدول لم تنل التطمينات التي طلبتها والمتعلقة بموقف الحزب، وهو رفض تقديم ضمانات لعدم تدخّله.

كما في مجلس الأمن كذلك خارجه، تنقل مصادر سياسية عن دبلوماسي أميركي قوله أنّ أولوية بلاده راهناً “خوض إسرائيل حربها على غزة قبل أي ملف آخر في المنطقة”.

مواضيع ذات صلة

أميركا مطمئنّة.. ونتنياهو “يسرق الوقت”

عاد الموفد الأميركي آموس هوكستين من زيارته إلى المنطقة، ووصل إلى العاصمة الاميركية أمس. وقبل أن يصل إلى واشنطن كان قد طمأن عين التينة إلى…

مبعوث ترامب إلى الشّرق الأوسط: معجب “بروحانية” نتنياهو..

تشبه الشّخصيّات التي رشّحها الرّئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب شخصيّته الجدليّة. فهو كما فاجأ المراقبين يومَ فازَ في انتخابات 2016، وبفوزه الكبير في انتخابات 2022،…

هوكستين موفد ترامب… فهل يضغط لإنجاز الاتّفاق؟

كثيرٌ من الضبابية يحيط بمصير المفاوضات التي قادها آموس هوكستين بين لبنان وإسرائيل، أو بالأحرى بين “الحزب” وإسرئيل، عبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي. التفاؤل…

الاتّفاق Done: إعلانه خلال أيّام.. أو أسابيع؟

بين واشنطن وتل أبيب وبيروت أصبحت شروط الاتّفاق معروفة، ولا ينقصها سوى لمسات أخيرة قد تستلزم يوماً واحداً، وقد تطول لأسابيع، أربعة ربّما. لكن ما…