واثقاً من نفسه كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو يتحدّث عن قرب إعلان الانتهاء من التجارب السريرية الأخيرة على لقاح فيروس كورونا، قبل البدء بتصنيعه وإطلاقه في الأسواق، ما أثار الاستغراب والدهشة عند المتابعين، طارحين تساؤلات عن خلفية توقيت هذا الإعلان وعلاقته بالمعركة الانتخابية ومدى فعالية هذا اللقاح؟ وهل سيحصل لبنان عليه عند توزيعه؟
إقرأ أيضاً: البزري عن نقص في الـPCR: لا داعي للفوبيا ولا للوساوس
رئيس لجنة الصحة اللبنانية النائب عاصم عراجي طرح التساءل عن توقيت اللقاح قبل انتخابات الرئاسة الأميركية وقال: “لماذا طُرح اللقاح قبل حصول الانتخابات الرئاسية الأميركية؟”. واعتبر أنّه “إذا وُزّع اللقاح في شهر تشرين الأول، فأشكّ أننا في لبنان نستطيع الحصول عليه في وقت قريب كما كلّ اللقاحات العالمية. لن نستطيع الحصول عليه قبل منتصف عام 2021”.
مسألة الخلاف الكبير الحاصل بين الأميركيين ومنظمة الصحة العالمية لأن منظمة الصحة ستأخذ اللقاحات من روسيا والصين وحتى الآن لم تبدِ رأيها في اللقاح الأميركي
وشرح عراجي لـ”أساس” أنّ اللقاح “يُجرّب على الحيوانات، وبعدها يُجرّب على البشر على ثلاث مراحل، وتسمّى: (فيس 1 فيس 2 فيس 3). ولا أعتقد أنّ لبنان تمكّن من إدراج اسمه على لائحة الدول التي تسعى للحصول على اللقاح. في السابق كان هناك حديث عن أنّ منظمة الصحة العالمية ستتولّى بنفسها شراء اللقاح وتوزيعه في بعض الدول التي لديها أزمات اقتصادية أو حروب. ومن الممكن أن يكون لبنان من هذه الدول. وهذا ما نتتظره من المنظمة خاصة بعد الاتفاقية التي أجراها وزير الصحة حمد حسن مع منظمة الصحة العالمية لحجز حصة لبنان من اللقاح المحتمل لوباء كورونا، والمال متوفر من قرض البنك الدولي. كما أنه من المعروف أنّ أيّ بلد ينتج لقاحاً، يُوزّع في البداية داخل بلده، ومن بعدها على الدول التي ساعدته في تجربة اللقاح. الروس مثلاً قدّموا للهند لقاحات لأنها ساهمت بالمرحلة الثالثة من تجربة اللقاحات التي كانوا يجرونها”.
وأشار عراجي إلى مسألة الخلاف الكبير الحاصل بين الأميركيين ومنظمة الصحة العالمية لأن منظمة الصحة ستأخذ اللقاحات من روسيا والصين وحتى الآن لم تبدِ رأيها في اللقاح الأميركي.
وختم عراجي: “مسألة اللقاح في لبنان تحتاج لوقت، لأنّ أيّ لقاح، من المحتمل أن تكون له مضاعفات مثلما حدث مع الشركة البريطانية التي تعاونت مع جامعة أكسفورد بعدما كانوا قد وصلوا إلى مرحلة متقدّمة. أوقفوا عملية الإنتاج بسبب حصول مضاعفات للمرضى (التهاب بالنخاع الشوكي..)”.
لنفترض أن هذا اللقاح وُجد، وأُثبتت فعاليته بعد مروره بكافة الاختبارات، يحتاج على الأقل لمدّة 6 أشهر قبل أن يصل إلى لبنان
من جهته، أكد نقيب الأطباء شرف أبو شرف لـ”أساس” أنّه “لا يوجد حتى اليوم أيّ لقاح نهائي للعلاج”. أما عن حقيقة هذا اللقاح الذي من المفترض بحسب رأي المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية أنه سيعطي نتيجة، قال: “نحن في سباق عالمي للوصول إلى لقاح ضد كورونا. لكن لم تستطع أيّ شركة دواء حتى الآن إثبات أنها تخطّت المراحل المتوجّبة عليها من حيث التجارب المتعارف عليها لكلّ دواء أو لقاح قبل أن يصبح بمتناول الجميع. يمرّ الدواء أو اللقاح بـ4 اختبارات أو مراحل. ولكن جميع الشركات وصلت إلى الاختبار الثالث وتوقفت. ويجري اليوم تنافس على المرحلة الرابعة للحصول على المركز الأول لاكتشاف لقاح فعّال”.
وأضاف: “لنفترض أن هذا اللقاح وُجد، وأُثبتت فعاليته بعد مروره بكافة الاختبارات، يحتاج على الأقل لمدّة 6 أشهر قبل أن يصل إلى لبنان”. مشيراً إلى أنّ “وزارة الصحة هي المسؤولة عن توزيعه، وهي تعمل للحصول على هذا اللقاح”.
وختم: “أعتقد انه سيكون مثل باقي اللقاحات التي تعطى بالمستوصفات، وهي من الممكن أن تكون مجانية. ويفترض أن يكون هذا اللقاح موثوقاّ، ولن نُحضره إلى لبنان إلا في حالة الوثوق منه علمياً، وبوجود دراسات تثبت صحة فعاليته ونتائجه”.