7 مليارات و36 مليوناً و195 ألف ليرة هو أكثر من رصيد ليوم واحد من التبرّعات. هي رسالة وُجّهت لمن يهمّه الأمر مفادها أنّ “سُنّة لبنان يثقون بالمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان”، راعي الحملة الإنسانية الموحّدة التي نظّمتها “دار الفتوى” تحت عنوان: “ائتلاف المؤسسات الإغاثية في لبنان”، وحملت شعاراً هو “الواحد ليس لوحده”، كلّنا في الأزمات واحد من أجل المواجهة.
قاضي بيروت الشرعي الشيخ أحمد درويش الكردي قال لـ”أساس” إنّ “إقبال الناس على التبرّع وعلى هذه الحملة المشتركة التي قامت بها دار الفتوى، هو دليل تفاعل بين المسلمين، خصوصاً في هذا الشهر الفضيل. فالفقير يجب أن يشعر أنّه معزّز، وكرامته محفوظة وليس في مقام الإهانة والذلّ”، مشيراً إلى أنّ “حصر الزكاة بشهر رمضان هو من أكبر الأخطاء التي درج عليها الناس. فمن المفترض أن تكون الزكاة موجودة خلال أيّام السنة كلّها، ليستفيد الفقر طوال العام”.
ويؤكد الشيخ درويش أنّ هذا الاقبال الكثيف “يدلّ على ثقة. وعندما يكون التنفيذ صحيحاً، وتؤدّى الأمانة كاملة، تزداد الثقة أكثر وأكثر”.
إقرأ أيضاً: المفتي الشيخ حسن خالد (2/2): الشخصية والرسالة والخير العام
عضو كتلة المستقبل النائب رولا الطبش تحدّثت لـ”أساس”عن نسبة الإقبال والثقة التي حظيت بها دار الفتوى، معتبرةً أنّ “مبادرة دار الفتوى برعاية سماحة المفتي هي ممتازة بهذا الظرف الصعب الذي يواجهه اللبنانيون، ونحن نتوقّع المزيد من أصحاب الخير والأيادي البيضاء في هذا الشهر الفضيل لتخفيف الأعباء عن الشعب قدر المستطاع، خاصة في ظلّ غياب الحكومة”، مؤكّدة أنّ “ما شهدناه اليوم هو دليل ثقة بدار الفتوى التي تلعب دوراً وطنياً، ودليل ثقة بالمؤسسات المهتمّة بهذا الموضوع تحت رعاية دار الفتوى”.
الوزير السابق معين المرعبي قال لـ”أساس”: “من دون شك دار الفتوى هي جهة موثوقة، لكنّ الجمعيات التي تعمل بهذا المجال تحمل من الثقة الكبيرة ما يدعو إلى دعمها والمشاركة معها بتأمين حاجات الناس. فالدافع الأول والمحرّك هو شعور الناس بوجوب التضامن والتكافل مع بعضها البعض”.
لبنان بشكل عام هو بلد فيه تعاضد وتكافل اجتماعي. وليس غريباً على الطائفة السنّية أن يكون الخير دافقاً إليها من خلال مؤسسات دار الفتوى. هذا عمل خير وعمل الخير لا يكيل بالميزان
ولدى سؤال رئيس “اتحاد جمعيات العائلات البيروتية” محمد عفيف يموت عن الحملة وما شهدته دار الفتوى قال إنّه “عندما يضع الجميع أيديهم بأيدي بعضهم البعض، تأتي الجهود والنتائج مثمرة أكثر”، وأضاف في حديث لـ”أساس”: “هذه الجمعيات تعمل بمجال مساعدات الأيتام، والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك شريحة من الناس بحاجة لمساعدة، منهم من صُرفوا من أعمالهم أو من يقبضون نصف راتب، وغيرهم”. ويكمل معتبراً أنّ “ما زاد الطين بلّة هي المشاكل الاقتصادية ما قبل كورونا، وبعدها أتى وباء فيروس الكورونا ليتعب الناس أكثر. والحملة التي شهدتها دار الفتوى جاءت بنتيجة ممتازة، إذ كان المبلغ المتوقّع أقل بكثير مما تمّ جمعه”. ويختم يموت بأنّ “هذا الائتلاف نجاحه في الثقة وتحديداً الثقة بدار الفتوى التي تعزّز استمراريته للمستقبل”.
أما مستشار الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور خلدون الشريف فأكد لـ”أساس” أنّ “لبنان بشكل عام هو بلد فيه تعاضد وتكافل اجتماعي. وليس غريباً على الطائفة السنّية أن يكون الخير دافقاً إليها من خلال مؤسسات دار الفتوى. هذا عمل خير وعمل الخير لا يكيل بالميزان”.
هي شهادات من أطياف متنوّعة أجمعت على أنّ دار الفتوى، بقيادة المفتي عبد اللطيف دريان، أثبتت للجميع، كما أثبتت لنفسها، أنّها قادرة على قيادة الناس إلى ما يفيدها، وإلى الخير وإلى منتهى الوطنية في الظروف الصعبة.
هكذا كانت دار الفتوى مع المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد، وهكذا ستبقى.