هي ليست حزّورة فوازير رمضان؟ وليس سؤالاً في برنامج “من سيربح المليون”؟ بل تساؤل لكلّ السلطة الصحية وغير الصحية التي تنقسم بين متهرّب من الجواب وآخرين لا يعلمون شيئاً عن ما يحصل؟
ما هو لقاح كورونا وجنسيته الذي وعد به وزير الصحة في الحكومة المستقيلة حمد حسن اللبنانيين قبل نهاية العام؟ وعلى أيّ أساس أطلقت وزارة الصحة حملة إعلامية للقاح وأماكن تلقيه؟
إقرأ أيضاً: سكرّية: اللبنانيون “فئران تجارب” في لقاح الكورونا
مديرة البرنامج الوطني للتلقيح ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأوّلية في وزارة الصحة الدكتورة رندة حمادة رفضت الخوض بالموضوع وقالت لـ “أساس”: “في الحقيقة لا أستطيع إعطاء تفاصيل عن الموضوع، ولا معلومات لديّ، ولست مخوّلة الحديث عنه، وممنوع أن أصرّح”.
فيما رئيس مركز أبحاث الامراض الجرثومية المعدية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، والمستشار في لجنة “منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط” الدكتور غسان دبيبو سخر من كلّ ما قيل عن اللقاح. وقال لـ”أساس”: “لا لقاح. فأميركا هي نفسها لا تملك اللقاح حتى اليوم. ولا أحد تمكّن من استيعاب إعلان الوزير المتسرّع، لأن لبنان كبلدان المناطق الأخرى ذات الدخل المحدود، سيحصل على اللقاح عند توفّره. فمنصة كوفاكس ستعطي عدداً معيّناً من اللقاحات. وكلّ بلد يوزّع اللقاحات على نسبة 20% المعلن عنها. ولبنان أقدم على هذه الخطوة للحجز فقط. وأؤكد أن لا لقاح حتى اليوم. ولا يوجد أيّ لقاح وافقت عليه منظمة الصحة العالمية. فهناك الكثير من العمل والتجارب قبل أن نعلن عن توفّر اللقاح”.
من اللقاحات المرشّحة: لقاح شركة فايزر، لقاح شركة أسترازينيكا، اللقاح الالماني الأميركي، وليس بالضرورة أن يكون لقاح شركة فايزر هو المعتمد في لبنان”
عضو “اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية” والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري لم ينفِ وجود لقاح، وأحقية لبنان بالحصول عليه في المرحلة الأولى لإطلاقه نظراً لوضع الوباء في لبنان، إلا أنه تساءل عبر “أساس” عن حقيقة جهوزية هذا اللقاح وقال: “لقاحات كثيرة مرشّحة. وهناك 5 أو 6 لقاحات تجاوزت المرحلة الثالثة، ويجب تقييمها من ناحية سلامتها وفعاليتها، وبعدها تصبح مرشّحة للبيع بالأسواق بعد موافقة منظمة الصحة العالمية. وكلّ اللقاحات اليوم ما زالت تحت التجارب. لبنان بموقع متقدّم ليحصل على لقاحات مبكرة نسبياً بحكم اتفاقه مع منصة كوفاكس”.
وأضاف البزري: من اللقاحات المرشّحة: لقاح شركة فايزر، لقاح شركة أسترازينيكا، اللقاح الالماني الأميركي، وليس بالضرورة أن يكون لقاح شركة فايزر هو المعتمد في لبنان”.
اللقاحات المرشحة التي هي في المراحل الأخيرة من التجارب:
1- لقاح شركة فايزر Pfizer الاميركية: هي واحدة من 4 شركات تختبر لقاحاً لفيروس كورونا في مرحلة متأخرة من التجارب السريرية في الولايات المتحدة، ومصنعها في بورس ببلجيكا. وتُخزّن حالياً جرعات لقاح كورونا استعداداً لنشرها في جميع أنحاء العالم، إذا نجحت التجارب السريرية، ويرى المنظّمون أنها آمنة وفعالة.
وتأمل الشركة الأميركية في توفير 100 مليون جرعة هذا العام، منها 40 مليوناً مخصّصة للمملكة المتحدة، كما تأمل الشركة إنتاج 1.3 مليار جرعة في عام 2021، وسيحتاج كلّ مريض يتلقّى اللقاح إلى جرعتين.
ووصفت الصحيفة البريطانية “ديل ميل” لقاح شركة “فايزر” المنتظر بأنه “سيُنهي بؤس فيروس كورونا الذي يجتاح الكوكب”.
2- لقاح أسترازينيكا: يُنظَر إلى شركة أسترازينيكا الأميركية، التى تطوّر اللقاح مع باحثي جامعة أكسفورد في بريطانيا، باعتبارها المرشح الأوفر حظًا فى السباق لإنتاج لقاح للحماية من كوفيد-19.
ونقلت صحيفة “ديلى تلغراف” البريطانية عن ديفيد ماثيوز، وهو خبير فى علم الفيروسات من جامعة بريستول، الذى قاد البحث، قوله: “اللقاح يحقّق كلّ ما توقّعناه. وهذه أخبار جيدة فقط فى معركتنا ضد المرض”. ومن المتوقع إصدار البيانات الأولى من التجارب السريرية واسعة النطاق فى مراحلها الأخيرة، والتى تُجرى فى دول عدة حول العالم، بما في ذلك البرازيل والولايات المتحدة، وبريطانيا، قبل نهاية العام الجاري.
“لقاح كورونا” في لبنان جنسيته كما يبدو “قيد الدرس” فهل هناك صفقة تُحضّر خلف إخفاء جنسيته؟ أم أنّ هناك عملية تخدير لشعب خائف من كورونا وأرقامها
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن اللقاح، المعروف سابقاً باسم “شادوكس 1- إن كوف 19” والآن باسم “إيه زد دي 1222″، مصنوع عن طريق أخذ عيّنة من الفيروس المسبّب لنزلات البرد التى تصيب الشمبانزي عادة. ومن ثَمّ حذف حوالي 20% من جزيئاته، ما يعنى أنه من المستحيل أن يتكاثر الفيروس أو يسبّب المرض لدى البشر.
3- اللقاح الألماني الأميركي: هو بالشراكة بين شركة “فايزر” الأميركية و”بيونتك” الألمانية الشركتين حصلتا على تصريح لاختبار لقاحهما المشترك في ألمانيا مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي.
وكانت كلّ من شركتي “بيونتك” وفايزر للأدوية التي تدعم التطوير قد أعلنتا سابقاً عن عملية المراجعة.
ويستند قرار وكالة الأدوية الأوروبية لبدء هذا الإجراء على ما حصلت عليه من البيانات الأولية المشجّعة من التجارب السريرية وقبل السريرية والمبكرة على البالغين.
4- لقاح شركة مودرنا الأميركية: اللقاح تنتجه شركة التكنولوجيا الحيوية مودرنا، والمعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية. وتعدّ الشركة، واحدة من العديد من الشركات التي تلقت دعماً من الحكومة الفيدرالية الأميركية، في إطار برنامجها لتسريع عملية إنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا. أظهرت نتائج المرحلة الأولى من التجارب السريرية للقاح، أنه تسبّب في ردود فعل مناعية لدى جميع المتطوّعين وكانت له آثار جانبية خفيفة، تمثّلت في الشعور بالتعب والقشعريرة والصداع وآلام العضلات في موقع الحقن.
وهي أول من أصدر بروتوكولات مفصّلة لتجارب اللقاح الخاصة بها. وبعد ساعات اتبعت حذوها شركة بفايزر الأميركيةPfizer . وتهدف عمليات الكشف إلى معالجة الشكوك المتزايدة بين الأميركيين بأن حملة الرئيس دونالد ترامب لإنتاج لقاح قبل الانتخابات في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر قد تؤدّي إلى منتج غير آمن.
5- لقاح شركة “سينوفارم” الصينية: أعلنت أنّ لقاحها قد يكون جاهزًا للاستخدام بحلول نهاية 2020، وقد سبق أن دخل المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية على البشر في دولة الإمارات العربية المتحدة لجمع دليل على فعاليته بهدف الحصول على الموافقات التنظيمية النهائية.
6- لقاح شركة “سينوفاك” الصينية: لقاحها المضاد لفيروس كورونا سيكون جاهزاً للتوزيع العالمي بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية بداية عام 2021 بحسب ما أعلنته الشركة، وهو واحد من ضمن أربعة لقاحات أخرى ضد الفيروس تعمل الصين على اختبارها.
“لقاح كورونا” في لبنان جنسيته كما يبدو “قيد الدرس” فهل هناك صفقة تُحضّر خلف إخفاء جنسيته؟ أم أنّ هناك عملية تخدير لشعب خائف من كورونا وأرقامها.