سيختار الناخبون الأميركيون اليوم الثلاثاء من يريدونه رئيسًا لبلادهم للسنوات الـ4 المُقبلة بين التجديد للرئيس الحالي الجمهوري دونالد ترامب أو انتخاب منافسه الديمقراطي الطامح إلى الرئاسة نائب الرئيس السابق، جو بايدن. ويعتمد اختيار الناخبين لرئيسهم المُقبل على عدة عوامل، أبرزها البرنامج الانتخابي المقترح لكلا المرشحين، الذي وعدا به خلال الحملات الانتخابية على امتداد الأشهر الماضية.
وفيما يلي نظرة على السياسات التي يطرحها كلذ من ترامب وبايدن وما يدافعان عنه، في مقارنة ين برنامجيهما المتركّز حول 8 قضايا رئيسية تتوزّع بين الرؤية الصحيّة والاقتصادية والسياسة الخارجية وغيرها.
1- فيروس Covid-19
ترامب: عيّن الرئيس الأميركي فريق العمل الخاص بمكافحة انتشار فيروس كورونا في شهر كانون الثاني الماضي، ويقول عنه إنه حوّل عمله الآن نحو تحقيق “انفتاح آمن للبلاد والاقتصاد”. وأعطى الرئيس الجمهوري أولوية لإنجاز أعمال سريعة في مجال البحوث العلمية بهدف إيجاد علاجات ولقاحات فعّالة للمرض الذي انتشر بشكل قياسي في البلاد، وقد خصّصت إدارته ما يقارب الـ10 مليارات دولار لتنفيذ هذه المشاريع. وكان ترامب يتوقّع أن يبصر أحد اللقاحات النور قبل الانتخابات الرئاسية إلا أنّ إدارة الغذاء والدواء FDA فضّلت التريّث في موضوع اللقاحات للتأكّد من فعاليته وأمانه.
بايدن: يريد نائب الرئيس السابق إبرام برنامج يهدف إلى تعقّب وحصر الحالات المُصابة ومخالطيهم على مستوى البلاد، بالإضافة إلى العمل على تأسيس 10 مراكز فحوص للكشف عن المرض في كلّ ولاية بشكل مجاني. ويدعم مرشّح الحزب الديمقراطي فرض ارتداء الكمامات الواقية على امتداد البلاد.
2- السياسة الخارجية
ترامب: أعاد تأكيد وعوده بتخفيض عديد قوات الجيش الأميركي المنتشرة وراء البحار، مع الاستمرار في زيادة الاستثمارات في القطاع العسكري،. ويقول إنّه سيُكمل بنهج زيادة التعريفات الجمركية التجارية على البضائع الصينية الواردة للبلاد. كما يطمح ترامب لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران يلحظ برنامجها الصاروخي، ويؤكد على عدم العودة إلى الاتفاق الذي أبرمه سلفه باراك أوباما، معتبرًا أنّ الاتفاق القديم هو الأفضل لإيران والأسوأ للولايات المتحدة. ويؤكّد مسؤولو إدارة ترامب دائمًا على استمرار نهج العقوبات على خصوم الولايات المتحدة كروسيا والصين وفنزويلا وإيران وحزب الله حتى تغيير نهجهم.
بايدن: وعد نائب الرئيس السابق بما أسماه إصلاح العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، وأكّد غير مرّة أنّه يطمح للتخلص من التعريفات الجمركية المفروضة من جانب واحد على البضائع الصينية، ولكنه يؤكد في الوقت عينه أنّه سيجعل المسؤولين الصينيين يخضعون للمحاسبة أمام تحالف دولي “لا تستطيع بكين أن تتجاهله”.
وفي الملف الإيراني، يطمح بايدن للعودة للاتفاق القديم بحال التزمت إيران به، ويؤكد على سياسة العقوبات تجاه روسيا التي يعتبرها الديمقراطيون الخصم الأوّل للبلاد، بينما نهج ترامب يلحظ أنّ الصين هي الخصم الرئيسي في الوقت الحالي.
يريد نائب الرئيس السابق إبرام برنامج يهدف إلى تعقّب وحصر الحالات المُصابة ومخالطيهم على مستوى البلاد، بالإضافة إلى العمل على تأسيس 10 مراكز فحوص للكشف عن المرض في كلّ ولاية بشكل مجاني
3– إقتصاديًا
ترامب: وعد الرئيس الأميركي بتأمين أكثر من 10 ملايين وظيفة خلال الأشهر الـ10 التي تلي إعادة انتخابه، بالإضافة إلى تأمين مليون مشروع عمل في مجال شركات الأعمال الصغيرة. ويسعى إلى تخفيض الضريبة على الدخل، وإقرار ضمانات ضريبية للشركات لتحفيزها على إبقاء نشاطاتها الإقتصادية ضمن أراضي الولايات المتحدة الأميركية.
بايدن: يسعى نائب الرئيس السابق إلى فرض زيادة ضريبية على أصحاب المداخيل المُرتفعة، واستثمارها في الخدمات والتقديمات الحكومية، ويؤكّد دائمًا أنّ الزيادة هذه ستطال فقط الذين يحصلون على دخل يزيد عن 400 مليون دولار في العام. كما يدعم رفع الحدّ الأدنى للأجور على مستوى البلاد إلى 15 دولار أميركي في الساعة بدلًا من الرّقم الحالي 7.25 دولارًا في الساعة.
4- التغيّر المناخي
ترامب: دائمًا ما يُشكّك الرئيس الجمهوري في قضية “التغيّر المناخي”، ويسعى إلى توسيع نطاق استخدام الطاقة غير المتجدّدة و”الوقود الأحفوري” تحديدًا. وبهذا الإطار، يسعى الرئيس الطامح لولاية ثانية إلى زيادة عمليات التنقيب عن النفط والغاز، إلى جانب التراجع عن الإجراءات المقرّرة في مجال الحماية البيئية. وكان ترامب تعهّد بالانسحاب من “اتفاقية باريس” المتعلّقة بالتعامل مع التغيّر المناخي، والتي ستنسحب أميركا منها بشكل رسمي في وقت لاحق.
بايدن: يؤكّد بشكل دائم على إبقاء الولايات المتحدة في “اتفاق باريس” في حال انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة. ويسعى بايدن إلى أن تصل البلاد “درجة صفر” في مقياس انبعاث الغازات الدفيئة. وفي هذا الإطار، يقترح منع إعطاء تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز، بالإضافة إلى استثمار 2 تريليون دولار في مجال الطاقة النظيفة.
5- الرعاية الصحية
ترامب: يريد إلغاء قانون الرعاية الصحية الميسّر المعروف بـ Obamacare الذي اُقرّ في ولاية باراك أوباما، ويزيد من سيطرة المؤسسات الحكومية الفيدرالية في فرض تشريعات على عمل نظام الضمان الصحي. ويقول ترامب إنه يريد تحسين هذا القانون واستبداله، علمًا أنّه لم يتحدّث عن تفاصيل أيّ خطة له في هذا المجال. ويسعى الرئيس الجمهوري إلى خفض أسعار الأدوية الطبية عبر سماحه باستيراد أدوية أقلّ كلفة من خارج البلاد.
بايدن: يريد حماية قانون أوباما الصّحي، كما قال إنّه سيعمل على تخفيض سنّ من يحقّ لهم الاستفادة من الرعاية الصحية، وهذا ما سيعود بالمنفعة على كبار السنّ ممن تتراوح أعمارهم بين 60 و65 عامًا.
6– العلاقات العرقية
ترامب: لا يعتقد أن العنصرية تمثّل مشكلة هيكلية عامة في أجهزة الشرطة الفيدرالية في البلاد، ولطالما صوّر ذاته كمدافع متصلّب عن “فرض القانون”. لكنّه في الوقت عينه عارض تقييد أعناق المعتقلين أثناء عمليات اعتقالهم، واعدًا بإقرار منح مالية تهدف لتطوير ممارسات الشرطة أثناء عمليات تطبيق القانون العام.
بايدن: يعتبر العنصرية مشكلة هيكلية عامة قائمة بذاتها في عمل أجهزة الشرطة، ورفض الدعوات الهادفة إلى وقف تمويل أجهزة الشرطة، معتبرًا أنّ موارد جديدة ينبغي أن تتأمّن لها بدلًا من ذلك.
7- انتشار السلاح
ترامب: منذ ما قبل انتخابه رئيسًا عام 2016، لدى الرئيس الأميركي تفسير واسع لما يُعرف بـ “مفهوم الحماية في التعديل الثاني لدستور البلاد”، الذي يعطي المواطنين الحقّ في اقتناء الأسلحة وحملها. واقترح ترامب فعليًا تشديد عمليات التدقيق في خلفيات بائعي الأسلحة، لكن لم يرشح شيء عن خطته في هذا المجال. كما أنّه لم يُقدّم أيّ تشريع إضافي لضبط انتشار السلاح والذي نتج عنه عدة عمليات إطلاق نار جماعية خصوصًا في عام 2019 ذهب ضحيتها العشرات من الأميركيين.
يريد ترامب إلغاء قانون الرعاية الصحية الميسّر المعروف بـ Obamacare الذي اُقرّ في ولاية باراك أوباما، ويزيد من سيطرة المؤسسات الحكومية الفيدرالية في فرض تشريعات على عمل نظام الضمان الصحي
بايدن: أكّد في غير مرّة أنّه سيعمل على منع بيع الأسلحة الهجومية، ويقترح إجراء فحص شامل لخلفيات الراغبين في شراء الأسلحة، ووضع حدّ لعدد الأسلحة التي يُسمح للمواطن الأميركي شراؤها، وتتلخّص بسلاح واحد في الشهر، ومقاضاة مصنّعي الأسلحة وتجّارها الذين يتهاونون في هذه الشروط.
8– المحكمة العليا
ترامب: يقول إنّ الدستور يكفل له ملء أيّ منصب شاغر في المحكمة العليا خلال ما تبقّى له من ولايته الرئاسية. وقد أثار الجدل بعد تعيينه القاضية المحافظة آمي كوني باريت قبل أسابيع قليلة في المحكمة. وهناك قضية قد تصدر المحكمة العليا القرار النهائي بشأنها في وقت قريب، هي إعطاء الحقّ القانوني للإجهاض في البلاد، وهذا أمر سبق لترامب والقاضية باريت المعيّنة حديثًا في المحكمة أن عارضاه في الماضي بشكل جدّي.
بايدن: يريد المرشح الديمقراطي كما أعضاء حزبه أن يُملأ المنصب الشاغر في المحكمة العليا بعد تسلّم الرئيس المقبل مهامه، وليس قبل انتهاء ولاية ترامب. ويشير إلى إنه في حال انتخابه رئيسًا، فسيعمل على إقرار مشروع قانون يعطي النساء حقّ الإجهاض، بحال حكمت المحكمة العليا ضد إعطاء هذا الأمر.
إقرأ أيضاً: رؤساء الولايات المتحدة: تنافس تاريخي وفضائح وإجراءات عزل
بعد الاختلافات الجذرية في النظرة والرؤية والاستراتيجيات بين ترامب وبايدن، من سيفضّل الأميركيون أن يكون رئيسهم حتى 2025؟ الإجابة قد لا تكون بعد ساعات قليلة إلا أنّ المؤكّد أنّ الولايات المتحدة على مفترق طرق تاريخي إذ إنها الانتخابات الأولى التي تشهد كثافة اقتراع مبكر، وتوقّعات بمعركة حامية تتضارب فيها الاستطلاعات، وشهدت فيها بعض الولايات إشكالات وأعمال عنف بين مناصري المرشّحين بشكل غير مسبوق، كما يختلف المراقبون كيف ستؤول الأمور بعد ظهور نتائجها على الصعد كافة.