“أساس” تواكب فرحة الفلسطينيّين في غزّة ورام الله


عاشت الأراضي الفلسطينية، المحتلّ منها والمحرّر، فرحة كبيرة بما حصل في المستوطنات بالقرب من غزّة. وكانت الفرحة واحدة من القدس الشرقية إلى رام الله في الضفة الغربية وصولاً إلى غزّة حتى الحدود المصرية.

كانت الفرحة في غزّة أمس لا توصف. للمرّة الأولى منذ سنوات لا يشبه صباح غزة أيّ صباح. إنّه مشهد سوريالي يفوق الخيال، وأقرب إلى حرب أكتوبر والعبور في اليوبيل الذهبي لوقوعها.

استيقظ أهالي قطاع غزّة في ساعات مبكرة من الصباح على رشقات هائلة من الصواريخ من جميع الجهات ذاهبة في اتجاه إسرائيل، في مشهد لم يسبق له مثيل، وسط ذهول المواطنين والمراقبين والصحافيين.

عاشت الأراضي الفلسطينية، المحتلّ منها والمحرّر، فرحة كبيرة بما حصل في المستوطنات بالقرب من غزّة. وكانت الفرحة واحدة من القدس الشرقية إلى رام الله في الضفة الغربية وصولاً إلى غزّة حتى الحدود المصرية

أكّد الناطق باسم حركة فتح في غزّة منذر الحايك لـ”أساس” أنّ “إسرائيل تخطّت كلّ الخطوط الحمر، بممارسة الإرهاب والقتل المنظّم للشعب الفلسطيني، وتدنيس المقدّسات الإسلامية والعربدة في المسجد الأقصى، اعتقاداً منها أنّ الشعب الفلسطيني غير قادر على المواجهة، ومغلوب على أمره، وليست له خيارات”، مشيراً إلى أنّ “الأمور ذاهبة إلى المواجهة المفتوحة، والشعب الفلسطيني يدشّن معركته بيديه”.

قال مصدر نيابي فلسطيني لـ”أساس” إنّ “إسرائيل تعرّضت لضربة مباغتة وقاتلة، وستعيد ترتيب الأوراق، بما يتخطّى قطاع غزّة”.

وأضاف أنّ “هذه المعركة أنهت حكومة نتانياهو وسموتريتش وبن غفير، وهم في حالة ذهول، وكلّ أصابع الاتّهام تشير إلى أنّ هذه الحكومة هي المسؤولة عن تفجّر الأوضاع الفلسطينية وعن معركة غزّة، باستفزازاتها وغطرستها، ورفضها أيّ تسوية سلمية، ظنّاً منها أنّ الشعب الفلسطيني شعب متسوّل يكتفي بالتسهيلات الاقتصادية”.

من جهته، قال المحلّل الفلسطيني والمختصّ بالشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله لـ”أساس” إنّ “ما جرى أقرب إلى الخيال، وخصوصاً أنّه لم يكن هناك أيّ مؤشّرات أو إنذارات تدلّ على حدوث هذه الجولة القتالية، على عكس المرّات السابقة”.

اعتبر أنّ “هذه الضربة وعبور المستوطنات وعدد القتلى أقسى على إسرائيل من حرب أكتوبر، وضربت كبرياء إسرائيل في الصميم، وخصوصاً أنّها المرّة الأولى التي تحدث فيها المعركة على الأراضي الإسرائيلية”.

كانت الفرحة في غزّة أمس لا توصف. للمرّة الأولى منذ سنوات لا يشبه صباح غزة أيّ صباح. إنّه مشهد سوريالي يفوق الخيال، وأقرب إلى حرب أكتوبر والعبور في اليوبيل الذهبي لوقوعها

تساءل بذهول: “أين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، الأقمار الصناعية، طائرات الرصد التي تجوب غزّة، وكاميرات المراقبة على طول السياج الحدودي، ومئات الجواسيس الذين زرعتهم إسرائيل في غزّة؟ أين هم ممّا جرى؟”، ووصف ما حدث بأنّه “أقرب إلى ضربة أكتوبر والعبور، وسط تمويه وتضليل استراتيجيَّين كبيرين قامت بهما المقاومة الفلسطينية”.

بالعودة إلى شريط الأحداث، كانت لحظة البداية مع إعلان قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، بدء عملية “طوفان الأقصى بضربة مبدئية من 5,000 صاروخ على المستوطنات والبلدات الفلسطينية المحتلّة، وذلك “ردّاً على عربدة الاحتلال في المسجد الأقصى وسحل النساء في باحاته”. وتوالت اللقطات ومشاهد اقتحام كتائب القسام مستوطنات غلاف غزة، وتجوُّلها في المستوطنات في مركبات عسكرية، في وضع أقرب إلى فيلم أكشن خيالي، وسط ذهول ورعب المستوطنين الذين يفرّون من المكان.

تحدّثت الإذاعة الإسرائيلية عن أسر حركة حماس 35 إسرائيلياً حتى الآن، وتدمير عدد من التحصينات والمواقع العسكرية. ونشر موقع القسام صوراً لأسرى من المستوطنين والجنود الإسرائيليين. فيما اعترفت إسرائيل بمقتل الرئيس الإقليمي لمستوطنات حدود قطاع غزة أوفير ليبشتاين.

الفرحة في رام الله أيضاً

كما عمّت الفرحة في غزّة كان الأمر كذلك في رام الله حيث تجمّع المئات من الشباب الفلسطيني محتفلين ملوّحين بالأعلام الفلسطينية، وفي أزقّة مخيّم جنين حيث أطلقوا العنان للأناشيد الثورية.

أشار عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس في الضفة الغربية الدكتور أيمن دراغمة لـ”أساس” إلى أنّ “ما يجري هو حدث تاريخي ستكون له ارتدادات على جميع الأصعدة وفي العالم بأسره من حيث الاعتراف بالحقّ الفلسطيني وإقرار حقّ الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه”.

دعا دراغمة قيادة السلطة الفلسطينية إلى أن تتّخذ الموقف المطلوب بالتوحّد مع شعبها وقواه الحيّة وأن تترك أوهام الرهان على المفاوضات وعملية السلام.

من ناحيته، وصف القيادي في حركة فتح أحمد غنيم ما حدث بأنّه يؤسّس لـ “زمن جديد”. وقال غنيم المقرّب من مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي تعتقله إسرائيل، في تصريحات لـ”أساس”: “نحن في زمن جديد. هناك تغيّر كبير في مفهوم ميزان القوى لم يُلتقط بشكل جدّي من قبل إسرائيل ولا العرب”.

إقرأ أيضاً: لعنة أكتوبر تلاحق الإسرائيليين

اعتبر غنيم أنّ “القوة الجوّية لوحدها لم تعد حاسمة بعد عهد المسيّرات والتكنولوجيا الحديثة، وكما تحدّث الجميع طوال خمسين عاماً عن السادس من أكتوبر المصري، سيتحدّثون الآن عن السابع من أكتوبر الفلسطيني”.

أضاف أنّ “تجاهل إسرائيل تهديدات “حماس” وتمسّكها بوهم إسقاط حقوق الشعب الفلسطيني واعتقادها بأنّها قادرة على تحقيق سلام مع الدول العربية من دون حلّ القضية الفلسطينية سقطت مع هجوم المقاومة”.

ختم قائلاً: “لن يكون ممكناً بعد الآن الضغط على الفلسطينيين من أجل إنقاذ إسرائيل والعمل على تبديد أيّ إنجازات سياسية تصبّ في مصلحة الفلسطينيين”.

مواضيع ذات صلة

لبنان بالخيار: حرب مفتوحة أم فصل المسارات؟

هو أشبه بفيلم رعب عاشه اللبنانيون منذ يوم الثلاثاء الفائت. في الوقت الذي بدأ الحزب بتحقيقاته الداخلية للوقوف على أسباب الخرق ومن يقف خلفه، تستعدّ…

ماذا أرادَ نتنياهو من عمليّة “البيجر”؟

دخلَت المواجهة المُستمرّة بين الحزب وإسرائيل منعطفاً هو الأخطر في تاريخ المواجهات بين الجانبَيْن بعد ما عُرِفَ بـ”مجزرة البيجر”. فقد جاءَت العمليّة الأمنيّة التي تخطّى…

ما بعد 17 أيلول: المدنيّون في مرمى الحزب؟

دقائق قليلة من التفجيرات المتزامنة في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع على مدى يومين شكّلت منعطفاً أساسياً ليس فقط في مسار حرب إسناد غزة بل في تاريخ الصراع…

ألغام تُزَنّر الحكومة: التّمديد في المجلس أم السراي؟

ثلاثة ألغام تُزنّر الحكومة و”تدفشها” أكثر باتّجاه فتح جبهات مع الناقمين على أدائها وسط ورشتها المفتوحة لإقرار الموازنة: 1- ملفّ تعليم السوريين المقيمين بشكل غير…